قيادي سوداني يهاجم خطاب السلطة «المعادي».. ويثمن جهود الإمارات الإنسانية
هاجم قيادي سوداني في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، ما وصفه الخطاب "المعادي" الذي تتبناه سلطات المجلس العسكري في بلاده تجاه الدول الجارة والشقيقة، مثمنا جهود الإمارات الإنسانية لدعم السودان.
القيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، محمد عبد الحكم، قال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "حديث مندوب سلطة الأمر الواقع في بورتسودان في الأمم المتحدة حيال دول جارة وشقيقة، كدولة الإمارات وتشاد، وقبلها شن أحد جنرالات الجيش هجوما قاسيا على كينيا وإثيوبيا ورواندا، واستعداء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، هو أمر لا يمت بصلة للدبلوماسية السودانية التي عرف عنها ما قبل نظام الإخوان المسلمين الإرهابي، الحكمة والحصافة".
ومؤخرا، أثارت مزاعم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة بشأن مساندة بعض الدول لقوات "الدعم السريع" خلال الحرب الجارية انتقادات وردود فعل غاضبة من دول جوار السودان.
وأضاف عبد الحكم "ما حدث منذ وصول الإخوان للسلطة قبل أكثر من ثلاثة عقود، واستمر عقب انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وإعادة قائد عام الجيش عبدالفتاح البرهان لفلول النظام البائد للسلطة من جديد (في إشارة لنظام البشير)، جعل دبلوماسية السودان تعود مرة أخرى للعنتريات الجوفاء وسب الأشقاء والأصدقاء، في مخالفة للعرف الدبلوماسي السوداني".
وأكد القيادي السابق في تحالف "قوى الحرية والتغيير" الذي كان أحد مكونات الحكومة السابقة، أن "الشعب السوداني يرغب في تطوير الصلات مع الدول الشقيقة خاصة في خضم أزمة إنسانية طاحنة وفقدان للبنى التحتية"، متسائلا: "كيف بمناديب سلطة الأمر الواقع يعادون الأشقاء وكل العالم؟".
ما يحدث "يؤكد أن هذه السلطة لا تأبه لمصالح الشعب السوداني البتة، بل تمشي على نهج النظام الإسلاموي الإرهابي الذي أطاحت به ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة، وإعادة انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) المشؤوم"، وفق القيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم).
وعن الأوضاع بالسودان، أوضح عبد الحكم أن "وضع الشعب المأساوي مع إطالة أمد الحرب العبثية، يحتاج غوثا عاجلا من المجتمع الدولي ومنظماته المعنية، كما يحتاج السودان إلى محيطه العربي والأفريقي لحشد طاقاته من أجل تلافي الكارثة الإنسانية التي تمر بالشعب السوداني".
ومضى قائلا: "نثمن جهود الدول الصديقة والشقيقة التي قدمت دعمها لشعبنا على المستوى الإغاثي الانساني، وبينها في مقدمة المساندين لشعبنا على مستوى الاحتياجات الإنسانية، دولة الإمارات والسعودية وقطر، وهي التي أوفت بجزء من تعهداتها بالمؤتمر الإنساني لدعم السودان".
وعن دور الإمارات، أكد أنها "ساهمت بجزء كبير من تعهدها البالغ مائة مليون دولار عبر إسناد إنساني بجسور عديدة للدعم الإنساني، كما شهدنا أيضا توقيعها قبل أيام قليلة أيضا لمذكرات تفاهم بينها ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة، ويونيسيف، من أجل المساهمة في الحد من الأزمة الإنسانية في السودان ودعم الأشخاص الأكثر تأثراً بحرب 15 أبريل/نيسان العبثية".
وتابع "ولا نزال نطمع كسودانيين من كل الدول الصديقة والشقيقة أن توسع مظلة الدعم الإنساني لتلبية الاحتياجات العاجلة و الضرورية لشعبنا المنكوب".
وشهدت الآونة الاخيرة، توقيع دولة الإمارات عدة اتفاقيات تسارع بها الخطى لدعم أبناء النيل إنسانيا عبر دبلوماسية رائدة وحكيمة تستهدف معالجة شاملة للأزمة الإنسانية في السودان من مختلف جوانبها، عبر تقديم جميع أنواع المساعدات ولا سيما الغذائية والصحية والتنموية والعمل على حماية النساء والأطفال وتوفير سبل العيش والمأوى في حالات الطوارئ، خاصة للفئات الضعيفة من المتضررين من الأزمة.
وتتدفق تلك المساعدات كنهر عطاء ينبع من دار زايد لإغاثة أهل السودان، الذين يعانون أشد المعاناة جراء الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو اشتباكات (حميدتي).
ويواجه 17.7 مليون شخص في السودان و7.1 مليون شخص في جنوب السودان انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة الحرب في السودان؛ وللمساعدة في التخفيف من هذه الأزمة، خصصت دولة الإمارات مساعدات بقيمة إجمالية قدرها 25 مليون دولار أمريكي بواقع 20 مليون دولار للسودان، و5 ملايين دولار أمريكي لجنوب السودان.
وقبلها وقعت دولة الإمارات اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، تدعمها بموجبها بـ5 ملايين دولار لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان ومنع خطر المجاعة الوشيك.
كما وقعت دولة الإمارات، اتفاقية أخرى مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، لتخصيص مبلغ 5 ملايين دولار، لدعم صندوق السودان الإنساني (SHF).
وتعد تلك المساهمات جزءا من التزام أوسع بقيمة 70 مليون دولار، خصصته الإمارات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
ويمثل هذا التمويل جزءا كبيرا من تعهد دولة الإمارات، الذي أعلنت عنه خلال مشاركتها في "المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة"، الذي عقد في باريس أبريل/نيسان الماضي، الذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار.
ويأتي هذا بالإضافة إلى 130 مليون دولار سبق أن قدمتها الإمارات كمساعدات منذ اندلاع الأزمة.
وبتلك المساعدات ترتفع قيمة المساعدات الإماراتية للسودان منذ بدء الأزمة الحالية إلى أكثر من 230 مليون دولار، فيما ترتفع قيمة المساهمات الكلية المقدمة من دولة الإمارات إلى السودان، خلال الأعوام العشرة الماضية إلى ما يزيد على 3.5 مليار دولار.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز