في عيدها الوطني.. قفزات تنموية للكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد
تأتي احتفالات الكويت بذكرى العيد الوطني هذا العام بالتزامن مع مرحلة ازدهار في ظل قيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
تحل غدا الأحد الذكرى الـ57 لاستقلال دولة الكويت والتي يحتفل بها الكويتيون هذا العام في فترة تشهد فيها البلاد نهضة تنموية في شتى المجالات.
وتأتي احتفالات الكويت بذكرى العيد الوطني هذا العام بالتزامن مع مرحلة ازدهار ورخاء ينعم بها الكويتيون في ظل القيادة الحكيمة لقائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتوجيهاته الرشيدة بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، وتسريع عجلة الاقتصاد، وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية تحقيقا للهدف المنشود لـ"عروس الخليج".
ومنذ استقلالها عن بريطانيا يوم 19 يونيو/حزيران 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح، تحقق الكويت قفزات في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية تؤكد مكانتها التي حققت أعلى المراكز بين صفوف الدول المتقدمة.
القطاع الصحي
وعلى المستوى المحلي تواصل الإدارة السياسية للكويت التقدم في مسيرة البناء من خلال إنجاز ومتابعة تنفيذ العديد من مشروعات البنى التحتية التنموية والمشروعات الاقتصادية العملاقة التي ترتبط بمختلف القطاعات الخدمية في البلاد، ومن أبرزها مدينة "صباح الأحمد البحرية" نسبة إلى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والتي تعد أول وأكبر مشروع يشيد بالكامل من قبل القطاع الخاص، وتحتوي على العديد من عوامل الجذب، حيث قسمت إلى قطاعات تتخللها ممرات مائية صناعية، كما تحتوي على خدمات متكاملة من مدارس ومساجد ومراكز أمنية برية وبحرية ومتنزهات عامة.
ومن المشاريع التنموية المهمة والعملاقة التي تشهدها الكويت "مستشفى الشيخ جابر" الذي يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط والسادس عالميا.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمبنى الرئيسي للمستشفى نحو 1200 سرير ويضم العديد من المباني الملحقة لتخصصات طبية مختلفة، كما أنه مزود بـ3 مهابط لطائرات الهليكوبتر ومواقف للسيارات تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 5 آلاف ومواقف أخرى تستوعب نحو 50 سيارة إسعاف إضافة إلى ملجأ للحماية.
ويعد المستشفى صرحا طبيا عالميا ومنارة للعلم ولتدريب الكوادر الطبية، حيث سيقدم خدماته الطبية لأكثر من 600 ألف نسمة.
و تشهد الكويت نهضة في خدمات الرعاية الصحية، حيث يعتبر مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك الذي تم افتتاحه في عام 2013 بمنطقة الصباح الصحية أحد أبرز المراكز الصحية المتخصصة، والذي أقيم بجانب مستشفى القلب المطل على مياه الخليج على أرض تبلغ مساحتها نحو 20 ألف متر مربع، وعلى متوسط مساحة مسطحة للدور الواحد للمبنى تبلغ 2500 متر مربع، فيما خصصت باقي مساحة الأرض للمساحات الخضراء ولمواقف سيارات تتسع لـ500 سيارة.
اقتصاديا
وعلى صعيد تطوير المؤسسات الاقتصادية فقد شهدت الكويت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من المراسيم والقرارات التي تسهم في زيادة الاستثمار الخارجي أبرزها تأسيس هيئة تشجيع الاستثمار المباشر وهيئة أسواق المال وشركة بورصة الكويت.
ويأتي "ميناء مبارك الكبير" كأهم وأكبر مشاريع خطة التنمية التي تقوم بها وزارة الأشغال في جزيرة بوبيان، ويشكل محور نظام نقل إقليمي في المنطقة يدعم خطط الكويت التنموية، وسيسهم في زيادة انفتاح البلاد على العالم تجاريا واقتصاديا، وسيدعم خطة المواصلات والمنافذ.
ويمثل ميناء مبارك الكبير بعد بدء تشغيله خطوة مهمة في العودة مرة أخرى لإحياء طريق الحرير من خلال بوابة الكويت ونقلة نوعية في قطاع تجارة الترانزيت.
كما شارف مشروع "جسر جابر" البحري بطول يتجاوز 37 كيلومترا على الانتهاء، ويربط ما بين مدينة الكويت ومدينة الصبية الجديدة بهدف حل الاختناقات المرورية من منطقة الشويخ وتسهيل حركة مرور الشاحنات التجارية (الداخلة والخارجة) إلى ميناء الشويخ.
الطاقة
وتواصل الكويت تقدمها في مشروعات الطاقة، حيث تنفذ عديدا من المشاريع العملاقة مثل مشروع "الوقود البيئي" الذي تم توقيع عقوده في 2014 لتبدأ المرحلة الثالثة من عملية تطوير القطاع النفطي في الكويت.
وذلك بعد مرحلة التأسيس في ستينات القرن الماضي، ثم عملية التحديث في الثمانينيات لتدخل الكويت الآن مرحلة جديدة تضعها في مكانة متقدمة من خلال توفير أحدث المصافي العالمية في صناعة تكرير البترول.
ويهدف هذا المشروع أساسا إلى تطوير وتوسعة كل من مصفاة ميناء "الأحمدي" التي ستصبح طاقتها التكريرية 346 ألف برميل يوميا، ومصفاة ميناء "عبدالله" التي ستصل طاقتها إلى 450 ألف برميل يوميا، وبذلك تصبح الطاقة التكريرية الإجمالية للمصفاتين نحو 800 ألف برميل يوميا.
وسيتم ربط المصفاتين معا لتصبحا مجمعا تكريريا متكاملا يتمتع بالمرونة بشكل يمنح الكويت القدرة على تلبية المتطلبات المتغيرة للأسواق عالميا ومحليا من المنتجات البترولية المختلفة، كما يهدف المشروع إلى الارتقاء بأداء هاتين المصفاتين ورفع مستويات السلامة والاعتمادية التشغيلية مع المحافظة على الاستخدام الأمثل للطاقة.
وتولي الكويت أهمية كبرى لإنجاز مشروع "مصفاة الزور" الذي من المقرر استلامه مبدئيا في يوليو 2019 على أن يتم التشغيل الأولي في ديسمبر 2018، وتعتبر المصفاة جزءا أساسيا من استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركة البترول الوطنية الكويتية في زيادة القدرة التكريرية للكويت إلى 1.41 مليون برميل في اليوم.
وتبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة 615 ألف برميل في اليوم، ومن خلالها يتم إنتاج 225 ألف برميل يوميا من زيت الوقود البيئي ذي المحتوى الكبريتي المنخفض الذي يستخدم في محطات الطاقة الكهربائية داخل دولة الكويت ويخفف استخدامه من الآثار البيئية إلى حد كبير.
النقل
ويعتبر "مبنى الركاب الجديد 2" في مطار الكويت الدولي من المشاريع الاستراتيجية التي ستحدث نقلة نوعية في مسيرة الكويت الاقتصادية، حيث من المقرر أن يمثل هذا الصرح الهائل الذي تبلغ تكلفة إنجازه 1.3 مليار دينار نقلة نوعية في مجال النقل في البلاد لتجعلها محورا إقليميا رئيسيا للشرق الأوسط.
ويتميز المشروع بتصميم رئيسي مرن للموقع بحيث يكون مبنى الركاب في موقع استراتيجي قابل للتوسعة مستقبلا، وسوف يستوعب المطار مبدئيا نحو 13 مليون راكب سنويا مع إمكانية التوسع ليزيد العدد إلى 25 مليون مسافر واستيعاب 50 مليون راكب مع مزيد من التطوير.
رياضيا
ولا يمكن الحديث عن الإنجازات في دولة الكويت دون ذكر "استاد جابر الدولي" الذي تتسع مدرجاته إلى 60 ألف متفرج، ويعد من أكبر الملاعب في الكويت والسابع عربيا والـ25 عالميا من حيث السعة.
وافتتحه الشيخ صباح الأحمد في 18 ديسمبر 2015 ، ويتميز بشكله الهندسي المعماري المستوحى من فكرة المزج بين كل من البيئة البحرية والبادية فكان على شكل سفينة من جوانبه، أما السقف فهو أشبه بسرج الخيل وهو ما جعله تحفة في التصميم الهندسي.
وتعتبر "مدينة جنوب المطلاع" التي تبعد عن مدينة الكويت 40 كيلومترا في الشمال الغربي من مدينة الجهراء أكبر مدينة سكنية في الكويت، ومن المتوقع أن يصل عدد سكانها إلى نحو 400 ألف نسمة موزعين على 12 ضاحية تضم 116 مدرسة ونحو 156 مسجدا.
وتعد المدينة أكبر مشروع إسكاني متكامل الخدمات في تاريخ دولة الكويت، حيث تضم نحو 28363 قسيمة سكنية رأت النور إثر جهود مضنية من الجهات التنفيذية والاستشارية وثمرة تعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
ثقافيا
وثقافيا وبالتزامن مع احتفالات الكويت بالعيد الوطني الـ57 افتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي مطلع هذا الشهر، ليكون من أكبر مناطق العرض المتحفي في الوطن العربي والعالم، والذي يهدف إلى إعادة الوجه الحضاري المضيء للكويت واستعادة ريادتها الثقافية بالمنطقة.
ويمتد المركز على مساحة 130 ألف متر مربع من إجمالي مساحة مدرسة عبدالله السالم سابقا التي تقع في منطقة الشعب البحري، ويحتوي على 8 مبان 6 منها مخصصة للمتاحف منها متحف للتاريخ الطبيعي ومتحف العلوم وعلوم الفضاء والمتحف الإسلامي ومركز الفنون الجميلة بالإضافة إلى مبنى إداري ومسرح يتسع لـ300 شخص.
وليس بعيدا عن ذلك مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي "دار الأوبرا" الذي تم افتتاحه عام 2016 تزامنا مع احتفال دولة الكويت باختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية ليكون صرحا ضخما جديدا من عطاءات الكويت الحضارية والثقافية والإسلامية وانفتاحها على الثقافات العالمية، ويتكون المشروع من 4 مبان رئيسية في وقت قياسي لا يتعدى 22 شهرا، حاملا داخله الديكورات واللوحات الفنية التي تعكس ثقافة الكويت العربية والإسلامية.
تكنولوجيا
وفي مجال التكنولوجيا والاتصالات أكدت دولة الكويت بذلها "جهودا حثيثة" من أجل تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "الحيوي" نظرا لأهميته وأدواره "المتشعبة" في جميع المجالات التنموية الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، متخذة العديد من الخطوات الجادة" في هذا الشأن منها إنشاء هيئة عامة للاتصالات وتقنية المعلومات.
ومنذ أيام أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أن دولة الكويت حصدت جائزة "الإنجاز المتميز لأفضل جواز سفر إلكتروني لعام 2018" خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي السنوي الخاص بطباعة الوثائق الأمنية الذي عقد ببولندا خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير/شباط الحالي.
سياسيا
وعلى المستوى السياسي تواصل الكويت سياستها المتزنة التي تعتمد على عدم التدخل في شؤون الدول.
ويعتبر تولي الكويت لرئاسة مجلس الأمن الدولي أكبر دليل على نجاح السياسة الخارجية للحكومة الكويتية التي فازت بمقعد غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين بدأت في يناير/كانون الثاني 2018، بعدما حصلت على 188 صوتا من أصل 192 صوتا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقبل أيام استضافت الكويت، على مدار 3 أيام، مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، برعاية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي شاركت فيه نحو 70 منظمة إنسانية، منها 30 منظمة إقليمية ودولية، و25 منظمة عراقية، و15 منظمة كويتية، فضلا عن 2300 شخصية، يمثلون 1850 شركة دولية متنوعة، ممثلين لـ70 دولة حول العالم.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA=
جزيرة ام اند امز