توحيد المملكة العربية السعودية هي مناسبة تتكرر كل عام لتذكر بما فعله الملك المؤسس -رحمه الله- وأبناءه البررة من بعده.
اليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية، ذكرى قيام المؤسسِ جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- بتوحيدِ هذا الكيان العظيم الذي امتن الله -عز وجل- بأن جعل فيه الحرمين الشريفين، ونزل القرآن فيه، وختم الرسالة بإرسال أفضل الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم- ، ومهبط الوحي، ومنبع الإسلام، ومأرز الإيمان.
تمكَّنت السعودية العظمى بحنكة ولاة أمورها وحكامها من ردع أعداء الأمة من دعاة الفتنة والشر وغيرهم الذي استشرى خطرهم، وواجهتهم بحزمٍ وثبات أعداء كثر، ومؤامراتهم التاريخية، كبتهم الله وحماها، ورد كيدهم في نحورهم
وتوحيد المملكة العربية السعودية هي مناسبة تتكرر كل عام لتذكر بما فعله الملك المؤسس -رحمه الله- وأبناؤه البررة من بعده ومن معهم من الأوفياء لتوحيد هذا الكيان تحت راية واحدة (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّه) وتذكير الأجيال لتعزيز الولاء لقيادة هذا الوطن وتبديل التناحر والفرقة إلى وحدة، فهي مناسبة خالدة ووقفة تاريخية عظمى تتضمن العديد من المعاني السامية، وفي مقدمتها وجود قيادة أمينة وشعب وفي، والتأكيد على وحدة الصفِ واللُحمةِ الوطنية ونبذ كل أنواع التطرف والغلو والتفرقة من "تنظيم الحمدين" وخلايا عزمي، الذين يحاولون ويسعون بكل الوسائل للتفرقة بين الشعب الوفي والقيادة الحكيمة، ودعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وخلاياها التنظيمية لمحاولة شق الصف واجتماع الكلمة، ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، لأن الشعب السعودي وقف خلف قيادته ضد كل محاولات التشكيك، وبذلك تمكن من تحقيق الإنجاز الذي غيّر البلاد وقادها إلى النماء والتطور والازدهار، ومع تمسكه بعقيدة صحيحة راسخة وصافية أساسها كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، ودعم كل خطط التنمية وبرامج التطوير ومبادرات التقدم والازدهار، التي تمثل مرحلة جديدة لمستقبل مشرق لوحدة وطنية، وتحقيق مزيد من الإنجازات في المجالات كافة والمضي به في طريق النمو والتطور والبناء، ولتحفيز جيل الحاضر والمستقبل للمحافظة على الثروات ومتابعة النهضة العملاقة والتي عرفها الوطن حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل إنها تميزت عليهم بما لديها في إطار التمسك بثوابت دينِنا الحنيف والقيم الدينية، وهي محور أساسي في المنطقة، لمركزها الديني وموقعها الجغرافي وتاريخها العريق، إن دورها قيادي، إقليميًا ودوليًا.
إن المملكة العربية السعودية دولة رائدة ومن أبرز رواد العالم الإسلامي والعربي، وهي الدولة الأولى في نشر الإسلام الوسطي الصحيح وتقديم الخدمات الإنسانيةً بشكل عام في جميع أنحاء العالم.
فخدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما والعناية بها، وخدمة ضيوف الرحمن والزوار من الحجاج والمعتمرين، ورعايتهم، ونصر الدعوة إلى الله هذا كفيل بضمان المكانة العالية التي تحتلها المملكة بقلوب العرب والمسلمين وجميع العالم، وهي دولة عظيمة وراسخة ومستقرة، وهي حصن الأمة الإسلامية والعربية ودرعها الحصين.
فلقد أنعم الله على المملكة العربية السعودية بولاة أمورها قادتها “آل سعود” يحكمون الكتاب والسنة في الدستور، وجندوا أنفسهم وأموالهم بكل أمر يخدم الدين، ونصروا دعوة التوحيد والسنة ولهم اليد الطولى في نصرة الحق منذ 3 قرون إلى يومنا هذا وأصحاب إرادة قوية، وقوة وخبرة وتجارب واسعة الاطلاع ما يندر اجتماعه لأحد من الناس، ومواجهة المخاطر بحزم وعزم، وقيم ومبادئ وشهامة ونخوة وأصالة عربية، وعلو همة وعزيمة راسخة.
وقد تمكَّنت السعودية العظمى بحنكة ولاة أمورها وحكامها من ردع أعداء الأمة من دعاة الفتنة والشر وغيرهم الذي استشرى خطرهم، وواجهتهم بحزمٍ وثبات أعداء كثر، ومؤامراتهم التاريخية، كبتهم الله وحماها، ورد كيدهم في نحورهم.
ولم يعقها دورها العظيم في حماية الأمة وحدودها وشعوبها من بناء نهضتها، وجهودها السياسية التي تبذلها في خدمة قضايا الأمة، إضافة إلى الدور الذي تقوم به لدعم المنظمات والجمعيات الخيرية والإسلامية، ويضاف لها المساعدات ودعم المؤسسات والحملات الإغاثية المقدّمة لكثير من الشعوب الإسلامية الأخرى لأجل تخفيف الآلام عنها، وكذلك الإصلاح بين الفرقاء العرب والمسلمين وتعزيز الوحدة بينهم.
عهد سعودية الحزم والعزم، اختارت لها قيادتها العظيمة أن تتجه للأمام وللأعلى فقط، ودون التفات للمُعوِّقات.
الاقتران المميز والفريد بين الأدوات الإنسانية والدبلوماسية والعسكرية تجمع بين الحزم والعزم والأمل وإغاثة الملهوف والجنوح للسلم، فنحن في السعودية بقيادة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين لسنا دعاة حروب، لكن إذا قرعت طبولها فنحن لها، كما قال الأمير الراحل سعود الفيصل - رحمه الله-.
إن السعودية العظمى من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، وتعد العضو العربي الوحيد في مجموعة العشرين، وهي دولة لا مطامع لها بالتوسع والهيمنة وبسط النفوذ، ولا مطامع لها بثروات الآخرين أو مقدراتهم، بل تريد الأمن والاستقرار والسلام والرفاه لغيرها مثلما تريده لنفسها.
وتسهم في سياستها المتوازنة ودورها الإيجابي والمؤثر بتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية، ودورها القيادي العالمي، ليس في مجال النفط والاقتصاد الدولي فقط، بل حاضنة الاستقرار والسلم في الإقليم أيضا، وهي باب الأمان للعرب والمسلمين، ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط بل في العالم الإسلامي.
العلاقات الاقتصادية بين المملكة ومختلف دول العالم، والخطط السعودية لصياغة علاقة قائمة على المصالح المتبادلة وحماية مصالح المملكة، دفعت المراقبين والخبراء إلى وصف التحرك السعودي بالتحوّل السريع للمملكة، في دفعها لترسم معالمها كدولة إقليمية، ودولة عظمى مع دول العالم.
وتستحوذ المملكة على مكانة اقتصادية متقدمة، فهي واحدة من دول مجموعة العشرين، التي تملك كبرى اقتصادات العالم.
فلم تستثمر كل ما تملكه من مقومات من موقع جغرافي ومكانة تاريخية وشعب عظيم وثروات طبيعية مكَّنتها من تحقيق رؤى التنمية، ومن دعم دول العالم في الشرق والغرب، لكنها اليوم تتبنَّى تحقيق رؤية طموحة تحلق عاليا فوق هام السحب، وإتمام مشروعاتها التنموية العملاقة التي ستغير سجلاتها الاقتصادية وخارطتها، وكل تلك الخبرات المتراكمة وغيرها مهدت الطريق أمام السعودية لترسم بوضوح رؤيتها لعام 2030، رؤية عبقرية لنهضة تاريخية للوطن ولأبنائه الذين هم الغد المشرق وقال عنهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- "إن الشباب القوة الحقيقية لتحقيق الرؤية الوطنية والتي بحسبه لن تتحقق سوى من خلال الشباب السعودي"، الذي عده أحد أبرز المزايا بالسعودية، مضيفاً: "شبابنا واعٍ وقوي ومثقف ومبدع ولديه قيم عالية".
وتتحرك السعودية قدما، لتزاحم القوى السياسية والدولية، ويكون لها دور مهم في الأمن الدولي، اعتمادا على خبراتها في إدارة أزمات المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومواردها التي يجري العمل على تنويعها، وموقعها الجغرافي بين 3 قارات.
أسألُ الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والشعب السعودي الكريم، وأن يُعيد علينا هذه المُناسبة التاريخية وبلادنا الغالية تنعم بالأمن والأمان والنصر والازدهار وأن ينصر جنودنا الأبطال ورجال أمننا الذين يذودون بأرواحهم لحماية دينهم ووطنهم ويحافظون على أمن هذا الوطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة