في أول حوار منذ إقالته.. كوارتنج يكشف كواليس الـ44 يوما لحكومة تراس
ألقى وزير المالية البريطاني السابق كواسي كوارتنج باللوم على رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس في التمادي والإسراع في إصلاحاتها الاقتصادية الجذرية، قائلا إنه حذرها من أن ذلك سيؤدي إلى سقوطها.
وخلال أول حوار له منذ إقالته من منصبه، قال لقناة "TalkTV" البريطانية إنه نصح تراس بـ"التمهل" واتخاذ "نهج منهجي واستراتيجي" لتعزيز النمو كرئيسة للوزراء.
وأشار إلى أنها صدته، مما دفعه لتحذيرها بالقول "سيكون أمامك شهران إذا واصلت على هذا المنوال". وفي النهاية، استقالت تراس بعد 44 يوما في المنصب.
وكشف كوارتنج أن تراس كانت "تشعر بالأسى وعاطفية" عندما استدعته من أجل إقالته قبل أيام على إجبارها على الرحيل من داونينج ستريت.
وقال إنه أخبرها خلال اجتماعهما أنها "جنت" لإقالته، مضيفا: "الناس ستسأل، إذا أقلت الشخص الذي كان يفعل ما أردت، لماذا ما زلت موجودة؟".
وكرر كوارتنج رفضه الاعتذار عن اتباع مبدأ الأجندة الاقتصادية، وحذر رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك من أنه لا يمكنه "ببساطة مواصلة فرض الضرائب".
وقال إن لديه تحفظات بشأن حجم التخفيضات الضريبية بميزانيته المصغرة، لا سيما أنه لا توجد خطط مرافقة لتقليص الإنفاق الحكومي.
وردا على سؤال حول من يتحكم في الجدول الزمني للميزانية المصغرة، قال كوارتنج إنه يتحمل "بعض المسؤولية عنها"، لكنه أضاف: "أعتقد أن رئيسة الوزراء كانت ترى أننا نحتاج لتحريك الأمور بسرعة. لكنني أعتقد أن ذلك كان سريعا جدا. إذا نظرت إليها، كان في 23 سبتمبر/أيلول. وصلنا إلى المنصب في 6 سبتمبر/أيلول. وبالنظر إلى الوراء أعتقد أن وتيرة محسوبة كانت لتصبح أفضل بكثير".
وقال كوارتنج إنه بعد ذلك واجه تراس وحذرها من أن الحكومة قد تسقط إذا لم تبطئ وتيرتها، مضيفا: "بعد الميزانية المصغرة كنا نسير بسرعة فائقة وقولت، كما تعلم، يجب أن نتمهل. وقالت: حسنا، أمامي عامان فقط، وقولت: سيكون أمامك شهران إذا واصلت على هذا المنوال. وهذا، للأسف، ما حدث".
وكشف كوارتنج أيضًا عن أنه اكتشف للمرة الأولى إقالته بعد قراءة تغريدة من المحرر السياسي بصحيفة "التايمز" البريطانية بينما كان في طريقه لحضور اجتماع مع تراس في داونينج ستريت.
وتابع: "كانت متأثرة للغاية. لا أتذكر ما إذا ذرفت الدمع بالفعل لكنها كانت متأثرة للغاية وكان أمرا صعبا. أظن أنها اعتقدت أن ذلك هو الشيء الصحيح لفعله لمنحها مزيدا من الوقت لوضع رئاستها للوزراء على المسار الصحيح. اختلفت في الرأي، كما هو واضح. فكرت في أنه إذا أقال رئيس الوزراء المستشارين بسبب فعلهم ما بنى حملته الانتخابية عليه، يترك هذا الأمر رئيس الوزراء في موقف ضعيف جدا".
وأشاد كوارتنج برئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك بوصفه "رئيس وزراء موثوقا للغاية"، لكنه قال إنه والمستشار الجديد جيريمي هانت، لا يجب أن يحاولا إلقاء اللوم عليه وتراس في جميع مشاكل الحكومة الحالية.
وقال: "الأمر الوحيد الذي يمكن أن يلقيا فيه باللوم علينا هو أسعار الفائدة وقد تراجعت أسعارها. أقصد، أن حكومة ليز تراس التي استمرت لـ44 يوما لم تتسبب في الدين الوطني".
وأصر كوارتنج على أنه وتراس "ما زالا صديقين"، لكنه كشف أنه لم يعاود الاتصال بها عندما هاتفته قبل يومين، قائلا: "سأعاود الاتصال بها".