لم يغادر موقعه حتى النهاية.. لحظات مؤثرة تسبق رحيل البابا فرنسيس في عيد القيامة

واصل البابا فرنسيس ممارسة مهامه الدينية والإدارية حتى اليوم الأخير من حياته، إذ رحل عن عمر ناهز 88 عامًا صباح الإثنين 21 نيسان/ أبريل 2025.
رغم توصيات الأطباء بضرورة التزام الراحة التامة لمدة لا تقل عن شهرين، إثر إصابته بالتهاب رئوي مزدوج استدعى بقاءه في المستشفى لأكثر من خمسة أسابيع.
الظهور الأخير للبابا فرانسيس
في ظهوره العلني الأخير، أطّل البابا فرنسيس على نحو 35 ألف شخص تجمّعوا في ساحة القديس بطرس، حيث دخل بسيارة مكشوفة عقب قداس عيد القيامة صباح الأحد، ووجّه إليهم تحية مقتضبة بصوت متهدج، متمنياً لهم عيداً سعيداً. ويُعد هذا الظهور هو الأطول له منذ شباط/ فبراير الماضي، والثاني منذ خروجه من المستشفى بتاريخ 23 آذار/ مارس.
وفي اليوم نفسه، استقبل البابا عدداً من الشخصيات السياسية في لقاءات رسمية قصيرة، من بينهم نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس، ورئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش برفقة أفراد من أسرته.
وأفاد الصحفي أوستن إيفري، كاتب السيرة الذاتية للبابا، بأن فرنسيس كان يستمع لنصائح أطبائه، لكنه أصرّ على مواصلة مسؤولياته، مشيراً إلى أن توقيت الوفاة بدا وكأنه نابع من إرادة البابا في أن يُكمل حضوره في عيد القيامة قبل أن يودّع العالم.
تفاصيل الأيام الأخيرة لبابا الفاتيكان
من جانبه، قال الكاردينال مايكل تشيرني، أحد المقربين من البابا داخل الفاتيكان، إن الراحة التامة لم تكن خيارًا مفضلًا لديه، حيث حافظ على توازن دقيق بين فترة النقاهة ومهامه كرئيس لكنيسة روما.
وخلال قداس عيد القيامة الذي أُقيم صباح الأحد، تلا أحد مساعدي البابا رسالته التقليدية، التي دعا فيها مجددًا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك. كما دعا حركة "حماس" إلى الإفراج عن الرهائن، منتقدًا في الوقت نفسه تصاعد مظاهر معاداة السامية على مستوى العالم.
وفي سياق متصل، ذكر الأب غابرييل رومانيلي، راعي كنيسة العائلة المقدسة في غزة، أن البابا تواصل معهم هاتفيًا مساء السبت، قبل قداس عيد القيامة، وأبلغهم أنه يُصلي من أجلهم، وعبّر عن شكره لدعائهم المتواصل.
وقد أُعلن خبر وفاة البابا رسميًا عبر قناة الفاتيكان التلفزيونية، حيث قال الكاردينال كيفن فاريل: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن والأسى، أُعلن وفاة قداسة البابا فرنسيس... عند الساعة 07:35 صباحًا (05:35 بتوقيت غرينتش)، عاد أسقف روما فرنسيس إلى بيت الآب".
ورغم عدم إصدار بيان تفصيلي حول السبب المباشر للوفاة، أكّد الفاتيكان أن البابا عانى من مشكلات تنفسية حادة خلال فترة مرضه، كادت تودي بحياته، بحسب إفادات الأطباء المشرفين على حالته طوال الأسابيع الماضية.