صندوق النقد يضبط "مزاج" تجار السعادة في الكاميرون.. ما القصة؟
الشوكولاتة والقهوة يتسببان في إسعاد محبيهما ومنحهما طاقة من البهجة، فما بالك بمن ينتج مادتهما الخام في الكاميرون؟
فالكاميرون التي تشتهر بتصدير الكاكاو والبن يبدو أنها بحاجة هي الأخرى لمن يمنحها هذا الدعم بعد ما عانى اقتصادها من تداعيات جائحة كورونا.
دفعة جديدة
ومع توصل بعثة صندوق النقد الدولي في الكاميرون إلى اتفاق مع السلطات الكاميرونية بشأن صرف دفعة جديدة من مساعدات الصندوق للكاميرون والذي تم التوصل إليه في إطار تسهيلات ائتمانية ممتدة من الصندوق ، فمن المنتظر أن يتم صرف الدفعة الجديدة بقيمة 115.7 مليون دولار بعد انتهاء المجلس التنفيذي من المراجعة الأولى لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي في الكاميرون.
ومن المتوقع وصول معدل النمو الاقتصادي للكاميرون خلال العام المقبل إلى 4.5% ثم إلى 4.8% اعتبارا من 2023 وما بعد ذلك، مقابل نمو متوقع بمعدل 3.5% خلال العام الحالي.
في الوقت نفسه فإن الإيرادات النفطية التقديرية للكاميرون خلال العام الحالي أقل من التوقعات الأولية، لكن تحسن الإيرادات غير النفطية نسبيا وتقييد الإنفاق العام سيساهم في تعويض هذا التراجع.
وتستهدف السلطات الكاميرونية تجنب اللجوء إلى تشديد السياسة النقدية لمواجهة التضخم قبل تعافي الاقتصاد من تداعيات جائحة كورونا المستجد، مع خفض عجز الميزانية تدريجيا إلى 3.1% خلال العام الحالي ثم 1.9% خلال العام المقبل ليصبح أقل من 1% في 2024.
كما تستهدف السلطات خفض معدل الدين العام إلى أقل من 50% من إجمالي الناتج المحلي.
والكاميرون دولة تقع في وسط أفريقيا، على الحدود مع تشاد ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والجابون وغينيا الإستوائية والكونغو.
وبدأت الكاميرون في متابعة البرامج التي نصح بها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ابتداءً من الثمانينيات والتي عززت خصخصة الصناعات التي تقلل من الفقر وتزيد من النمو الاقتصادي.
واتخذت الكاميرون خطوات لتشجيع نمو السياحة في البلاد. تشمل الصناعات الرئيسية في الكاميرون الزراعة والتعدين والتصنيع والتجارة والنقل وغيرها.
كان هناك انخفاضا تدريجيا في أهمية الزراعة كمساهم في الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك أساسا إلى نمو صناعة النفط التي بدأت في 1980.
ومع ذلك لا تزال الصناعة الزراعية تلعب دوراً هاماً في الكاميرون، وفي سبعينيات القرن الماضي كان حوالي 9/10 من السكان العاملين في البلاد يعملون في الزراعة، وبعد 30 عامًا انخفضت هذه النسبة إلى النصف تقريبًا.
وبلغت عائدات الزراعة والمنتجات المرتبطة بها حوالي ثلث إجمالي إيرادات الصادرات في البلاد.
وتعد الكاميرون من بين المنتجين الرئيسيين لحبوب الكاكاو في العالم التي تزرع بشكل أساسي في الجزء الجنوبي من البلاد.