5 عقبات تواجه استفتاء استقلال كردستان عن العراق
وسط إصرار أغلب الأحزاب الكردستانية بالإقليم على إقامة الاستفتاء والمشاركة في الحملة الدعائية، تأتي أصوات رافضة لفكرة الاستفتاء
حملات دعائية ولافتات تحمل دعوات للتصويت بـ "نعم" على استقلال إقليم كردستان بالعراق بدأت في الانتشار بشوارع مدن الإقليم، تأكيدًا على إجراء الاستفتاء المزمع في الـ 25 من سبتمبر/ أيلول الجاري.
ووسط إصرار أغلب الأحزاب الكردستانية بالإقليم على إقامة الاستفتاء والمشاركة في الحملة الدعائية، تأتي أصوات رافضة للفكرة وأخرى مطالبة بتأجيله لحين الانتهاء من الحرب الحالية ضد تنظيم داعش الإرهابي، والانتظار للانتخابات البرلمانية لإقرار قانون بالبرلمان العراقي لتنظيم الاستفتاء.
حلم إقامة الدولة الكردية يعود إلى سنوات طويلة، خاصة أن الأكراد موزعون بين العراق وسوريا وتركيا وإيران، ويسكنون المنطقة الجبلية الممتدة على حدود الدول الأربع، وتتراوح أعدادهم ما بين 20-30 مليون شخص، ويمثل الأكراد رابع أكبر مجموعة عرقية بالشرق الأوسط، ما دفعهم في العراق للمطالبة بإقامة دولة مستقلة، خاصة مع بروز دورهم أثناء الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بسوريا والعراق.
بوابة " العين" الإخبارية ترصد 5 عقبات أمام استفتاء إقليم كردستان..
1- قدرات الإقليم السياسية والاقتصادية
رغم موافقة جميع الأحزاب الكردستانية على الاستفتاء، إلا أن هناك بعض الأحزاب والحركات كان لديها تحفظات، منها حركة التغيير العلمانية والجماعة الإسلامية، اللتان دعتا إلى تأجيله لوقت مناسب، لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية وإصدار تشريع خاص بالاستفتاء، لمنحه شرعية قانونية من الحكومة المركزية.
في الوقت نفسه وصف حزب التغيير المعارض قرار الاستفتاء بـ"القرار الخطير الارتجالي" من قبل رئيس الإقليم مسعود بارزاني، معتبرًا أن الوقت غير ملائم، لافتقاد الإقليم أرضية فعلية حقيقة من الناحية السياسية والاقتصادية.
ويعد هذا الصراع المحدود داخل الإقليم مصدر إزعاج لرئيس الإقليم وبقية الأحزاب الكردية بشأن إثارة أزمات كبري داخل الإقليم من ناحية، وارتباك الوضع السياسي بالعراق وتأثيره على الاستفتاء في موعده من ناحية أخري.
2 - الحرب ضد داعش
ترفض الحكومة المركزية في العراق استفتاء كردستان، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن الاستفتاء غير دستوري وغير شرعي، وأن الحكومة المركزية لن تعترف أو تتعامل مع الإقليم بعد هذا الاستفتاء.
في الوقت نفسه تزداد المخاوف لدي المسؤولين العراقيين من الانشغال بأمر الاستفتاء، أو الانقسام بين المدن والمحافظات العراقية حول طبيعة الحكم بالأقاليم، ما يؤثر بالسلب على درجة تركيز القوات العراقية في رسم الخطط والتكتيك لدحر داعش بالمدن والمحافظات.
وتمثل الحرب ضد داعش أكثر العقبات أمام كردستان في تحقيق مصيرها وإجراء الاستفتاء في موعده، خصوصا أن القوات العراقية لاتزال في عملياتها العسكرية ضد داعش بآخر معاقلها بمحافظة نينوى.
3 - الرفض التركي:
إن "خطوة أكراد العراق باتجاه الاستقلال خطأ وتشكل تهديدا لوحدة الأراضي العراقية"، بهذه العبارة أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلق الإدارة التركية من الاستفتاء، متخوفًا من نقل الخطوة عبر الحدود إلى سوريا وتركيا، خاصة أن الوضع بالنسبة للأكراد في تركيا متأزم مع الحكومة خلال الفترة الأخيرة.
ولم تكتف أنقرة بهذه التصريحات بل تصاعدت حدة اعتراضها على الاستفتاء، حيث ربط وزير الطاقة التركي برات البيرك، بين الاستفتاء الكردي والاتفاقيات النفطية بين الطرفين، مهددًا بأضرار وعقوبات على الإقليم في حالة سريان الاستفتاء.
واعتبرت الحكومة التركية عملية الاستفتاء ومطالبة الأكراد بالاستقلال بـ الخطوة المصطنعة"، مؤكدة عدم التهاون في إقامة دول مصطنعة على حدودها، وما تحمله من مخاطر على تماسك الدولة التركية وفقًا لتصريحات بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي.
4 - الموقف الإيراني:
بعد دعوة كردستان العراق للاستفتاء، خرج بهرام قاسم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بعبارات تؤكد رفض طهران للاستفتاء، واصفة القرار بالمنفرد البعيد عن المعايير والأطر الوطنية والشرعية، ما يؤدي لمزيد من الأزمات وتفاقم الأوضاع بالعراق بحسب تعبيره.
هذا الرفض الإيراني لوجود الأكراد لم يكن الأول، بل أعلنت مسبقًا رفضها لرفع العلم الكردي بجانب العلم العراقي الرسمي فوق المباني الحكومية بمدينة كركوك شمالًا، بالإضافة لإعدام طهران العشرات من الأكراد المطالبين بحقوقهم غربي إيران.
ويتخوف النظام الإيراني من إجراء الاستفتاء لما يمثله من خطوة تشجيعية لباقي الأكراد الإيرانيين، لذا أجرى عدد من المسؤولين بطهران زيارات متعددة للعراق، بهدف تغير الرؤي بشأن الاستفتاء.
5 - القلق الأمريكي:
يتماثل موقف الولايات المتحدة من الاستفتاء مع مواقف تركيا وإيران والحكومة المركزية بالعراق، ولكن سبب الرفض كانت له أبعاد أخرى تتعلق بالتوقيت وتركيز الجهود في محاربة التنظيمات الإرهابية، واعتبرت الإدارة الأمريكية أن إجراء الاستفتاء في موعده يزعزع الاستقرار ويعطل حركة إعمار الدول المحررة من داعش.
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيدز ناورت، عن قلقها من استفتاء الإقليم حتى وإن كان غير ملزم، مؤكدة حرص واشنطن على دعم وحدة العراق.