مرة أخرى يظهر متسلقون على ظهر الإعلام في مسعى للنيل من دول الخليج العربية، وهذه المرة اتجهت بوصلة حقدهم نحو الكويت.
مرة أخرى يظهر متسلقون على ظهر الإعلام في مسعى للنيل من دول الخليج العربية، وهذه المرة اتجهت بوصلة حقدهم نحو الكويت، التي لم تعجبهم توافقاتها الدولية، ليظهر إعلامي في قناة تابعة لما يسمى حزب الله متطاولاً وملفقاً الأحداث حول لقاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئيس الأمريكي دونالد ترمب والذي جرى أخيراً، مستدلاً بمصدر سماه موثوقاً من البيت الأبيض كان واضحاً من سرده للمسرحية المقترحة تزويره وافتراءه.
قد لا يتوائم المثل الخليجي "كل يرى الناس بعين طبعه" في موضع ما أكثر مما هو عليه في هذا، حيث يعتقد أمثال هذا الشخص أن الدول تسير كما تسير المليشيا بتلقي الأوامر والتبعية العمياء لحلفائهم الذين يملون عليهم أفعالهم
ليس هو التصريح الأول فقد سبقته تصريحات مشابهة ظهرت في الآونة الأخيرة حول الصفقات التي تعقدها الدول الخليجية مع حلفائها ومنهم الولايات المتحدة، وكان جل هذه الشائعات تظهر من المنتمين للإسلام السياسي والموالين لإيران، وهي صفقات تتمنى دول كثيرة إبرام مثلها وتسعى لذلك في الخفاء والعلن.
العلاقات الخليجية الأمريكية تزعج الكثيرين، لأنها تقوم على مصالح الطرفين العسكرية والاقتصادية والأمنية، وفق رؤى استراتيجية طويلة الأمد تستند على مقومات عديدة لم تكن حديثة العهد، وكحال أي علاقات وتحالفات فقد تشهد التقارب والتعاون والاختلاف في وجهات النظر لكنها تظل قوية بحكم عوامل التفاهم والقدم والقوة والمصلحة المتبادلة التي استفاد منها الطرفان طوال عقود من الزمن.
مثل هذه التفاهمات والاتفاقيات ترفع مستوى الغل وتكشف عن زيف ادعاء الكثير ممن يسمون أنفسهم إعلاميين، حيث تفلت الكلمات منهم لتبين الكم الهائل من الحقد الدفين لدول الخليج، والتخندق الأعمى تجاه الأحزاب التي ينتمون لها ويناصرونها، وبالعودة إلى التصريح البائس، يلاحظ أن ردة الفعل كانت قوية من الرأي العام العربي مجتمعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انبرت الغالبية العظمى من المدونين للدفاع عن الكويت وأميرها من مثل هذه الإساءة والكذب والافتراء، وقد لا يتوائم المثل الخليجي "كل يرى الناس بعين طبعه" في موضع ما أكثر مما هو عليه في هذا، حيث يعتقد أمثال هذا الشخص أن الدول تسير كما تسير المليشيا بتلقي الأوامر والتبعية العمياء لحلفائهم الذين يملون عليهم أفعالهم.
إن مثل هذه المواقف تذكرنا بضرورة اللحمة الخليجية التي كانت ولا تزال الحاجز الأول في مواجهة من تسول له نفسه النيل من مكانة الدول والتشكيك بنواياها، وفي الرد على الإساءات التي تعري أصحابها وتفضح نواياهم الخبيثة، كما تحتم على المؤثرين من إعلاميين وقادة رأي عام التصدي للافتراءات المتلاحقة التي يحاول البعض تمريرها بين الفينة والأخرى، معتمداً عواطف الجمهور ولاعباً على وتر القضايا الحساسة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة