اتهام تركيا وداعش بحرق المناطق الكردية
موقع "روجو.إنفو" الكردي اتهم كلا من تركيا وتنظيم داعش الإرهابي بإضرام الحرائق المشتعلة منذ أسابيع في مناطق الأكرد بالعراق وسوريا.
اتهم موقع "روجو.إنفو" الكردي الناطق بالفرنسية تركيا وتنظيم داعش الإرهابي بإضرام الحرائق المشتعلة منذ أسابيع في مناطق الأكرد بالعراق وسوريا، التي تسببت في تدمير القطاع الزراعي بالكامل لتلك المنطقة، معتبراً أن النظام التركي يتبع سياسة الأرض المحروقة مع الأكراد.
وأوضح الموقع الكردي أن "موقع بؤرة اندلاع الحرائق كان في الجانب الذي تسيطر عليه القوات التركية، كما أن سلبية السلطات التركية في السيطرة على الحرائق أدت إلى تفاقمها".
وأشار الموقع الناطق بالفرنسية إلى أنه بما تقوم به السلطات التركية تجاه الأكراد من حملات القمع والتطهير العرقي فإن نظرتهم هذه تتقارب كثيراً مع أنصار تنظيم داعش الإرهابي.
- أسبوع العراق.. محاكمة الدواعش الفرنسيين واجتياح تركي لكردستان
- الشرطة العراقية: مقتل 3 وإصابة 16 في انفجارات بكركوك
ونوه الموقع بما ذكرته مجلة "لونوفل أوبسيرفاتير" الفرنسية مؤخرا بأن أكثر من 230 حريقا التي اندلعت في كردستان تسببت في تدمير أكثر من 5 آلاف هكتار من الحبوب بين بداية مايو/أيار ومطلع يونيو/حزيران في محافظات دهوك وأربيل ونينوى وكركوك العراقية.
وأضاف الموقع أنه "في جيب عفرين، تم تحويل أكثر من 14 ألف هكتار من الأراضي المزروعة إلى رماد"، مشيراً إلى أن الرقعة الزراعية في تلك المنطقة تتضاءل منذ الغزو التركي في يناير/كانون الثاني 2018، وأن هذه الكارثة الزراعية اشتدت في الأسابيع الأخيرة بفعل الحرائق.
وأشار "روجو.إنفو" إلى أنه "في سوريا، أصبحت أعمدة الدخان المتصاعدة من الحقول المحترقة على طول الجدار البالغ طوله 764 كيلومتراً، الذي شيدته تركيا في الشمال كجزء من الفصل الجغرافي المصطنع، حتى أصبحت النيران تنغص حياة سكان باكور (كردستان تركيا) وأصبح مشهداً يوميًا حزينًا".
ووفقاً للموقع، فإن النظام التركي في فترة ما بين الثمانينيات والتسعينيات قام بإحراق أكثر من 4 آلاف قرية كردية، في حملة قمع صارمة حتى أجبروا مئات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم متوجهين إلى مدن باكور الكبرى مثل (فان) و(ديار بكر)، مشيراً إلى أنه "لضمان أقصى قدر من النجاح لهذه الهجرة الريفية القسرية التي ترغب فيها أنقرة بشدة، لم تتردد قوات الأمن في مهاجمة وسائل عيش السكان وبالتالي الحقول المزروعة وأشجار الفاكهة".
وأضاف الموقع أن النظام التركي يحاول بشتى الطرق جعل حياة الأكراد جحيما، للضغط عليهم للهجرة القسرية إلى المدن، ما يسهل عليهم التحكم فيهم بشكل كبير بسبب السلطة الاستبدادية لأنقرة، موضحاً أن حرق الغابات أصبح هدفاً منذ فترة طويلة لقذائف المدفعية وجنود الجيش التركي.
وبحسب الموقع الناطق بالفرنسية فإن النظام التركي القمعي لا يهتم بالبيئة وحمايتها.
واعتبر الموقع أن "هذه الطريقة لإدارة النزاعات يطلق عليها اسم (سياسة الأرض المحروقة)، وفقًا للتعريف الوارد في قاموس (لاروس) الفرنسي، الذي يعني التدمير المنهجي للمحاصيل والممتلكات من قبل الجيش أو السكان الذين ينسحبون قبل الغزاة؛ لعدم ترك أي شيء لخليفة محتمل"، وهذا المبدأ هو العمود الفقري لسياسة تركيا في المناطق الكردية داخل وخارج أراضيها.