في الكويت لدينا نواب متخلفون لا يفقهون في الدين شيئاً.
في الكويت لدينا نواب متخلفون لا يفقهون في الدين شيئاً، وديننا الإسلامي يبرأ منهم ومن أفكارهم وتوجهاتهم، كما يبرأ الذئب من دم ابن يعقوب!
هم يريدون فرض الوصاية على المجتمع، فأحد النواب في تصريح له يقول: "هويتنا خط أحمر ولن نقبل بتغريب المجتمع؛ فالمرأة ليس محلها المؤسسات العسكرية، وأية خطوة بهذا الاتجاه سيتبعها إعلان استجواب وزير الدفاع".
أية هوية وأي تغريب؟ هذا اسمه تخلف وجهل، أنت ومن له نفس التفكير نقول لهم: اقرأوا التاريخ الإسلامي جيدًا لعل وعسى تعرفون الحقيقة التي غابت عنكم، وهي أن المرأة المسلمة حاربت مع الرسول صلَّى الله عليه وسلم، وكانت تذود عنه في غزوة أحد.. هذه المرأة نسيبة بنت كعب الأنصارية، والفارس الذي لفت نظر القائد العسكري خالد بن الوليد أثناء القتال.. ألم تكن المرأة المسلمة خولة بنت الأزور؟!.
المرأة الكويتية لا تنقصها الشجاعة والتميز والكفاءة، فإشراك المرأة في القوات المسلحة هو اعتراف بدورها، باعتبارها شريكاً فاعلاً في الخدمة، كما أن هذا العمل يعطيها مكانة متميزة وتتساوى مع الرجال في الحقوق والواجبات.
في كل دول العالم انخرطت المرأة منذ وقت مبكّر في العمل العسكري، ولها دور متميز وملحوظ في القوات المسلحة، ولن أخرج عن محيطنا الإقليمي الخليجي؛ فالإمارات العربية المتحدة دولة خليجية عربية مسلمة، والمرأة الإماراتية أثبتت كفاءتها، ولفتت أنظار العالم في تنفيذ المهمات العسكرية.
المرأة الإماراتية سبقت دول الخليج في الشرطة والقوات المسلحة، وأثبتت جدارتها في هذين المجالين.
فمنذ حرب تحرير الكويت عام ١٩٩٠ انتشرت بشكل كبير ثقافة مهمة وهي ثقافة التطوع في دول الخليج مما دعا المسؤولين في دولة الإمارات آنذاك وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان "طيب الله ثراه"، إلى الالتحاق بالخدمة الوطنية ودعمها بكل قوة، كما دعمتها أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك وحكام الإمارات دون استثناء، فأصبحت المرأة في القوات المسلحة موضع ثقة وأصبحت رقما لا يُستهان به.
ولا شك أن مريم المنصوري المقاتلة الحربية التي لفتت أنظار العالم نموذج مشرف للمرأة الإماراتية في القوات المسلحة والكثيرات على نفس الكفاءة والتميز، ووصلت إلى رتب عالية، كما شاركت في حفظ السلام العالمي في مختلف أنحاء العالم.
ولعلمك أيها النائب أن هناك عددًا من النساء الإماراتيات يدرسن في أكاديمية (ساند هيرست) العسكرية الملكية، في خطٍ مواز مع إخوانهن من الرجال.
والمرأة الكويتية لا تنقصها الشجاعة والتميز والكفاءة، فإشراك المرأة في القوات المسلحة هو اعتراف بدورها، باعتبارها شريكاً فاعلاً في الخدمة، كما أن هذا العمل يعطيها مكانة متميزة وتتساوى مع الرجال في الحقوق والواجبات.
إن اعتراضك أيها النائب واعتراض من هم في لجنة الداخلية والدفاع مرفوض جملة وتفصيلاً، فهدفكم فرض الوصاية وهو هدف بحد ذاته من أجل إثبات الوجود وفرض الخوف والسيطرة على القرار.
إن التهديد بالاستجواب لا شك أنه سيرتد عليكم يا نواب التخلف والهم والغم؛ لأن مستقبل البلد لا يمكن أن يكون رهناً للذرائع والحجج من هؤلاء النواب.
وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد قال: "إنه لا مانع أمام الراغبة في التطوع بالدفاع"، وتساءل: "لماذا يُحرم الجيش خدماتها بعدما أصبحت الآن عسكرية في حرس مجلس الأمة والداخلية؟".
هل الدين أراد لنا أن نكون آخر شعوب الأرض حضارةً وعلماً وإنسانيةً؟ فهذا الأمر يُشكل ظاهرة خطيرة تهدف إلى فرض الوصاية من نواب التخلف والجهل، فكفانا النظر إلى المرأة الكويتية كسلعة متداولة بين نواب الجهل والظلام من المتسترين تحت عباءة الدين، والدين يبرأ منهم ومن هم على شاكلتهم!
هل وصلت الرسالة؟؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة