بالصور.. تعرف على "كوينزلاند": جنة أستراليا الساطعة
تقع ولاية كوينزلاند في شمال شرق أستراليا وتعتبر ثاني أكبر الولايات من حيث المساحة والثالثة من حيث عدد السكان.
ولاية الشمس الساطعة
وتشتهر ولاية كوينزلاند باسم ولاية الشمس الساطعة؛ نظرا لتمتعها بالطقس الدافئ ويقع جزء كبير منها في المنطقة الاستوائية.
هذه التجربة الفريدة سوف تلمسها في هذا التقرير مع جولة مع "آرون بورت" والذي يقف تحت مظلة كثيفة من الأوراق، ويبحث بعيونه الداكنة عن الأعشاش، التي يستقر بها النمل الأخضر، ولكنه لم يعثر على هذه الأعشاش على الرغم من أن النمل يزحف على يديه وذراعيه.
وبعدما أمسك "آرون بورت" بنملة كبيرة قام بابتلاعها في فمه على الفور ولكن بورت لم يكن من فئة حيوانات أكل النمل بل هو قروي يعيش في هذه الولاية ويقول أن النمل الأخضر طعمه مثل الليمون، ويوضح أن تأثيرها أكثر أهمية من مذاقها؛ حيث يعمل النمل الأخضر على إزالة آلام الحلق وأعراض نزلات البرد.
وخلال هذه الجولة ينقل "آرون بورت" المعرفة، التي اكتسبها من أجداده على مر الأجيال، وينتمي "آرون بورت" إلى قبيلة "كوكو يالانجي"، وهم من السكان الأصليين، الذين يعيشون في شمال ولاية كوينزلاند الاستوائية؛ حيث تلتقي الغابات الاستوائية المطيرة، التي ترجع إلى آلاف السنين، بالبحر.
وأكد "آرون بورت" أن الغابات الاستوائية المطيرة تزخر بالكثير من النباتات، التي تساعد في التخفيف من الآلام وعلاج الأمراض، وأشار إلى أن الورقة الطويلة لشجيرات النخيل اللولبي، والتي تكون خشنة الملمس من الجانب الداخلي، يتم ربطها حول الرأس بواسطة خيط، لكي تقوم بمهمتها الطبيعية والتخفيف من الصداع، وأوضح أن الملمس الخشن للورقة من الداخل يعمل بنفس طريقة التدليك ويخلص المرء من الصداع.
قدرات علاجية للأشجار
ويتعرف السياح من خلال جولات التنزه Walkabout Tours حول منطقة "بورت دوجلاس"، والتي يتم تنظيمها برفقة السكان الأصليين، على القدرات العلاجية للأشجار والشجيرات، التي تنمو في المنطقة الاستوائية.
علاوة على أنه يمكن للسياح الاستمتاع بمشاهدة مكثفة للنباتات الطبيعية من خلال ركوب تلفريك "كيرنز سكايريل"؛ حيث تتحرك مقصورات الركاب فوق قمم الأشجار في الغابة المطيرة.
أقدم غابة إستوائية على الأرض
وأوضح العلماء أن هذه الغابة المطيرة قد نشأت قبل 135 مليون سنة، وتعتبر أقدم غابة إستوائية على كوكب الأرض، وهو ما دفع منظمة اليونيسكو لتسجيلها ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي خلال حقبة الثمانينات من القرن المنصرم.
وبالقرب من محطة التلفريك "ريد بيك" يوجد مسار يمر عبر الغابة الكثيفة، وتنمو الأشجار والشجيرات في جميع الاتجاهات بحثا عن أشعة الشمس، وفي المنطقة الداخلية، على مسافة 250 كلم إلى الجنوب الغربي من كيرنز تظهر أجواء مختلفة تماما عن الغابة المطيرة.
كهوف الحمم البركانية
ويتم الترويج لمحمية "أوندارا فولكانيك" الطبيعية من خلال ما يعرف باسم معايشة أوندار؛ حيث ينطلق السياح في تجربة قيادة انطلاقا من منطقة "ماريبا" مرورا بمساحات شاسعة ليس بها أي شيء، حتى يصلوا إلى كهوف الحمم البركانية، والتي تكونت منذ آلاف السنين، ويلاحظ السياح اختفاء الغابة المطيرة عن المشهد وحلت محلها البيئة القاحلة، التي لا ينمو بها سوى أعداد قليلة من أشجار الأوكالبتوس والشجيرات المتناثرة، كما يظهر بها تلال النمل الأبيض الضخمة، كما تحولت الأرض من اللون الأخضر إلى الطبيعة الرملية وأصبحت أكثر احمرارا على غرار جميع المناطق النائية، التي تفتقر إلى مظاهر الحياة.
وتصطحب "سونيا فارديل" السياح في جولات استكشافية؛ لأن الدروب والمسارات الرملية، التي تمر عبر السافانا ليست مفتوحة أمام الجمهور، وخلال هذه الجولات يتعرف السياح على الكهوف، التي ظهرت مع ثورات البراكين قبل أكثر من 190 ألف سنة؛ حيث تدفقت الحمم البركانية عبر قاع النهر، وهو ما أدى إلى إنشاء نظام أنفاق تحته، وقد تدفقت الصخور الساخنة عبر هذه الأنفاق بطول 160 كلم، ويمكن للسياح في محمية أوندارا الوصول إلى بعض أجزاء من هذه الأنفاق والتجول فيها لبعض مئات من الأمتار في أقسام الكهوف المختلفة.
مشاهدة الجرابيات
وفي طريق العودة من قرية العطلات إلى موقع تناول الإفطار، قد يتوافر أمام السياح فرصة لمشاهدة حيوانات الكنغر أو الولب أو الباديميلون أثناء مرحها في العشب الطويل، وتستمر هذه الجرابيات في شد أعناقها في فضول لمشاهدة الزوار القادمين إليها، وعادة ما تحمل الأمهات من هذه الحيوانات صغارها في الجراب.
وأشارت مارجيت سيانيلي إلى أن الأمهات الجرابيات تنجب صغارا كل عام، وتتولى مارجيت سيانيلي إدارة لودج "لومهولتز" في منطقة "آبر بارون"، والتي تقع على الطريق من أوندارا في اتجاه الساحل، وقد هاجرت المواطنة الألمانية إلى أستراليا منذ 50 عاما وتستقبل السياح، الذين يفضلون أن يكونوا على مقربة من الحيوانات، وتبدأ الغابة المطيرة بالفعل من أمام شرفتها.
حاجز الشعاب المرجانية
وعند العودة إلى البحر يشاهد السياح إحدى عجائب الطبيعة؛ حيث يمتد حاجز الشعاب المرجانية لمسافة 2300 كلم من بابوا غينيا الجديدة إلى ولاية كوينزلاند، ويتكون هذا الحاجز المرجاني من حوالي 2900 منطقة فردية من الشعاب المرجانية وحوالي 900 جزيرة، وتعتبر هذه المنطقة من أكثر النظم البيئة تعقيدا على سطح الأرض بسبب تنوع البيئات الطبيعية بها.
وتمر الشعاب المرجانية بأوقات عصيبة حاليا؛ حيث أوضح تيس كونكانون، عالم الأحياء البحرية، قائلا: "هناك أجزاء من الشعاب المرجانية تتعرض للموت". وعلى الرغم من كل هذه المخاطر الحادة فإنه يعيش في المياه الدافئة، التي تبلغ درجة حرارتها 27 مئوية، حوالي 10% من جميع الأسماك المعروفة في العالم في الحاجز المرجاني العظيم في المنطقة الواقعة بالقرب من الجزيرة الخضراء وقبالة سواحل كيرنز.
ويمكن للسياح في هذه المنطقة الاستمتاع بالسباحة والغوص وسط الشعاب المرجانية، التي تعد جزءا من التاريخ القدم للسكان الأصليين في أستراليا، والذين يعيشون هنا في جنوب المحيط الهادئ منذ آلاف السنين.