يوم الأرض الفلسطيني.. الاستيطان يتفشى وكورونا يُعكر الذكرى
الأيام والأحداث في فلسطين ليست كما كانت قبل 2020، فيوم الأرض مختلف هذا العام
كل شيء في العالم ليس كما كان قبل 2020، فيوم الأرض لدى الفلسطينيين مختلف هذا العام مع تزايد الاستيطان الإسرائيلي وتفشي فيروس كورونا.
وغدا الإثنين، يحيي الفلسطينيون الذكرى السنوية الـ44 ليوم الأرض، وسط مخاوف من خطوات الضم الإسرائيلية لأجزاء واسعة من الضفة الغربية واستمرار الاحتلال للقدس الشرقية، وانتشار الوباء العالمي "كورونا" الذي أصاب 84 فلسطينيا وقتل آخر، وسط تحذيرات من قادم "أسوأ".
و"يوم الأرض" تسمية تُطلق على أحداث جرت في 30 مارس/آذار 1976، استشهد فيها 6 فلسطينيين خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب.
ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم هو ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه، وتخليدا لشهداء يوم الأرض.
وعادة ما يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى بمسيرات ومؤتمرات إلا أنها ستغيب هذا العام بسبب القيود التي يفرضها فيروس كورونا.
غير أن انشغال الفلسطينيين في مواجهة وباء كورونا لم يشغلهم عن الهم الأكبر وهو مواجهة استمرار قضم الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، وقيام دولتهم المستقلة.
- يوم الأرض الـ43.. كفاح الفلسطينيين يصطدم بعنصرية إسرائيل
- يوم الأرض بفلسطين.. عائلات مقدسية تتشبث بمنازلها ضد التهويد
وعشية هذه الذكرى، قالت علا عوض، رئيس جهاز الإحصاء الفلسطيني، إن الاحتلال الإسرائيلي "يستغل أكثر من 85% من المساحة الكلية لأرض فلسطين التاريخية".
وذكرت "عوض"، في تقرير إحصائي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بلغ عام 2018 في الضفة الغربية 448 موقعا.
وفيما يتعلق بعدد المستوطنين في الضفة الغربية، لفتت "عوض" إلى أنه بلغ 671,007 نهاية عام 2018، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 2.7%.
ويتضح من البيانات أن نحو 47% من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس، حيث بلغ عـددهم نحو 311,462 منهم 228,614 في القدس الشرقية.
ووفق المسؤولة نفسها، تشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو 23 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني.
في حين بلغت النسبة أعلاها في محافظة القدس نحو 70 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني.
وشهد عام 2019 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث صدّق الاحتلال على بناء نحو 8457 وحدة جديدة، بالإضافة الى إقامة 13 بؤرة.
في المقابل، أشارت "عوض" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أقدم خلال العام نفسه على هدم وتدمير 678 مبنى، منها نحو 40% في القدس بواقع 268 عملية هدم.
كما أصدر الاحتلال الإسرائيلي خلال 2019 أوامر بوقف البناء والهدم والترميم لنحو 556 مبنى في الضفة الغربية والقدس.
وتقدّر منظمة مراقبة حقوق الإنسان، وفق جهاز الإحصاء، وجود نحو 90 ألف فلسطيني في القدس الشرقية يعيشون حالياً في مبانٍ مهددة بالهدم.
وقالت علا عوض إن "سياسات الإسكان الإسرائيلية في القدس الشرقية تميز بشكل عنصري ضد الفلسطينيين، بحيث لم تخصص لمنشآتهم سوى 12% فقط، بالمقابل خصصت 35% من أراضي القدس الشرقية لبناء المستوطنات".
من جهة ثانية، تحدثت "عوض" عن الحواجز الإسرائيلية التي "قسّمت الضفة الغربية الى أكثر من 100 كانتون تسهم بالحيلولة دون وجود تواصل بين مكونات الجغرافيا الفلسطينية".
ولفتت إلى وجود نحو 165 بوابة حديدية على مداخل المدن والقرى بالضفة الغربية ونحو 600 حاجز عسكري أو سواتر ترابية، تعمل على عزل وفصل التجمعات الفلسطينية عن بعضها.
وعلاوة على ما سبق، يقيد الاحتلال الإسرائيلي حركة الفلسطينيين في بعض الشوارع التي يخصصها للمستوطنين.
وفي هذا الصدد، أوضحت رئيسة جهاز الإحصاء أن طول الشوارع التي يُمنع الفلسطينيون تماما من استخدامها يبلغ نحو 40 كلم تقريبا، منها 7 كلم داخل مدينة الخليل، إضافة إلى نحو 20 كلم يتم فيها فرض قيود جزئية.
أما قطاع غزة، فأقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي للقطاع بعرض يزيد على 1500 متر.
وبهذا يسيطر الاحتلال على نحو 24% من مساحة القطاع، البالغة 365 كيلومترا مربعا، والذي يعد من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم بنحو 5533 فرداً/كلم2.
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA= جزيرة ام اند امز