وفاة زعيم شعب زولو.. ملك من دون مملكة وزوج لـ6 نساء
نصف قرن على العرش، حظي ملك شعب الزولو جودويل زويليتيني، الذي توفي الجمعة بجنوب أفريقيا بتكريم الملايين، لكنه اعتمد نهجا جدليا.
هذا الملك المجرّد من أي سلطة والمعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، كان يملك نفوذا روحيا على أكثر من أحد عشر مليون شخص من شعب زولو، أكبر مجموعة إتنية في البلاد.
ويعترف دستور جنوب أفريقيا بالزعماء التقليديين الذين يحتفظون بدور رمزي كبير في البلاد.
وكان زويليتيني الذي توفي فجر الجمعة بعد أسابيع عدة في المستشفى، يعاني مرض السكري.
وسارع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا إلى الإشادة بالملك الراحل، واصفا إياه بأنه "رمز هام في تاريخ وثقافة وتراث" البلاد.
واعتلى جودويل زويليتيني المولود في مدينة صغيرة بمقاطعة كوازولو ناتال (شمال شرق)، العرش في سن الثالثة والعشرين عقب وفاة والده الذي كان شديد التعلق به.
وفي 1971، في أوج سطوة نظام الفصل العنصري، أصبح زويليتيني ثامن ملوك الزولو وأحد أشهر الزعماء التقليديين في جنوب أفريقيا.
وفي السنوات الأخيرة، أثار جودويل زويليتيني الجدل بتصريحات كثيرة معادية للأجانب، وأصدر أمراً عام 2015 يقضي بترحيل المهاجرين الأفارقة، محمّلا إياهم المسؤولية عن "تنامي الفوضى" في البلاد.
وأثارت التصريحات صدمة تخطت الحدود واتُّهم على إثرها الملك الذي كان يرتدي دائما ملابس تقليدية من جلود الحيوانات، بالتسبب بموجة هجمات عنصرية أدت لمقتل سبعة أشخاص وتهجير الآلاف.
وهو رد على هذه الاتهامات، مؤكدا أن هذه التصريحات أُخرجت من سياقها، وقال "لو كان صحيحا أني دعوت الناس للتقاتل، لكان البلد برمته تحوّل إلى رماد".
وبادر غودويل زويليتيني، سليل الزعيم القوي شاكا الذي قاد شعب زولو حتى اغتياله في 1828، إلى إعادة ما يُعرف برقصة العذارى أو "أومهلانغا" في ثمانينات القرن العشرين.
وخلال ثمانية أيام، تقطع فتيات يافعات بزي تقليدي وبصدر عارٍ القصب ويرقصن حول المقر الملكي. وحدهن الفتيات العذارى يشاركن في هذه الطقوس إذ يُمنع على النساء "المدنّسات" قطع القصب.
وفي 2018، خاض غودويل زويليتيني مواجهة قضائية مع الحكومة رفضا لمصادرة جزء من الأراضي الملكية باسم إعادة توزيع الأملاك لمصلحة السود المحرومين خلال حقبة الفصل العنصري.
وحذر من أن المسّ بأراضي مملكته "سيفتح أبواب جهنم"، وهو المدير الوحيد لـ2,8 مليون هكتار من الأراضي الملكية بواسطة صندوق ائتمان.
وقبل أول انتخابات ديموقراطية في البلاد العام 1994، أثار مخاوف كثيرة خصوصا في حزب نلسون مانديلا بعدما جمع آلاف الرجال المسلحين بالعصي في شوارع جوهانسبرغ.
وهو كان يعيش حياة باذخة في قصور عدة، مع ست زوجات وحوالى ثلاثين ولدا، كما كان يستفيد من موقعه مع دخل سنوي من الدولة تقرب قيمته من أربعة ملايين دولار.