الأمتار الأخيرة نحو انتخابات ليبيا.. الإخوان يستميتون للتأجيل
تستمر محاولات تنظيم الإخوان لتأجيل موعد إجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا والمقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وطالب رئيس المجلس الاستشاري الليبي، خالد المشري، بتأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى العام المقبل متحججا بقانون الانتخاب الذي يحرم بعض رموز تيار الإخوان من المشاركة، حسب زعمه.
وزعم المشري في كلمة متلفزة أنه يريد الانتخابات لكن بناء على دستور أو قاعدة دستورية، ولن يشارك في الانتخابات من غير هذه الاشتراطات، مقترحا تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى 15 فبراير/شباط 2022.
ويرى خبراء سياسيون ليبيون أن تنظيم الإخوان يلفظ أنفاسه الأخيرة، خصوصا بعد الاجتماعات المكثفة للتيار الوطني التي اتفق فيها الليبيون على إقصائهم من المشهد.
وأكد الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن قراءة المشهد السياسي الليبي توحي بأن هناك العديد من الشخصيات ترفض الانتخابات القادمة ويهددون المفوضية العليا للانتخابات ويسعون لتقويض جهودها.
توحيد الصف الوطني
ويقول محمد قشوط الباحث السياسي الليبي إن تنظيم الإخوان يلفظ أنفاسه الأخيرة خصوصا بعد الاجتماعات المكثفة للتيار الوطني التي اتفق فيها الليبيون على إقصائهم من المشهد.
وأضاف قشوط لـ"العين الإخبارية" أن العرقلة لابد أن تشملها عقوبات صارمة من القضاء الليبي ويجب أن تتجه المفوضية للمجلس الأعلى للقضاء في حق المعرقلين.
وطالب قشوط البعثة الأممية ولجنة الحوار السياسي الليبي بضرورة نقل الصورة الواضحة لمجلس الأمن الدولي حتى يدرج الغرياني والمشري في لائحة العقوبات الدولية.
وأشار إلى أن الصادق الغرياني، مفتي الجماعات الإرهابية في ليبيا، كان السبب الرئيسي في انقلاب فجر ليبيا الذي قادته جماعة التنظيم في عام ٢٠١٤ تحت ذريعة بطلان نزاهة الانتخابات البرلمانية في تلك الفترة.
خسارة الإخوان
ويرى المحلل السياسي ناصر الزياني أن الخسارة المحتومة هي ما يخوف الإخوان، وليس الحرص على صياغة القوانين الدستورية.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الليبيين يتطلعون لانتخابات رئاسية لا تقصي أحدا منذ عام ٢٠١١، حتى يتفقوا على تسوية سياسية تلائم جراح البلد.
وتابع أن المجلس الاستشاري تجاوز تخصصاته لأنه جهة استشارية أما سن القوانين وتنفيذها هي اختصاص أصيل لمجلس النواب والهيئات التنفيذية المنبثقة عنه.
واختتم أن العالم يجب أن لا يسمح للمعرقلين بالمزيد من التجاوز مع ضرورة إنزال هيئات تتبع البعثة الأممية ودول الجوار للحرص على نزاهة الانتخابات القادمة.
محاولة عبثية
ومازال تنظيم الإخوان الإرهابي يبحث عن ثغرة قانونية في محاولة عبثية لوقف الإنتخابات المزمع عقدها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ووجه المشري، حسب متابعين، أتباعه من تنظيم الإخوان إلى إغلاق وإحراق مراكز الاقتراع طمعا في تأجيل الاستحقاق السياسي وحرمان الليبيين من انتخاب أول رئيس في تاريخ البلاد.وكان فرقاء ليبيا قرروا في 2 فبراير/شباط الماضي، إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر/كانون الأول المقبل بعد سنوات طويلة من الاقتتال الداخلي وسيطرة التنظيمات الإرهابية على أجزاء واسعة من البلاد.