لاري فينك.. رائد الاستثمار في الأسهم وأحد مؤسسي «بلاك روك»

يُعَدُّ استثمار الأموال من أبرز الركائز في بناء الثروة وتحقيق الاستقرار المالي.
وعلى الرغم من تعدُّد الخيارات المتاحة أمام المستثمرين وتعقيدها، يبقى الاستثمار في الأسهم من أنجح الوسائل لتحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل، شريطة أن يتم اختيار الأسهم بعناية فائقة، مع التمتع بفهم عميق لمجريات الأسواق المالية.
ومن بين الأسماء اللامعة في هذا الميدان عالميًا، يبرز اسم رائد الاستثمار الأمريكي لاري فينك، فما حكاية هذا الرجل الذي خطَّ لنفسه طريق النجاح في عالم المال والاستثمار؟
لاري فينك.. من هو؟
ولاري فينك هو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، وأحد مؤسسيها، ويُعدّ فينك من أبرز المستثمرين الناجحين، ويشتهر بقدرته على تحقيق عوائد متميزة من استثماراته طويلة الأمد.
وتكمن إحدى ركائز نجاحه في الاستراتيجية الدقيقة التي يتبعها لاختيار الأسهم.
ووُلد لاري فينك في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا عام 1952، ونال درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA).
ثم أكمل دراساته العليا في الجامعة ذاتها، حيث حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية أندرسون للإدارة.
وقبل توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، امتلك مسيرة مهنية حافلة في القطاع المالي، حيث شغل مناصب في عدد من المؤسسات المالية البارزة، من بينها "فيشر بلاك"، و"بيرنشتاين"، و"غولدمان ساكس".
مهارات العمل بسوق الأسهم
وتُعدّ من أبرز مميزات استراتيجية لاري فينك في مسيرته المهنية، قدرته الفائقة على اختيار الأسهم بدقة وحرص بالغ.
إذ يركّز بشكل أساسي على الاستثمار في الشركات التي تتمتع بمزايا تنافسية متينة، ولديها آفاق واعدة للنمو على المدى الطويل.
كما يولي اهتمامًا بالشركات التي تقدّم منتجات أو خدمات مبتكرة وفريدة من نوعها، وتملك قاعدة عملاء واسعة وفرصًا كبيرة للتوسع، الأمر الذي يجعله يفضّل الاستثمار في الشركات ذات الأسهم القوية والمراكز المالية المستقرة.
ومن السمات اللافتة في استراتيجية لاري فينك أيضا، اعتماده على التحليل الأساسي المتعمّق عند تقييم الأسهم، إذ يقوم بدراسة شاملة لأداء الشركات، تشمل الإيرادات، الأرباح، والسجلات التاريخية للأداء.
ويعتبر التحليل الأساسي عنصرًا جوهريًا في عملية اتخاذ قراراته الاستثمارية، حيث يُمكّنه من تحديد مدى متانة الشركة واعتمادها على أسس مالية قوية ومستدامة.
تأسيس بلاك روك
في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1988، برز اسم لاري فينك كرائد من روّاد صناعة الاستثمار حين أسّس مع عدد من شركائه شركة بلاك روك في مدينة نيويورك.
وكان الدافع وراء تأسيس الشركة يتمثّل في تقديم خدمات استثمارية أكثر مرونة واحترافية، تعتمد على التحليل الدقيق للمخاطر والأسواق، وهي رؤية سبقت عصرها في ذلك الوقت.
ولعب لاري فينك دورًا محوريًّا في وضع الأسس الاستراتيجية للشركة، حيث أدرك مبكرًا أهمية الدمج بين الابتكار المالي والإدارة المنهجية للمخاطر.
وبفضل خبرته الواسعة وشخصيته القيادية، قاد فينك بلاك روك من شركة ناشئة إلى أن أصبحت اليوم أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، تدير تريليونات الدولارات وتقدّم خدمات استثمارية واستشارية لعملاء من مؤسسات مالية، وحكومات، وصناديق تقاعد، وأفراد في شتى أنحاء العالم.
ولم يكن نجاح بلاك روك وليد المصادفة، بل نتيجة لرؤية لاري فينك بعيدة المدى وقدرته على استشراف تحوّلات الأسواق العالمية وتكييف الشركة معها باستمرار.
وقد عُرف فينك بنهجه العملي الصارم وحرصه على تعزيز ثقافة مؤسسية تقوم على النزاهة والشفافية والمسؤولية تجاه العملاء والمجتمعات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTIg جزيرة ام اند امز