كنوز تحت الأرض.. دول تحمي ثرواتها بالتأميم (تحليل)
وسط خوض أمريكا والصين منافسة شرسة للهيمنة على التقنيات الجديدة، تسعى قارة بأكملها لحماية كنوزها.
وذلك عبر التعريفات الجمركية لردع أي محاولة من جانب الطرف الأقوى أمريكا بفرض عقوبات تجارية عليها، هذه القارة هي أمريكا الجنوبية وذلك وفقا لتقرير لموقع مانيج تكنولوجي.
وتشتهر أمريكا الجنوبية، باحتياطاتها من الليثيوم والنحاس، وتعمل على توسيع إمكاناتها في هذا المجال.
وتوفر المنطقة حتى الآن الموارد المعدنية للصين والمستثمرين الأجانب الآخرين، وعلى الرغم من أن تشيلي هي أكبر منتج للنحاس وثاني أكبر منتج الليثيوم، فإن القليل تحقق في إضافة قيمة مضافة في إنتاج وبيع الليثيوم .
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن ابرييل بوريك رئيس تشيلي عن خطة البلاد لتأميم صناعة تعدين الليثيوم لتمكين سيطرة الدولة بشكل أكبر ومنع الاستغلال المفرط من الدول الأجنبية.
ورغم أن تلك الخطة لم يتم تمريرها في البرلمان بعد، فإن الرئيس التشيلي ليس وحده في طموحاته حيث يأتي هذا بعد فترة وجيزة من تأميم المكسيك لصناعة الليثيوم.
كذلك حظرت زيمبابوي صادرات الليثيوم غير المعالجة. وكذلك فرضت إندونيسيا قيودًا على تصدير خام النيكل، وهو معدن أساسي لإنتاج الفولاذ والبطاريات.
التأميم والأمن الاقتصادي
وتسعى كل هذه الدول إلى بناء صناعة تتجاوز مسألة توريد المواد الخام الأولية وذلك من خلال زيادة مشاركة الدولة أو الحد من الصادرات خاصة أن الصناعة التحويلية المحلية لديها القدرة على الازدهار.
واجتذبت إندونيسيا، أكبر منتج لخام النيكل، استثمارات أجنبية كبيرة ضمن قاعدتها التصنيعية بعد أن فرضت قيودًا على تصدير السلعة الأساسية.
ونجحت إندونيسيا في تحقيق استثمارات بالمليارات مثل شركة كاتل الصينية لتصنيع بطاريات الليثيوم وكذلك حققت شركتان من شركات إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية ظهورًا قويا لأول مرة في بورصة إندونيسيا.
وسجلت شركة هاتيا نيكل أكبر طرح عام أولي في إندونيسيا حيث جمعت 672 مليون دولار تلتها شركة ميرديكا باتري التي جمعت حوالي 592 مليون دولار وذلك في نهاية الربع الأول من العام الحالي.
هل يمكن لتشيلي أن تحقق نجاحا مماثلا؟
في الوقت نفسه، هناك محادثات جارية لتشكيل اتحاد الليثيوم من جانب الأرجنتين والبرازيل والمكسيك وبوليفيا، وهو اتحاد من شأنه أن يضع 65٪ من احتياطيات الليثيوم في العالم و 35٪ من الإنتاج الحالي تحت سيطرته.
ويهدف التنظيم إلى توسيع قدرات المنطقة بما يتجاوز تعدين الليثيوم إلى المعالجة وكذلك تطوير التكنولوجيا مثل البطاريات والمركبات الكهربائية.
وبالنظر إلى أن البرازيل تمتلك بالفعل خبرة كبيرة في صناعة السيارات باعتبارها ثامن أكبر منتج للسيارات على مستوى العالم، فهذه الخطوة قادرة على تعطيل الهيمنة الحالية للصين وتعزيز وضع أمريكا الجنوبية كمنافس قوي مع صناعتها المتكاملة.
وهناك بالفعل علامات مبكرة على الاستثمار في تشيلي، حيث أعلنت شركة بي واي دي الصينية أنها ستبني مصنعًا لليثيوم بقيمة 290 مليون دولار في شمال تشيلي.
ويلقي عدم الاستقرار السياسي في أمريكا الجنوبية بظلاله على هذه التطلعات، حيث تعد بوليفيا مثالًا واضحا لأنها تمتلك أكبر احتياطيات من الليثيوم في العالم ، لكن مساهمتها في تطوير الليثيوم لا تُذكر.
وعلى الرغم من الجهود المتكررة لتحفيز صناعة الليثيوم في بوليفيا إلا أن الاضطرابات السياسية في الدولة تركت سياسات الليثيوم والمحادثات مع المستثمرين الدوليين تضيع وقد تؤثر حالات انعدام الأمن الإقليمية على فعالية رابطة الليثيوم في أمريكا الجنوبية.
كيف استجاب السوق؟
بعد إعلان تشيلي ، تراجعت أسهم شركات ألبيمارل وشركة اس كيو ام ، أكبر شركتي تعدين خاصتين في تشيلي حيث انخفضت أسعار الأسهم بنسبة 9٪ و 14٪ على التوالي منذ الإعلان.
وأكد الرئيس بوريك أن الخطة تحترم العقود الخاصة الحالية مع الطموح لإعادة التفاوض بشأن زيادة سيطرة الحكومة. لذلك لا تسعى الخطة إلا إلى تأميم جزئي.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg جزيرة ام اند امز