نحن نذكّرهم بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «الإمارات بلد الجميع، وقد حاولنا بناء نموذج ناجح، وتجربتنا وأبوابنا وكتبنا ستظل مفتوحة للجميع».
أبدأ هذا المقال بنقل خبر تأثر به كثيراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث غرد سموه بقوله: «أظهرت أحدث وأكبر دراسة للشباب العربي في 17 دولة عربية لصالح أصداء بي سي دبليو أن نصف الشباب العربي تقريباً يفكر بالهجرة من بلده. مؤلم أن ترغب نصف ثرواتنا العربية بالهجرة»، عندما تستخدم شخصية قيادية فذة مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كلمة مؤلم، فهو يعني هذه الكلمة بكل ما تحمله من معان، ومن عرف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن قرب يعرف أنه قائد محب لوطنه العربي الكبير. وقد برر سموه سبب هذه الهجرة للعقول العربية بالفساد الذي استشرى في بعض الدول العربية حيث غرد سموه معلقا على الدراسة بقوله «أشار الاستطلاع أيضاً إلى أن 77% من الشباب العربي يعتقدون بوجود فساد حكومي في بلدانهم، و87% منهم قلقون بشأن البطالة في بلدانهم. ونقول إذا فسدت الحكومات خربت البلاد وقل أمنها وتركها أهلها».
عندما يتولى الضعاف والمفسدون مناصب مؤثرة في أوطانهم، يستقطبون حولهم من دار في فلكهم من أصحاب العقول الفاشلة والضمائر الغائبة الذين يتلخص جل همهم في الثراء الفاحش، ولو كان على حساب الوطن، تفكيرهم جعلهم معول هدم في إداراتهم، وبسببهم ضاعت فرص الإبداع وتحطم المبدعون أمام بوابات من لا يثقون بعقول أبناء أوطانهم، لذلك يستأجرون عقولاً أجنبية أوهمتهم أنهم سر النجاح والإبداع وبيدهم مفاتيح الفلاح، بيد أن الواقع العملي الذي تعيشه بعض الدول العربية بيّن لنا أن الأوطان لا تبنيها إلا عقول أبنائها الشجعان الذين قدموا مصلحة الوطن على الحسابات الخاصة، لكن لهذه العقول العربية المبدعة نفس قد يضيق بهم مما أدى إلى انقسامهم إلى صنفين عقول مهاجرة وأخرى مهجورة، أما العقول المهاجرة فهي التي بعدما كلت وملت من الأبواب المغلقة والعقول الخربة وجدت ضالتها في دول فتحت لها أبواب الهجرة، لأن هذه الدول المستقطبة للعقول المبدعة تعلم أن الثروة الحقيقية التي لا تنضب ليست ثروة المال أو ما تخرجه الأرض من خيراتها، ثروة العقول كلما أخذت منها تضاعف المنتج، وزاد في رونقه وجماله وزادت بسببها الاستثمارات المالية العائدة عن تلك العقول غير التقليدية. أما الصنف الثاني من العقول، فهي العقول المهجورة، والتي بعدما أدخلها الفساد في ظلمات بعضها فوق بعض، هجعت في كهف التفكير المجرد، وباتت تحاصرها الشكوك في مستقبلها. وبما أنني بدأت المقال بخبر مزعج عن الوطن العربي، إليكم في ختام المقال ما يسر الناظرين: فقد بينت الدراسة نفسها «أن الإمارات هي البلد المفضل للعيش ل46% من الشباب العربي تليها الولايات المتحدة 33%، ثم كندا وبريطانيا وألمانيا. ونحن نذكّرهم بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «الإمارات بلد الجميع، وقد حاولنا بناء نموذج ناجح، وتجربتنا وأبوابنا وكتبنا ستظل مفتوحة للجميع». شكرا لقيادة الوطن التي جعلت الإمارات واحة غناء تسر العقلاء.
نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة