انتخابات الكويت.. الرهان على "حسن الاختيار" لـ"تصحيح المسار"
انتخابات برلمانية كويتية تنطلق تحت شعار "تصحيح المسار"، تعول فيها القيادة الكويتية على "حسن اختيار" المواطنين لمن يمثلونهم.
ودعت القيادة الكويتية المواطنين إلى "الحرص كل الحرص على اختيار القوي الأمين المؤمن بربه ثم وطنه والذي يضع مصلحة الكويت وشعبها فوق كل اعتبار".
توجيهات أميرية يضعها الناخبون الكويتيون أمام أعينهم وهم يتوجهون، الخميس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار 50 عضوًا بمجلس الأمة (البرلمان)، في الفصل التشريعي الـ17.
ويحق لكل ناخب من الكويتيين المقيدين في السجل الانتخابي، وعددهم نحو 796 ألف ناخب وناخبة، اختيار مرشح واحد من بين 305 مرشحين، بينهم 22 امرأة، يتنافسون في الدوائر الانتخابية الخمس.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي.
وستتواصل عملية التصويت التي تجري وفق نظام الصوت الواحد حتى الساعة الثامنة مساء اليوم بالتوقيت المحلي لدولة الكويت، ليعلن بعدها رؤساء اللجان ختام عملية التصويت على أن تبدأ عملية الفرز بعد إغلاق صناديق الاقتراع تمهيدا لإعلان النتائج الرسمية.
يأتي تنظيم تلك الانتخابات بعد حل مجلس الأمة السابق 2 أغسطس/آب الماضي، على خلفية أزمة سياسية شهدتها البلاد على مدار الفترة الماضية، نتيجة التوترات بين الحكومة والبرلمان.
سر الشعار
وتحمل الانتخابات الحالية شعار "تصحيح المسار"، وهو الوصف الذي أطلقته القيادة الكويتية عليها في الخطاب الذي ألقاه ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نيابة عن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في 22 يونيو/حزيران الماضي وأعلن فيه أنه سيتم حل البرلمان، وأعاد التأكيد عليه في مرسوم حل مجلس الأمة 2 أغسطس/آب الماضي.
وقال ولي عهد الكويت في الخطاب الذي ألقاه نيابة عن أمير البلاد: "قررنا اللجوء إلى الشعب باعتباره المصير والامتداد والبقاء والوجود ليقوم بنفسه بإعادة تصحيح مسار المشهد السياسي من جديد بالشكل الذي يحقق مصالحه العليا".
وتكرر النص نفسه في المرسوم الصادر بحل مجلس الأمة في 2 أغسطس/آب الماضي.
وجاء في المرسوم: "تصحيحا للمشهد السياسي وما فيه من عدم توافق وعدم تعاون واختلافات وصراعات وتغليب المصالح الشخصية وعدم قبول البعض للبعض الآخر وممارسات وتصرفات تهدد الوحدة الوطنية وجب اللجوء إلى الشعب باعتباره المصير والامتداد والبقاء والوجود ليقوم بإعادة تصحيح المسار بالشكل الذي يحقق مصالحه العليا".
نصائح أميرية
ورغم أن القيادة الكويتية ألقت الكرة في ملعب الشعب محملة إياه مسؤولية تصحيح مسار المشهد السياسي، إلا أنها زودته بما يعينه على تحقيق ذلك عبر دعوته إلى "حسن اختيار" من يمثله في البرلمان.
وقال ولي العهد الكويتي في الخطاب الذي ألقاه نيابة عن أمير البلاد في هذا الصدد إن "المرحلة المقبلة تتطلب منكم حسن اختيار من يمثلكم التمثيل الصحيح الذي يعكس تطلعاتكم ويحقق آمالكم وينفذ رغباتكم".
وحددت القيادة الكويتية عددا من الضوابط والمحاذير بمثابة دليل للمواطنين يساعدهم على حسن الاختيار.
ودعا ولي العهد الكويتي في خطابه المواطنين إلى "ألا يكون اختيارهم لنوابهم أساسه التعصب للطائفة أو للقبيلة أو للفئة على حساب الوطن، فالكويت لم تكن ولن تكون لأحد بعينه بل هي وطن الجميع واحة أمن وأمان".
وحذر من أن "الاختيار غير الصحيح لمن يمثلكم سيضر بمصلحة البلاد والعباد، وسيعود بنا إلى المربع الأول إلى جو التعصب والتناحر وعدم التعاون وتغليب المصالح الشخصية على حساب الوطن والمواطنين".
ودعا الجميع إلى "إدراك حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم في المشاركة الإيجابية في عملية الانتخاب والحرص كل الحرص على اختيار القوي الأمين المؤمن بربه ثم وطنه والذي يضع مصلحة الكويت وشعبها فوق كل اعتبار".
ثاني انتخابات
وتعد هذه الانتخابات هي الثانية التي تجري في عهد أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/أيلول 2020.
ويأمل الكويتيون أن تسهم هذه الانتخابات في "تصحيح مسار المشهد السياسي"، وفق تطلعات القيادة الكويتية، مع توافق وتعاون بين تركيبة البرلمان التي ستنبثق عن الانتخابات وحكومة البلاد لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.