«العمال» يخشى «كابوس بلير».. دعوة لتجاوز لـ«الخطر المقلق» قبل الاقتراع
تبدو الانتخابات العامة المقبلة في بريطانيا وكأنها "تكرار" لسيناريو عام 1997، حين حقق حزب العمال بزعامة توني بلير فوزا ساحقا.
لكن سيناريو بلير يثير قلق قيادات المعارضة التي تخشى من خطر "الرضا عن النفس" فدعت أنصارها لتجاهل نتائج الاستطلاعات.
وفي الأيام التي سبقت أغلبيته الهائلة قبل 27 عاما، حذر بلير مؤيديه من نتائج الاستطلاعات ووصف "الرضا عن النفس" بأنه "الخطر المطلق" للحزب.
كما استغل بلير في ذلك الوقت، كل فرصة لتذكير الناخبين، بأنه لا يمكن اعتبار أي شيء أمرا مفروغا منه، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وقالت الصحيفة إن موقف بلير كان نابعا من المخاوف حول مبالغة استطلاعات الرأي في تقدير الدعم لحزب العمال، أو بقاء العديد من ناخبي حزب العمال في منازلهم لأنهم شعروا أن الفوز مضمون.
وكانت نتائج انتخابات عام 1992، تطارد بلير بعدما تنبأت الاستطلاعات بفوز حزب العمال، لكن المحافظين بزعامة جون ميغور حققوا فوزًا ضئيلًا.
لذلك، لم تصدق قيادات الحزب في 1997 نتائج الاستطلاعات رغم تقدمها الهائل.
وفي ذلك الوقت، قال بلير "أنا أستبعد استطلاعات الرأي. أنا لا أصدقهم.. أعتقد أنه سيكون سباقًا أكثر إحكامًا وصعوبة مما يقترحونه".
ووفقا لاستطلاعات الرأي، يتقدم حزب العمال بزعامة كير ستارمر، بفارق 20 نقطة عن المحافظين، فإن الحزب يحاول الآن اتباع نهج مماثل.
والأسبوع الماضي، توقع استطلاع للرأي أجرته "تلغراف" أن حزب المحافظين لن يحصل إلا 53 مقعدا معه احتمال أن يخسر رئيس الوزراء ريشي سوناك مقعده.
"لم تحسم بعد"
وتعليقا على ذلك، قال اللورد ماندلسون، الذي يُعتبر "مهندس العلامة التجارية" لحزب العمال الجديد التي أوصلت توني بلير إلى السلطة، إنه لم يصدق استطلاعات الرأي "للحظة واحدة".
وحذر ماندلسون، من خطر أن يؤدي "التقدم الضخم في الاستطلاع إلى توليد شعور بالرضا عن النفس".
وأضاف "الحقيقة هي أن الكثير من الناس غير متأكدين، بعضهم متردد، والبعض متشكك، والبعض الآخر يميل بطريقة أو بأخرى، ولكنهم لم يتخذوا قرارهم في النهاية".
الرسالة نفسها كررتها بريدجيت فيليبسون، وزيرة التعليم في حكومة الظل التي قالت، إن الانتخابات "لم تُحسم بعد".
وأضافت "إذا أراد الناس التغيير، فعليهم أن يخرجوا ويصوتوا".
ومضت قائلة "ينبغي للناس أن يهتموا بصناديق الاقتراع، وألا يأخذوا أي شيء كأمر مسلم به".
ودعت الناخبين للتركيز على سؤال "هل تريدون أن تستيقظوا غداة الانتخابات لتعيشوا خمس سنوات أخرى من كل هذا الهراء والانقسام الذي رأيناه في عهد المحافظين، أم تريدون مستقبلًا أفضل لبلادهم تحت قيادة كير ستارمر".