"بطة أمريكا العرجاء" تعجز عن حماية حلب
الإدارة الأمريكية التي لم تفعل شيئا السنوات الماضية، لا يتوقع المهتمون بالشأن السوري منها جديدا بعد أن دخلت مرحلة "البطة العرجاء"
بينما يواصل الجيش السوري وحليفه الروسي توجيه ضربات قاسية لشرق حلب السورية، فيما بدا وكأنه محاولة لانتزاع السيطرة عليها قبل استلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للحكم في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، لا تزال الإدارة الأمريكية الحالية في المقابل، عاجزة عن فعل أي شيء.
وإذا كانت تلك الإدارة لم تفعل شيئا طيلة السنوات الماضية، فإن المهتمين بالشأن السوري لا يتوقعون منها جديدا هذه الأيام، وقد دخلت في مرحلة "البطة العرجاء".
والبطة العرجاء، اصطلاح سياسي أمريكي يطلق على إدارة الرئيس الأمريكي في السنة الأخيرة من حكمه، حيث إنها عادة ما تفتقر إلى الدعم السياسي المطلوب لتمرير السياسات والتقدم بمشاريع مهمة جديدة، وهذا ما يدركه المتعاملون معها، وربما لذلك لم يجد لافروف حرجاً في أن يقول اليوم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند، إنه "لا يفهم مَن يتخذ القرارات في واشنطن"، مشيراً إلى أن هناك، على ما يبدو، قوى تسعى إلى الإساءة لشخصية جون كيري.
وجاء هذا التصريح في إطار اتهامه واشنطن بإلغاء محادثات حول حلب كانت مرتقبة هذا الأسبوع في جنيف، ورفضها إجراء حوار "جدي"، وخصوصا حول مصير مقاتلي المعارضة السورية بهدف "كسب الوقت".
وإزاء هذا الاتهام الروسي، قال كيري، الثلاثاء، على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسل: "لست على علم بأي رفض محدد"، مضيفا: "سنرى ما سنفعل".
ولا يتوقع أهل حلب فعلاً جديداً من كيري؛ فالإدارة التي دخلت مرحلة البطة العرجاء لا يتوقع أن تأتي بجديد؛ لأنها لم تفعل شيئا حتى قبل أن تدخل هذه المرحلة.
ويظهر من سير الأحداث اليوم في حلب أن النظام السوري وحليفه الروسي يتصرفان بحرية تامة في ظل غياب الدور الأمريكي، فباتوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على شرق حلب.
وستكون خسارة المعارضة لشرق حلب أكبر مدن سوريا قبل الحرب أكبر انتصار للأسد في الصراع، حتى الآن وسيتيح له تشديد قبضته على كل المدن الرئيسية في سوريا.
وسيكون سقوطها أيضا انتصارا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدخل لإنقاذ حليفه في سبتمبر/أيلول 2015 بضربات جوية، ولإيران التي تكبدت قوات الحرس الثوري التابعة لها خسائر فادحة دفاعا عن الأسد.
ورغم إعلان خصوم الأسد، الثلاثاء، أنهم لن يغادروا حلب، قال مسؤول بالمعارضة لرويترز طلب عدم ذكر اسمه، إنهم ربما لا يجدون بديلا من أجل إنقاذ الأرواح التي تعاني الحصار منذ 5 أشهر وتواجه هجمات لا هوادة فيها من قبل القوات الحكومية.
ما قاله المسؤول بالمعارضة هو الهدف الذي يسعى إليه النظام السوري وحليفة الروسي، الذي وجه، الإثنين، تحذيرا شديد اللهجة لقوات المعارضة، وقال: "روسيا ستدعم عملية الجيش السوري ضد أي مقاتلين معارضين يبقون في شرق حلب، والذين يرفضون المغادرة سيتم التعامل معهم باعتبارهم إرهابيين".
وفي هذه الأثناء، قطعت الخارجية السورية الطريق على أي تحرك لبطة أمريكا العرجاء، وقالت: "إنها لن تقبل أي هدنة في الوقت الراهن بشأن حلب إذا حاولت أي أطراف خارجية التوسط في ذلك".