محللون غربيون: خطة السلام طوق نجاة لترامب ونتنياهو
مجلة "لوبوان" الفرنسية تقول إن صفقة القرن هدية ترامب لنتياهو في توقيت حرج للاثنين ضمن حملاتهما الانتخابية.
قال محللون غربيون، الثلاثاء، إن خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي المعروفه بـ"صفقة القرن" هدية منه إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وطوق النجاة لكليهما.
وأكدوا لمجلة "لوبوان" الفرنسية أن "صفقة القرن" لم تحترم الأساسيات المعروفة لحل"عادل ودائم" للقضية الفلسطينية، كما تضفي الطابع الرسمي على احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية مدى الحياة.
وأوضحت أن ذلك الإعلان المفاجئ، يأتي قبل شهر واحد من الانتخابات التشريعية الثالثة في إسرائيل خلال عام، مشيرة إلى أن ترامب دعا المتنافسين فيها (نتنياهو وبيني جانتس) إلى البيت الأبيض، ليقدم لهم خطة سلام جمّد إعلانها لمدة ثلاث سنوات.
وأضافت "لوبوان" أن دلالة التوقيت أيضاً بإعلان ترامب الصفقة بجانب رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو تأتي عشية تاريخ حاسم في إسرائيل، إذ بدأت اليوم الثلاثاء، لجنة برلمانية بالكنيست في دراسة طلب الحصانة البرلمانية لنتنياهو، المتهم بـ"الفساد" في 3 قضايا تهدد مستقبله السياسي.
وتابعت: "في الوقت نفسه، تجري واشنطن محاكمة دونالد ترامب، المتهم باستخدام صلاحيات رئاسية واستغلال النفوذ لإجبار أوكرانيا على التحقيق مع منافسه الديمقراطي جو بايدن في واشنطن".
ونقلت المجلة الفرنسية عن الباحث في معهد الاستشراف والأمن في أوروبا دايفيد خالفا، وقوله: "عندما ننظر إلى التسلسل الزمني الانتخابي، نرى بوضوح استعدادا من جانب ترامب ونتنياهو لمساعدة بعضهما".
ورأى خلفا أن هناك شكوكا حول رغبة نتنياهو بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، لوضع مصيدة لخصمه بيني جانتس، وهو سبب دعوته لواشنطن، لتوضيح التقارب بين الرجلين مما قد يؤدي إلى تشكيل حكومة موحدة بين حزبي نتنياهو وجانتس، وهو السبيل الوحيد لخروج نتنياهو من الأزمة.
ولفت الباحث الأوروبي إلى أن "جانتس" زعيم حزب الوسط "أزرق أبيض" الإسرائيلي لعدم قدرته على رفض الدعوة الرئاسية الأمريكية، استسلم في النهاية بشرط مقابلة ترامب بشكل منفصل، والمغادرة في اليوم التالي إلى إسرائيل".
وتابع خلفا: "لقد نجح جانتس في تخليص نفسه من موقف كان من شأنه أن يعطي نتنياهو مخرجًا للتفاوض على اتفاق سلام وتحديد الحدود المستقبلية لدولة إسرائيل"، موضحاً أنه "سيعود إلى إسرائيل للتصويت ضد الحصانة البرلمانية لنتنياهو، الذي يقوم بحملة لإنهاء حكمه".
وأشارت المجلة إلى أنه قبل الإعلان لم تكن التفاصيل الدقيقة معروفة بعد، إذ لم تذكر الصفقة قيام دولة فلسطينية، ولا سيادة فلسطين على القدس الشرقية، ولا تفكيك المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي".
وتابعت: "باختصار، لم تحترم وثيقة صفقة القرن الأساسيات المعروفة لحل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، كما هو موضح في قرارات الأمم المتحدة التي أكدت ضرورة إقامة دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، وفقا لحدود عام 1967، على أن تكون القدس عاصمة للبلدين".
وأضافت: "بل بالعكس شملت خطة ترامب امتيازات لصالح الإسرائيليين بضم المستوطنات الضفة الغربية وأيضاً الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على غور الأردن، مقابل استثمارات بقيمة 50 مليار دولار لتنمية البنية التحتية في الضفة وغزة".
من جانبه، حذر مصدر دبلوماسي، مقرب من الملف للمجلة الفرنسية أنه: "حال رفض الفلسطينيين قبول الصفقة فإنه سيكون بمثابة ضوء أخضر لضم جزء من الضفة إلى إسرائيل بشكل تلقائي".
وأضاف، طالبا عدم الكشف عن هويته، أنه"منذ البداية، تهدف إدارة ترامب إلى إضفاء الشرعية على الاستعمار، وفي نهاية المطاف ضم الأراضي الفلسطينية، التي تمثل محور تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف".
بدوره، قال الباحث بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية المتخصص في شؤون المغرب العربي والشرق الأوسط هيو لوفات: "إن الصفقة بمثابة تقنين الوضع الفعلي على أرض الواقع"، موضحاً أن نتنياهو وعد خلال حملته بضم إسرائيل لجزء من الضفة الغربية.
وتابع أن "هذه الخطة تخاطر بإضفاء الطابع الرسمي على واقع الفصل العنصري بالنسبة للفلسطينيين وتعريض مستقبل إسرائيل للخطر كدولة يهودية ذات غالبية يهودية".
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز