الاستعدادات بدأت.. «العمال» يخطط للاحتفاظ بـ«دوانينغ ستريت»
رغم مرور نحو 10 أيام فقط هي كامل المدة التي أمضاها رئيس وزراء بريطانيا في 10 داونينغ ستريت، فإن البداية السلسة لحكومته، أسالت لعاب حزب العمال وجعلته يستعد من الآن لوضع الهياكل اللازمة للفوز بولاية ثانية في حكم بريطانيا.
وتتضمن استعدادات العمال تكليف الخبير الاستراتيجي السياسي مورجان ماكسويني بالتفكير في الخيارات السياسية التي تضمن نصراً آخر في الانتخابات العامة المقررة في 2029 بالتعاون مع جوناثان أشوورث، النائب السابق الذي يقود الآن مركز أبحاث «العمال معا»، وفقا لما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وفي محادثة ودية هذا الأسبوع مع ديفيد أكسلرود، الخبير الاستراتيجي للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أخبر ماكسويني الحاضرين أن وظيفته الآن هي «التفكير في انتخابات 2029».
خطة انتخابات 2029
وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن الحزب ليس عليه أن يبدأ بائتلافه الحالي من الناخبين، لكنه سيبدأ مرة أخرى في بناء الدعم الذي يحتاج إليه للفوز بناءً على الصورة الانتخابية المحتملة بعد 5 أعوام. وانطلق ماكسويني من حجة رئيسية تقول إن الحزب الفائز «عليه دائمًا أن يخوض الانتخابات مثل المتمردين».
ومن المقرر أن يشارك ماكسويني في وضع الاستراتيجية السياسية اليومية، بالإضافة إلى التخطيط للانتخابات على المدى الطويل بالتعاون مع أشوورث الذي أوضح أن دوره يقوم على التطلع جزئيا إلى السنوات الأربع أو الخمس المقبلة.
وقال: «لقد بدأت الحملة للفوز في الانتخابات العامة المقبلة (..) أعتقد أن حزب العمال يمكن أن يوفر مساحة حقيقية للقيام ببعض التجديد الفكري الحقيقي الذي يجب تنفيذه للحفاظ على تلك الحكومة»، مشيرا إلى أنه سيعمل من خلال مركز الأبحاث للتفكير في البرنامج السياسي الذي سيرغب الحزب في خوض الانتخابات العامة المقبلة بناء عليه.
وخلال الأيام السبعة الأولى في الحكومة، بدأ ستارمر وفريقه في الترويج لسردية سياسية تقوم على أن المحافظين تركوا ميراثاً مالياً كارثياً.
وعلى الفور، ذهب وزير الخارجية ديفيد لامي، إلى الدول الأوروبية للبدء في إعادة بناء علاقات المملكة المتحدة في الخارج، في حين قالت وزيرة المالية راشيل ريفز إن المحافظين تركوها بلا أموال وفي أسوأ وضع منذ الحرب العالمية الثانية.
إرث المحافظين
ويبدو الآن أن أي فضائح أو أزمات إدارية، من اكتظاظ السجون إلى قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يمكن إلقاء اللوم فيها على إرث حكومات المحافظين السابقة.
وكان ستارمر قد قدم نفسه باعتباره الرجل القادر على حل المشاكل التي خلفها المحافظون، وراهن على سمعته بقدرته على إحداث التغيير، لكن البعض قال إن حزب العمال يدرك تماما الصدام المحتمل بين الوعود والتنفيذ.
وقال مساعدون من الحزب، إن خطاب الملك الأسبوع المقبل سيركز على التنفيذ وليس السياسات، ليكون فرصة لإظهار عزم الحزب على تنفيذ بيانه الانتخابي، بداية من الحزمة الخاصة بحقوق العمال وصولا إلى إعادة تأميم السكك الحديدية.
وبمجرد انتهاء خطاب الملك، سيتحول الاهتمام إلى الميزانية الأولى لريفز والحاجة إلى مراجعة الإنفاق قبل نهاية العام، إضافة إلى التعامل مع المشكلات المباشرة المختلفة، بدءًا من السجون وحتى هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وقال بيتر ماندلسون، مهندس حزب العمال الجديد في عهد توني بلير، إن «الأسبوع الأول لحكومة ستارمر لم يكن من الممكن أن يكون أفضل من ذلك، فبالتحدي يمكن التغلب على المشكلات التي خلفتها الحكومة الأخيرة»، مضيفًا: «مع التركيز والتخطيط والتنفيذ الجيد يمكنهم الحفاظ على الزخم».
aXA6IDEzLjU5Ljc3LjgzIA==
جزيرة ام اند امز