الأكبر من نوعه بالعالم.. إنجاز 85% بمشروع "مركز دبي لمعالجة النفايات"
تواصل حكومة دبي تطوير وتعزيز بناها التحتية الحيوية وإطلاق المزيد من المشاريع النوعية التي تلبي احتياجات الإمارة الحالية والمستقبلية.
كما تدعم الجهود الحثيثة المبذولة في مجال التنمية المستدامة، وفقاً لأرقى المعايير وأفضل الممارسات العالمية، وباستخدام أحدث الحلول التكنولوجية تجسيداً لرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرامية لجعل دبي واحدة أكثر مدن العالم استدامة.
مركز دبي لمعالجة النفايات
ويُشكّل مشروع "مركز دبي لمعالجة النفايات" العملاق، أحد أهم مشاريع البنية التحتية التي تخدم في مجال الحفاظ على البيئة عبر زيادة الاعتمادية على خيارات الطاقة النظيفة والمتجددة في دبي.
ويأتي ضمن المشاريع النوعية التي تقوم "بلدية دبي" بتنفيذها في الوقت الراهن و يندرج ضمن جهود الإمارة الطموحة في مجال الاستدامة البيئية؛ إذ يخدم المركز تحقيق هدفين بالغي الأهمية أولهما التخلص الآمن من النفايات، فيما يتمثل الهدف الثاني في إيجاد مصدر بديل للطاقة النظيفة والناجمة عن حرق النفايات بأسلوب آمن يراعي أرقى المعايير الصحية والبيئية على مستوى العالم.
ويُترجم المشروع التزام بلدية دبي بتأسيس منظومة مستدامة وصديقة للبيئة في مجال إدارة النفايات على مستوى الإمارة بما يدعم تحقيق الأهداف المدرجة في "استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050"، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، ترسيخًا لإسهامات دبي بين الجهود الدولية التي تقود مسيرة الاستدامة عالميًا، في حين يدعم المركز كذلك توجهات دولة الإمارات في خفض الانبعاثات وأهداف "المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050"، وينسجم مع المبادئ العشرة للخمسين الجديدة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة وضمان ازدهار المجتمعات.
وأكد المهندس داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، أن "مركز دبي لمعالجة النفايات" يبرز جهود دبي في توظيف أحدث الحلول والتقنيات لتأكيد سلامة البيئة وضمان استدامتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، ويشكّل ركيزةً أساسية ضمن رؤية دبي لتصبح أكثر مدن العالم استدامة، باعتباره يوفر حلاً بديلاً ومستداماً وآمناً للتخلص من النفايات، ومورداً للطاقة النظيفة، لافتا إلى أن العمل في انجاز المركز يسير على قدم و ساق وفق الجدول الزمني المحدد للمشروع الضخم حيث تناهز نسبة الإنجاز في أعماله الإنشائية قرابة 85 في المائة و أن الانتهاء من مرحلته الأخيرة سيكون خلال العام 2024.
وأشار إلى أن المركز يعكس جهود إمارة دبي السباقة في توظيف أحدث الحلول و التقنيات لتعزيز الاستدامة وحماية البيئة، وذلك عبر إعادة تدوير النفايات و تحويلها إلى منتجات يمكن الاستفادة منها في تجسيدٍ عملي لنموذج الاقتصاد الدائري، تماشياً مع الأهداف الوطنية في قطاع الطاقة.
وقال الهاجري: "لطالما سعت دبي لأن تكون سباقة في مجال تحويل النفايات إلى طاقة بهدف الحد من كمية النفايات الصلبة، وتوفير مصادر بديلة لتوليد الطاقة النظيفة، وتطوير منظومة مستدامة وصديقة للبيئة في مجال إدارة النفايات على مستوى الإمارة.. منوها إلى أن هذا المشروع يعتبر الأضخم من حيث الاستطاعة التشغيلية ويعالج قرابة 1.9 مليون طن من النفايات سنوياً لتحويلها إلى طاقة متجددة، بما يولد طاقة كهربائية تعادل احتياجات أكثر من 135 ألف وحدة سكنية".
معالجة 5666 طنًا من النفايات الصلبة
ووفقا للمخطط العام للمشروع سيعالج المركز مع اكتمال مراحله نحو 5666 طناً من نفايات البلدية الصلبة، التي تنتجها الإمارة يوميًا، ومن المقرر أن تغذي الطاقة المتجددة الناتجة عن معالجة النفايات، شبكة الكهرباء المحلية بنحو 215 ميجاواط في الساعة من الطاقة النظيفة، وهو ما يعني أنه سيعالج 45 في المائة من حجم نفايات البلدية الحالي في الإمارة، فيما ستبدأ عملية التشغيل المبدئي للمركز في مطلع عام 2023 بطاقة تشغيلية نسبتها 40 في المائة من طاقته الكلية، من خلال بدء تشغيل خطين حرق من أصل 5 خطوط، وسيتم في هذه المرحلة استقبال حوالي 2,000 طن من النفايات الصلبة وإنتاج ما يقارب من 80 ميغاواط في الساعة من الطاقة المتجددة.
وأضاف مدير عام بلدية دبي أنه تم الانتهاء من تركيب المولّد الكهربائي و محرك التوربينة العامل بالبخار الناتج من عملية معالجة النفايات، في المركز الذي تصل مساحته الكلية إلى 400 ألف متر مربع ومن المنتظر أن ينتج المركز طاقة سنوية تلبي احتياجات أكثر من 135 ألف منزل، مع اعتماد أحدث التقنيات اليابانية والسويسرية، لإتمام عمليات المعالجة.
ولفت المهندس داوود الهاجري إلى المسؤولية الملقاة على عاتق قاطني الإمارة، من خلال التزامهم تجاه البيئة، ودورهم في الحفاظ على البيئة لا سيما فيما يتعلق بترشيد إنتاج النفايات التي تمر بمراحل متعددة ومكلفة، في رحلة النقل من المباني السكنية إلى محطات الطمر والمعالجة، منوهاً بقيمة المشروع في خلق واقع جديد للتعامل مع النفايات، مع أهمية مشاركة جميع أفراد المجتمع عبر تغيير نمط تعاملهم مع المخلفات وتقليل إنتاجها، بهدف الإسهام في حماية البيئة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتحويل دبي إلى أكثر مدن العالم استدامة.
وستتم معالجة جميع الانبعاثات بشكل آمن في "مركز دبي لمعالجة النفايات" باستخدام مرشح نسيجي، يتكون من 12,480 كيساً أسطوانياً للترشيح، قبل التصريف عبر مدخنة بارتفاع 70 متراً، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتخلص من أي روائح ناجمة عن عمليات المعالجة.
وتبلغ القدرة الاستيعابية لمعالجة النفايات، نحو 1.912 مليون طن سنوياً، وتشمل آلية العمل في المشروع، جمع النفايات بواسطة الشاحنات، ونقلها إلى مركز دبي لمعالجة النفايات، حيث سيتم استقبال 1000 شاحنة يومياً، ما سيمكن المركز من استيعاب 88 شاحنة في الساعة.
ويضم المركز 5 خطوط حرق، لضمان حرق 5666 طناً من النفايات يومياً، وستنتج المخلفات المحترقة 1000 طن من رماد القاع والذي سيتم إعادة تدويره، واستخدامه في مشاريع البنية التحتية.. وتم إطلاق منصة إلكترونية، لتبادل المواد القابلة للتدوير وإعادة الاستخدام، بهدف تقليل كميات المخلفات المنتجة ورفع نسبة النفايات المحولة عن مسار الطمر.
وتهدف بلدية دبي إلى توفير بيئة مستدامة لسكان الإمارة وزوارها وفق أرقى المعايير العالمية، حيث طورت خطة استراتيجية متكاملة لإدارة النفايات الصلبة في إمارة دبي خلال العقدين المقبلين، وتضمنت جهودها في هذا المجال إصدار دليل إرشادي للفصل الإلزامي للنفايات ويسري العمل به على عدة قطاعات منها المباني والمجمعات السكنية، ومواقع البناء والهدم، وقطاع الضيافة، والمراكز التجارية، والمباني التجارية والمؤسسية، إضافة إلى المنشآت الصناعية.
ويسهم مركز معالجة النفايات في تعزيز إسهام دبي في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، إذ يساعد على تحقيق الخطط التي حددتها بلدية دبي بغية تقليل كمية النفايات الصلبة، التي تُنقل إلى المكبات، وتطوير مصادر بديلة لتوليد الطاقة، فضلاً عن الإسهام في تأسيس منظومة مستدامة وصديقة للبيئة، في مجال إدارة النفايات على مستوى الإمارة.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA= جزيرة ام اند امز