إرث زايد وجابر الأحمد.. عقود إخاء وتعاون لا تنفرط
علاقات متنامية بدعم ورعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.
منذ خمسينيات القرن الماضي، تتوالى عقود لا تنفرط من الإخاء والتعاون المثمر والبناء بين الشقيقتين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، منذ أن بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات في عام 1955.
وتحظى العلاقات المتنامية بين الدولتين بدعم ورعاية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.
خطوات متجددة لتنمية علاقات أخوية تعمقت منذ سبعينيات القرن الماضي مستندة إلى روابط الدم والإرث والتاريخ والمصير المشترك، وازدادت قوة ورسوخا بدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
تاريخ ممتد
الكويت أنشأت العديد من المدارس وجهزتها ودعمتها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة قبل إعلان الاتحاد، فيما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات عام 1962، وأنشأت العديد من المراكز والمستشفيات.
وأسهمت دولة الكويت مالياً وإدارياً في تقديم تلك الخدمات الإذاعية والإشراف عليها، وعملت على إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي بدأ العمل بها عام 1969، وأطلق عليها "تلفزيون الكويت من دبي".
وترجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حجم العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفه المشرف أثناء احتلال الكويت، حيث استضافت دولة الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها، إضافة إلى قراره بمشاركة القوات الإماراتية في حرب تحرير دولة الكويت.
تفاعل شعبي ورسمي
وكعادة الأشقاء دوما.. تفاعلت دولة الإمارات رسمياً وشعبياً مع الذكرى الـ57 لاستقلال دولة الكويت الشقيقة، الذي يوافق بعد غد الخامس والعشرين من فبراير/شباط.
وزينت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" مقرها الرئيسي في أبوظبي بألوان علم الكويت.
وغرّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حسابه الرسمي بـ"تويتر" محتفيا باليوم الوطني لدولة الكويت الشقيقة، قائلا: "إلى كويت المحبة.. قيادة وشعبا.. كل التهنئة بمناسبة أعيادكم الوطنية المجيدة.. أعيادكم عيد لنا.. ومناسباتكم فرحة لشعبنا.. ننقل لكم ولأميركم أمير الإنسانية تمنيات شعب الإمارات بدوام العزة والمنعة والرفاه".
وتتواصل فعاليات احتفالات الإمارات باليوم الوطني لدولة الكويت على مدار يومي السبت والأحد، وتشمل الفعاليات "كانتين الشاطئ برعاية اتصالات"، التي تُعَد أبرز فعاليات "مهرجان دبي للمأكولات" الذي تنظمه مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة).
وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعكس العلاقات بين البلدين إصراراً من القيادة السياسية بين البلدين على الدفع بها لمستويات أكثر تقارباً وتكاملاً، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وشهدت العلاقات الثنائية بين الإمارات والكويت محطات بارزة، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال مسيرة مجلس التعاون بما يعود بالخير على البلدين الشقيقين.
وحرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتعميقها بذاكرة الأجيال المتعاقبة حتى تستمر على ذات النهج والمضمون والزخم.
تطور ملحوظ وتنسيق متبادل
وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والإمارات تطوراً ملحوظاً يعكسه التنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشكّل توقيع اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين في عام 2006، تحولاً مهماً في حجم العلاقات الدبلوماسية السياسية بين البلدين.
وتم كذلك التوقيع على برنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث، إضافة إلى بروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات.
كما وقعت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، ومرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، مؤخراً اتفاقية تعاون ثنائية شاملة بين المجلسين تتعلق بالتعاون والتنسيق في المجالات البرلمانية والتشريعية والقانونية ومجالات التدريب والتطوير والبحوث ونظم المعلومات.
تعاون اقتصادي على أرض صلبة
اقتصاديا، بين الإمارات والكويت، ارتبط البلدان الشقيقان بعلاقات متينة مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمعهما وشعبيهما الشقيقين وتمتد جذورها إلى ما قبل ظهور النفط.
وتعكس العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين متانة التكامل والشراكة ووحدة الهدف والمصير.
وتعمل الدولتان على زيادة التبادل التجاري وتعزيز تلك العلاقات في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية في القطاعين الخاص والعام، ما ينبئ بمستقبل زاهر ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.
وترتبط الإمارات والكويت بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي أسهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة.
وتمر ذكرى استقلال دولة الكويت الـ57، وهي تسير بكل عزم وتصميم على طريق التقدم والازدهار في ظل قيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، مستندة إلى إرث كبير وماضٍ مجيد ومتطلعة إلى غدٍ أفضل ومستقبل زاهر لكل أبنائها.