ماذا فعلت صدمة أوميكرون بالاقتصاد العالمي؟.. صندوق النقد يجيب
كشفت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، في أول مقابلة هذا العام، تأثير أحدث موجة لكورونا بتعافي الاقتصاد العالمي.
"الاقتصاد العالمي الذي شهد انتعاشا في الربع الأخير من عام 2021 يتوقع أن يشهد تباطؤا في العام الحالي نتيجة لارتفاع معدلات الإصابة بكوفيد -19 التي تعيق في أضخم اقتصادات العالم"، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية عن كريستالينا جورجيفا.
وكان صندوق النقد الدولي، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، قد توقع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي نمو الناتج العالمي بنسبة 4.9 في المائة خلال 2022.
وقالت جورجيفا: "كنا نأمل في حدوث مزيد من الانتعاش في عام 2022، إلا أن الزخم الذي شهدناه في الشهر الأخير من العام الماضي بدأ في التواري، نتيجة لتراجع النمو في أبرز محركين لنمو الاقتصاد العالمي، الولايات المتحدة والصين، ثم جاءت صدمة أوميكرون".
الاضطرابات الاقتصادية والأمل
وتابعت بالقول: "ما من شك في أن هذا سيزيد من الاضطرابات الاقتصادية، وسيزيد من حالة عدم اليقين. ونحن نعمل في الوقت الحالي على حساب التأثير الدقيق لهذا التباطؤ".
أكدت جورجيفا، وهي من دعاة العمل التعاوني، إن العالم سيتعين عليه التكيف مع "عالم معرض للصدمات"، بالإضافة إلى الحرص على تعاون عالمي أوسع نطاقا.
بيد أنه بالرغم من تراجع النمو، ترى رئيسة صندوق النقد الدولي أن هناك الكثير مما يدعو للتفاؤل.
وقالت "لقد تعلمنا كيفية التعامل مع الوباء الذي لم يختف بعد، وقمنا بنشر علمائنا لتوفير الحماية لشعوبنا، ونحن الآن أكثر فاعلية في التعامل مع كل موجة تأتي والقيود التي تفرض تكون أكثر اعتدالًا".
وأوضحت جورجيفا أن أولويات صندوق النقد الدولي لعام 2022 تتضمن مساعدة الأفراد والدول على التعامل مع تداعيات الجائحة التي تدخل عامها الثالث.
وقالت: "نحن نخطو إلى عام 2022 بعد أن استخدمنا بالفعل قدرًا كبيرًا من قدرتنا لحماية مواطنينا واقتصاداتنا".
وأضافت جورجيفا: "كان عام 2020 صعبًا ولكن من وجهة نظر السياسة كان الأمر أسهل إلى حد ما، فلدينا توصيات عالمية، وتكييف للسياسة النقدية، ودعم السياسة المالية لحماية الفئات الأكثر ضعفًا."
لكنها ترى أن التباين في النمو "سيزداد" بسبب "عدم المساواة في الحصول على اللقاحات"، على الرغم من تقديم تحالف كوفاكس مليار جرعة – حيث يشكل إيصال اللقاحات مشكلة.
أزمة التمويل والبطالة
وتناولت جورجيفا قضية أخرى تتمثل في الحصول على التمويل، رغم تأكيدها أن الصندوق مستعد لدعم الدول التي تحتاج إليه.
وتقول عن ذلك: "خلال هذه الأزمة قدمنا ما يقرب من 170 مليار دولار من التمويل إلى 90 دولة".
وتعتقد رئيسة صندوق النقد الدولي إن أحد جوانب "الاختلاف الخطير" هو بطالة الشباب.
وتقول: عندما ننظر إلى البطالة في المنطقة، فإننا ننظر إلى الفئة الأكثر تضررا: الشباب والنساء والعمال الأجانب. والشباب هم العنصر الأكثر تأثراً، لذا ينبغي وضع سياسات سوق العمل التي تدعم الشباب". وشددت على أهمية "الميثاق الاجتماعي" لضمان نمو عمالة الشباب وريادة الأعمال.
وحول مخاوفها بشأن عدم المساواة، قالت: "إنها تفطر قلبي ... فبعد عقود من التقارب مع البلدان الأفقر... نرى أن الاقتصادات المتقدمة وعدد صغير من الأسواق الناشئة تمكنت بالفعل من العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة، فيما تخلف الجميع عن الركب ".
ماذا يقلق صندوق النقد؟
في عام 2020، وصل العالم إلى مستويات قياسية للديون، بلغ مجموعها 226 تريليون دولار. وترى جورجيفا أن بعض البلدان منخفضة الدخل تعاني الآن من ضائقة ديون، وتواجه بعض الأسواق الناشئة صعوبا كبيرة في الحصول على الموال، مما يعني أنه سيتعين على الصندوق اتخاذ عدد من الخطوات.
يشكل التضخم مصدر قلق في الوقت الحالي "لأنه يؤثر على السكان والشركات"، وقد يؤدي التضخم إلى صعوبة الموقف المالي للكثير من الدول.
وبعثت جورجيفا برسالة واضحة للبنوك المركزية تقول: "وجهة نظرنا هي أن البنوك المركزية تقف الآن في مكانة يتعين عليها فيها استخدام أدواتها لخفض التضخم. وأثناء قيامهم بذلك، نعلم أنه سيكون هناك تأثير غير مباشر على الانتعاش والنمو والأسواق الناشئة في الدول النامية ذات الديون المنخفضة التصنيف ".
نصيحة ودرس
بدأت جورجيفا حياتها المهنية في البنك الدولي عام 1993 كخبيرة في الاقتصاد البيئي، ولطالما كانت من المدافعين عن العمل المناخي. وتقول "أشعر بسعادة غامرة لاستضافة مصر وأبو ظبي [اجتماعات] كوب القادمة، وأعتقد أن هذا سيساعدنا على رفع إمكانية التكيف، لأن الصدمات المناخية في المنطقة مدمرة بالفعل
وفي حديثها عما تعلمته خلال هذه الفترة ، قالت "أهم درس هو أنه عندما تكون في أزمة، ينبغي العمل سريعا لتشخيص ماهية هذه الأزمة".
وأضافت: "أعتقد أن صندوق النقد الدولي كان نموذجًا يحتذى به في تشخيص هذه الأزمة واقتراح التدابير للعالم". الدرس الثاني الذي تعلمته السيدة جورجيفا هو "أخذ زمام المبادرة ومساعدة الفئات الأكثر ضعفًا، والتعافي سريعا من الكبوات، وقد كان الصندوق سريعًا إلى حد كبير في التصدي للجائحة.
والدرس الثالث الذي تحدثت عنه المديرة العامة، والذي وصفته بأنه "ربما يكون الأكثر أهمية" ، هو "التعاون مع الآخرين من أجل بناء القدرة لمواجهة لمزيد من الصدمات. وينبغي أن نكون هذه الجائحة تذكيرا صارخا بأننا في عالم أكثر عرضة للصدمات، وأننا مترابطون، أن هذه الصدمات تعبر الحدود بسرعة كبيرة ".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA=
جزيرة ام اند امز