لوبان.. تاريخ عائلي من الإخفاق في الوصول للإليزيه
والد المرشحة بانتخابات الرئاسة الفرنسية ماري لوبان ترشح مرتين للرئاسة ولكنه فشل في الوصول للإليزيه.
نجحت رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي جرت مطلع الشهر الجاري، وصعدت في منافسة مع المرشح المستقل، إيمانويل ماكرون، إلى الجولة الثانية المقررة في 7 مايو/أيار.
وبحسب استطلاعات الرأي، تتصاعد فرص فوز المرشح المستقل ماكرون بالفوز في الجولة الثانية، تحدياً كبيراً أمام لوبان وعائلتها التي فشلت دائماً في أكثر من مرة الفوز بكرسي الإليزيه.
جان ماري لوبان.. والد مارين لوبان الرئيسة الحالية للجبهة الوطنية، أسس جان حزب الجبهة الوطنية المنتمي إلى أقصى اليمين وأصبح رئيسه من سنة 1972 حتى 2011.
ترشح مرتين للرئاسة ولكنه فشل، ففي انتخابات عام 2002 حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، ولكن منافسة جاك شيراك استطاع هزيمته، وقبل الانتخابات بأيام رفض شيراك إجراء مناظرة معه خوفاً من "تطبيع الكراهية وعدم التسامح".
وفي انتخابات عام 2007 ترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية، ولكن الهزيمة كانت قاسية، حيث خرج من الجولة الأولى بعد أن حصل على نسبة 10 بالمائة.
هزيمة والد لوبان جعلته يمتنع عن تكرار المحاولة، ولكن العائلة لم تيأس من محاولات الوصول إلى الإليزيه.
مارين لوبان قررت في عام 2012 تكرار محاولات والدها الفاشلة، ولكنها سارت في نفس الاتجاه، حيث حصلت في الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية حينها على 14 في المائة من الأصوات، وحلت ثالثة خلف الرئيس الحالي فرنسوا هولاند.
بعد خسارتها في عام 2012، لم تيأس لوبان من تكرار التجربة مرة أخرى، ودافعت عن الأفكار التي تتبناها الأحزاب اليمينية ليس في فرنسا فقط، بل في دول أوروبا كافة، وسعت إلى تشكيل تحالف قوي بين الأحزاب اليمينية مثل «الجبهة الوطنية» و «التحرر النمسوي» و «فلامس بيلنغ البلجيكي» لضمان السيطرة على البرلمان الأوروبي.
وعُرفت بمواقفها ضد المهاجرين، مثل والدها ودعوتها إلى ترحيل غير الشرعيين منهم، إذ يقوم مبدأها على أساس الأولوية لمن يحملون الجنسية الفرنسية، شعار متطابق لوالدها الذي كان دائماً يعلن أن فرنسا للفرنسيين فقط.
سمعة سيئة اكتسبها الحزب وهو التطرف والمعادة للسامية، مما أدى إلى قيام لوبان في أغسطس/آب الماضي، بفصل والدها مؤسس حزب «الجبهة الوطنية»، من أجل تعزيز فرصتها في مسعاها إلى الترشح للرئاسة في عام 2017 .
وتحاول لوبان، التي تسلمت القيادة من والدها في 2011، تغيير صورة الحزب وتحويله إلى قوة مناهضة للهجرة ومشككة في الاتحاد الأوروبي تسعى إلى تطبيق سياسات الحماية التجارية.
ومن ناحية أخرى، اتهم جان ابنته بتدبير مؤامرة ضده ولجأ إلى القضاء، إلا أنه فُصل من الحزب نهائياً في أغسطس/آب الماضي، لتخلو لابنته «الوريثة السياسية» زعامة الحزب.
المحاولة الثانية للوبان الابنة حققت فيها مفاجئة مثل محاولة والدها في عام 2002، حيث استطاعت لوبان الصعود إلى الجولة الثانية للانتخابات، لتصبح أقرب إلى قصر الإليزيه، ولكن مع زيادة فرصتها هل تسطيع لوبان النجاح في مشوار الإليزيه، لتسدل الستار عن فشل عائلتها المستمر خلال السنوات الماضية.