رئيسة حزب كردي: قادمون لحكم تركيا

برفين بولدان طالبت نظام أردوغان بحل القضية الكردية، مشيرة إلى أن كافة محاولات النظام لم تستطع إسقاط الشعوب الديمقراطي.

قالت برفين بولدان، الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي، الأحد، إن الحزب الكردي المعارض في طريقه لحكم تركيا.

وطالبت بولدان، خلال المؤتمر الرابع الاعتيادي للحزب بالعاصمة أنقرة، نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بحل القضية الكردية، مشيرة إلى أن "كافة محاولات النظام لم تستطع إسقاط الشعوب الديمقراطي".

وأضافت "لم نسمح لهم بالنيل منا، الانتخابات الأخيرة شهدت عراقيل كثيرة وضعوها أمامنا لكننا تخطينا كل الصعاب وكل المؤامرات".

وتابعت: "سنحكم تركيا، نحن قادمون لحكمها. فبكل تأكيد سيعيش شعبنا ربيع الديمقراطية، وباب (جزيرة) إيمرالي (التي بها سجن أوجلان) حتما سيفتح بحل ديمقراطي". 

وعبدالله أوجلان أحد مؤسسي تنظيم حزب العمال الكردستاني، وهو أول وأبرز قائد له، وهو مسجون في جزيرة إيمرلي قرب إسطنبول منذ عام 1999، حيث يمضي عقوبة السجن المؤبد، ويعد رمز الأكراد في تركيا.

وألمحت المعارضة الكردية إلى رغبتها في أن تكون هناك إدارات كردية ذاتية الحكم تكون بها برلمانات ديمقراطية.

• "الشعوب الديمقراطي": لن ننسحب من البرلمان وندعو لانتخابات تركية مبكرة
• زعيم "الشعوب" التركي السابق لأردوغان: قريبا ستعرف من هم الأكراد

وانتخب حزب الشعوب الديمقراطي،  مدحت صانجر، البرلماني عن ولاية ماردين، رئيسًا مشاركًا جديدًا له، خلفًا للرئيس سزائي تمللي.

هذا وبقت بولدان كما هي رئيسة مشاركة أخرى للحزب، حيث أعيد انتخابها مرة ثانية للمنصب بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة.

وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام المحلية، وبينها صحيفة "برغون" المعارضة، توافد الآلاف من مؤيدي ومناصري الحزب، الأحد، إلى الصالة التي استضافت المؤتمر لانتخاب رئاسة مشتركة للحزب، إضافة إلى إدارته. 

وعقد المشاركون في المؤتمر حلقات الدبكة ورددوا شعارات "بمقاومتنا سننتصر"، "لا حياة بدون القائد"، "المرأة هي الحياة والحرية".

كما رددوا شعارات مناهضة للعزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، كما رُفعت لافتات في الصالة مكتوب عليها "انهوا العزلة".

وشهد المؤتمر مشاركة 30 ألف شخص، من بينهم وفود من 28 دولة، منها "تونس، فلسطين، الأردن، والمغرب، قبرص، السويد، فرنسا، ألمانيا، النمسا، لبنان، اليونان، إيطاليا، الدانمارك، النرويج، إنجلترا، البرتغال، فنلندا، سويسرا، إسبانيا، أرمينيا والعراق".

والأكراد يسكنون المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، ويتراوح عددهم ما بين 30 و40 مليونا. ويعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، لكن لم تكن لهم أبدا دولة مستقلة في العصر الحديث.

وفي العقود الأخيرة، زاد دور الأكراد في التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل حقوقهم القومية في تركيا، ولعبوا دورا هاما في الصراعات الداخلية في العراق وسوريا، آخرها المشاركة في مقاومة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ممثل في البرلمان التركي بـ65 نائبا، وتعتبره السلطات التركية الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني الذي تدرجه على قوائم التنظيمات الإرهابية.

لذلك تقوم السلطات التركية بين الحين والآخر بالعديد من الممارسات للضغط على الحزب، وأعضائه، وشملت هذه الممارسات إقالة رؤساء بلديات منتخبين تابعين له من مناصبهم تحت ذريعة "الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح والدعاية له"، في إشارة للحزب ذاته.

كما تشهد محافظات شرق وجنوب شرق تركيا، ذات الأغلبية الكردية، انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني، حيث تشن السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة بها تستهدف الأكراد، بزعم دعمهم للحزب المذكور، ما يدفعهم للتظاهر بين الحين والآخر رفضا للقمع.

وشهدت فعاليات المؤتمر تلاوة رسالة بعث بها نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، علي باباجان، لرئيسي الحزب المشتركين، بعد دعوته للمشاركة في فعاليات المؤتمر، لكن تعذر ذهابه. 

وشدد باباجان الذي يجري حاليا جهوده على قدم وساق لإعلان الحزب الجديد، على أهمية القرارات التي سيسفر عنها مؤتمر الشعوب الديمقراطي، بالنسبة لمستقبل تركيا، معربًا عن شكره لتوجيه دعوة إليه للمشاركة.

كما شهد المؤتمر كذلك تلاوة رسالة كل من الرئيسين المشاركين السابقين للحزب، صلاح الدين دميرتاش، وفيجان يوكسك داغ، المعتقلين منذ العام 2016.

والرئيسان السابقان مسجونان على خلفية ملف التحقيقات المتعلق بأحدات شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2014 الدامية التي وقع فيها قتلى كانوا يتظاهرون ضد عدم اتخاذ نظام أردوغان موقفًا واضحًا من تنظيم داعش افرهابي عقب احتلاله مدينة عين العرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية بسوريا.

وقال صلاح الدين دميرتاش وفيجان يوكسك داغ في رسالتهما "نعرف أن الرياح عاتية، والرحلة بالغة المشقة، لكن السفينة تتمتع بقوة كفيلة بحعلها قادرة على مواجهة كل الصعاب".