المحامية المصرية عزة سليمان لـ"العين الإخبارية": قانون الوصاية يتضمن عيوباً جوهرية
تسعى المحامية عزة سليمان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "قضايا المرأة المصرية"، إلى إجراء تعديل تشريعي يستهدف جميع قوانين الأحوال الشخصية.
تعتبر عزة سليمان أن قوانين الأحوال الشخصية في مصر ترتكز على فلسفة ذكورية متوارثة وقديمة لم تعد مناسبة للتطبيق في الوقت الحالي، والتي تؤثر سلبًا على حقوق النساء.
وتشير سليمان في مقابلة مع "العين الإخبارية" إلى أن القوانين المتعلقة بالوصاية والولاية على أموال الأطفال في مصر تعاني من العوار الاجتماعي لعدة سنوات، وأنه يجب علينا إيجاد حلول جديدة تكفل العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة وأطفالهم.
وتشدد سليمان على أهمية تعديل قوانين الوصاية والولاية في مصر، مشيرة إلى أن الأمهات يواجهن صعوبات في المجالس الحسبية، ويعاني أبناؤهن داخل أروقة المكاتب الروتينية التي لم تعد تصلح لاستقبالهم.
وتقدم سليمان اقتراحاتها حول تعديل قانون الوصاية والولاية، مشددة على أهمية دور المجلس الحسبي في الحفاظ على أموال القصر وحقوق الأمهات والأطفال.
هل هناك ما يستدعي تغيير قانون الوصاية على الأطفال القصر؟
نحتاج إلى توضيح..
بشكل عام، يعتبر القانون المصري في كل القوانين المتعلقة بالأسرة المرأة كوعاء والرجل هو المسؤول عن الإنفاق، وهذه الفلسفة هي محل خلاف.
لذلك، فإن القوانين الخاصة بالأحوال الشخصية، بما في ذلك قانون الوصاية على الأطفال القصر، بالتأكيد لا تصلح ويجب إعادة صياغتها بشكل يتوافق مع متطلبات وتغيرات العصر.
هناك مشكلات كبيرة تحدث لأن الولاية التي تذهب إلى الجد مباشرة بقوة القانون، تجعله يستحوذ على كل المقدرات المالية المتعلقة بالقصر، وبهذا تكون تركة الأب المتوفي في يد الجد أو العم، وتبقى الأم حتى ولو حصلت بعد ذلك على الوصاية في دوامة غير منتهية مع الجد والأعمام وكل ما هو ذكر في أسرة زوجها المتوفى.
هل يمكنك ذكر أمثلة على تدخل الجد والعم في حياة الأم بعد وفاة الزوج؟
بالطبع، عندما يكون الجد هو الموكل بالوصاية على الأطفال، فإن الأم يُمكن أن تُقيد حريتها وتُجبر على العيش في منزل زوجها المتوفي ويتم التحكم في حركتها وتصرفاتها. وورد إلينا العديد من شكاوى النساء المتضررات من التحكم الكبير الذي يمارسه الجد والأعمام في حياتهن.
عودة إلى قانون الأحوال الشخصية، هل لديك مقترحات للتعديل؟
نعم، لدينا مشروع قانون يهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، طالما كانا في نفس المركز القانوني. وسيسهل هذا المشروع بالتأكيد على الطرفين التعامل مع التنازعات الناشئة بينهما، وخاصة فيما يتعلق بوصاية الأم على أطفالها في حالة وفاة زوجها، على غرار الوصاية التي يتمتع بها الأب على أولاده في حالة وفاة الأم.
وما أبرز ملامح القانون المقترح من جانبكم؟
لكن ما تقولينه يتعارض مع القانون الحالي المستمد من الشريعة الإسلامية
هل من المنطق أن يُحجز حق الولاية للجد والأعمام بدلاً من الأم في حال وفاة الأب، رغم أن الأم شريكة في إنجاب الأطفال؟. أدرك أن هذا الرأي قد يواجه اعتراضات، ولكني أتحدث بمنطقية تهدف إلى إيجاد حلول حقيقية للمشكلات التي يعاني منها المجتمع يوميًا.
إذا استمر الحال كما هو الآن، ما المادة التي تستوجب تدخلاً تشريعياً عاجلاً لتعديلها؟
حدثينا عن أبرز مشكلات النساء مع المجلس الحسبي..
علينا أن نعترف أن هناك تطوراً كبيراً في أداء المجالس الحسبية على مستوى الجمهورية، في ما يتعلق بتيسير الصرف، لكن يظل هناك أمران مهمان يجب مراعاتهما؛ أولاً الحالة الإنشائية لأبنية المجالس الحسبية سيئة للغاية وتضر بالحالة النفسية للأطفال القصر، والثاني هو شكوى النساء من المعاملة السيئة في بعض الأحيان.