مؤسس منصة «ريديت».. كيف شكل «أليكسيس أوهانيان» ثقافة الإنترنت الحديثة؟

تُعدّ قصة أليكسيس أوهانيان مؤسس منصة ريديت، مصدر إلهام لكثير من الطامحين إلى تحقيق أحلامهم في ميادين ريادة الأعمال والتكنولوجيا.
وأليكسيس أوهانيان هو رائد أعمال أمريكي وُلد في 24 أبريل/نيسان عام 1983 في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية، وينتمي إلى عائلة ذات جذور ثقافية متعددة؛ فوالده من أصول أرمنية ووالدته أمريكية.
ومنذ نعومة أظفاره، برز اهتمام أوهانيان بالتكنولوجيا وروح الابتكار لكنه اختار دراسة التاريخ في جامعة فرجينيا، وهناك بدأ في استكشاف عالم البرمجة والتصميم، مما أسهم في بلورة رؤيته لمستقبله المهني.
رحلة تأسيس "ريديت"
وفي عام 2005، قرر أليكسيس أوهانيان وصديقه ستيف هوفمان تأسيس منصة "ريديت"، حيث كانت فكرتهما تقوم على إنشاء موقع يمكّن المستخدمين من مشاركة الأخبار والمحتوى والتصويت عليه.
وأُطلق الموقع رسمياً في يونيو/حزيران من العام نفسه، وسرعان ما جذب اهتمام المستخدمين بفضل تصميمه البسيط والفعّال، الذي أتاح لهم فرصة التفاعل والمشاركة بسهولة.
وبدأت "ريديت" كموقع صغير محدود الانتشار، إلا أنها نمت بسرعة مدفوعة بقوة مجتمع مستخدميها، الذين ساهموا بمحتوى متنوع، مما جعل المنصة بيئة غنية للنقاشات والحوارات حول مختلف الموضوعات.
واعتمد أوهانيان في الترويج للمنصة على أسلوب مبتكر، إذ ركز على تحفيز تفاعل المستخدمين ليكونوا هم الوسيلة الأنجح في جذب مزيد من الزوار وتعزيز انتشار الموقع.
ورغم النجاح المبكر، واجه أوهانيان وفريقه العديد من التحديات، حيث شكلت المنافسة القوية من منصات أخرى مثل "Digg" و"Facebook" عقبة كبيرة أمامهم.
كما كان جذب المعلنين وتوليد الإيرادات اللازمة لدعم نمو المنصة من التحديات الرئيسة.
ومع ذلك، تمكن أوهانيان من تجاوز هذه الصعوبات بفضل إصراره ورؤيته الواضحة، حيث حسّن تجربة المستخدم وابتكر ميزات جديدة مثل "subreddits"، التي تتيح للمستخدمين إنشاء مجتمعات خاصة لمناقشة مواضيع محددة.
تأثير ريديت على الإنترنت والواقع الرقمي
وتُعتبر منصة ريديت من أبرز المنصات التي تعتمد على المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل ثقافة الإنترنت الحديثة، حيث أصبحت مساحة حيوية لتبادل الأفكار والنقاش حول مواضيع متنوعة.
واستخدم مؤسسها أوهانيان التكنولوجيا بطريقة مبتكرة لتطوير المنصة وجعلها أكثر تفاعلية، حيث توفر ريديت نظام تصويت فريد يمكّن المستخدمين من تقييم المحتوى بناءً على جودته وأهميته، مما ساهم في بروز محتوى عالي الجودة وجعل المنصة مفضلة لدى عدد كبير من المستخدمين.
كما ساعدت ريديت في تكوين مجتمعات متخصصة حول اهتمامات محددة، ما عزز من تفاعل المستخدمين بشكل كبير.
وقد تركت المنصة أثرًا عميقًا في المجتمعات الرقمية من خلال توفير فضاء لمناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، وأصبحت منبرًا للناشطين والمبدعين للتواصل مع جمهور واسع.
إضافة إلى ذلك، ساهمت في رفع الوعي حول قضايا مهمة مثل حقوق الإنسان وحماية البيئة.
ومن خلال الحملات التي تنظمها هذه المجتمعات على المنصة، تمكّن المستخدمون من تنظيم فعاليات وتجمّعات واقعية لدعم قضايا محددة، مثل حركة "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter)، التي استغلت ريديت كأداة لنشر الوعي وجمع الدعم.
إنجازات أخرى
وبالإضافة إلى نجاحه على منصة ريديت، قام أليكسيس أوهانيان بتأسيس عدة مشاريع أخرى، منها شركة استثمارية تُدعى "Initialized Capital" تستثمر في الشركات الناشئة، كما برز كناشط اجتماعي ومدافع قوي عن حقوق الإنترنت وحرية التعبير.
وقد اشتهر أوهانيان أيضاً بمساهمته الفعالة في قضايا حقوق المرأة وتعزيز التنوع في قطاع التكنولوجيا، حيث أسس مبادرة "Women Who Code" التي تهدف إلى دعم النساء في مجالات البرمجة والتقنية.