باحثون: تعلم أكثر من لغة يحمي من "الأمراض العقلية"
باحثون يؤكدون أن تعلم لغة ثانية يحسن الصحة العقلية ويحفز مناطق عديدة في المخ
يمكن أن يكون تعلم لغة أجنبية مصدراً للفخر دون أدنى شك، فبغض النظر عما إذا كنت تحتاج اللغة لاستخدامها خارج بلدك أو أنها ضرورية في حياتك اليومية، فهي تمكنك من فهم ثقافات مختلفة، وتساعد في تحسين الصحة العقلية.
باحثون توصلوا في دراسة جديدة إلى أن تعلم لغة ثانية يحسن الصحة العقلية ويحفز مناطق عديدة في المخ، فضلاً عن أنه يقلل من الانحدار المعرفي والخرف عند التقدم في العمر.
وأشار البحث إلى أن تمرين العقل أثناء تعلم لغة جديدة، يشبه ممارسة التمارين الرياضية، وبالتالي يعزز قوته، وللاستمتاع بأفضل حالة صحية للعقل يعتقدون أنه ينبغي على متعلمي اللغات ممارسة مهاراتهم اللغوية 5 ساعات تقريباً أسبوعياً، وهو نفس الوقت الذي ينبغي أن نخصصه للنشاط البدني.
وحسب دراسة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا عام 2011، يحسن تعلم اللغات بحفظ الكلمات ونطقها، حالة الذاكرة بشكل عام، ووفقاً لهذه الدراسة أيضاً فإن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة، لديهم قدرة أفضل في فهم المعلومات غير المترابطة وتحديد الأولويات في المهام.
موقع نت دكتور البريطاني، أكد أنه حتى إذا لم تصل تعلم اللغة إلى حد المهارة، يظل احتمال تحسين صحتك العقلية قائماً، كما أنها تساعد على الحد من الخرف الذي تظهر أعراضه الأولى في العام الواحد والسبعين، لكن إذا كان الشخص يتعلم لغة ثانية، فيمكن أن تتأخر ظهور هذه الأعراض إلى الخامسة والسبعين.
ويرجع الباحثون السبب في ذلك إلى تحسن استخدام الذاكرة ومستويات الانتباه لدى الأشخاص أثناء تحدث لغة أخرى، حيث إن تعلم لغة ثانية يساعد في التأقلم بصورة أفضل مع خلايا المخ المفقودة أو ما يطلق عليه التراجع المعرفي أو الإدراكي.
ومن ثم لا يعتبر السن عذراً لعدم تعلم لغة جديدة، ويمكنك الاستفادة بتعلم اللغات في أي سن، لكن كلما كنت أكبر، كان ذلك أفضل! وهو ما يتنافى مع الشائعة التي تقول إن الأطفال أكثر استيعاباً واستعداداً لتعلم اللغات.