مظاهرات لبنان.. دعوات للاعتصام واعتداءات وقطع طرق
آلاف اللبنانيين واصلوا احتجاجاتهم على سوء الأوضاع المعيشية لليوم الثالث على التوالي، وسط دعوات للاعتصام وقطع الطرق.
واصل آلاف اللبنانيين، السبت، احتجاجاتهم على سوء الأوضاع المعيشية ورفضاً لإقرار الحكومة فرض ضرائب جديدة، وذلك لليوم الثالث على التوالي.
- السنيورة: بقاء السلطة بيد "حزب الله" لن يحل أزمة لبنان
- مسلحون يعتدون على متظاهرين جنوب لبنان طالبوا باستقالة بري ونواب "حزب الله"
وشهد اليوم الثالث من المظاهرات أحداثاً عدة كان أبرزها قطع طرق ونصب خيام بعدد من الساحات للاعتصام وتزايد أعداد المحتجين، فضلاً عن استمرار الأزمة السياسية.
ساحتا الشهداء والنور
وفي وسط ساحة الشهداء بوسط بيروت، توافد المزيد من الدراجات النارية إلى الساحة، فيما لا يزال المتظاهرون يدعون الناس عبر مكبرات الصوت إلى الانضمام للساحة.
وامتلأت المنطقة بالمتظاهرين من أمام السرايا الحكومية في رياض الصلح حتى ساحة الشهداء، مروراً بشارع اللعازرية وصولاً حتى الشارع المؤدي إلى بشارة الخوري.
كما تزايد أعداد المتظاهرين في ساحة النور في طرابلس، ابتداء من بعد ظهر اليوم السبت، ولوحظ انضمام أساتذة وطلاب جامعيين إلى المعتصمين.
وكان أساتذة متعاقدون في كليات الجامعة اللبنانية في الشمال أصدروا بياناً دعوا فيه "للنزول إلى الشارع والانتفاض على المفسدين واستعادة كرامة الوطن".
كما انضم إلى المعتصمين أطباء وحقوقيون طالبوا برحيل أركان النظام برمته.
ونصب المحتجون الخيام وسط ساحة النور، معلنين أن اعتصامهم مستمر حتى تحقيق كل مطالبهم.
وفي صيدا بدأ عشرات المحتجين اعتصاماً ومسيرة عند دوار القناية؛ احتجاجاً على الأوضاع الحالية ورفضاً لفرض الضرائب؛ حيث رفعوا الأعلام اللبنانية وهتفوا من أجل التغيير والثورة.
استمرار توافد المحتجين
وتوافدت حشود كثيفة من قرى وبلدات عكارية عدة إلى مستديرة العبدة، رجال ونساء وأطفال وخيالة على أحصنتهم وممثلون عن مختلف أطياف المجتمع العكاري.
وشاركوا في الاعتصام القائم في ساحة البلدة منذ 3 أيام، تعبيراً عن رفضهم "سياسة التجويع والإفقار"، بحسب ما يردده المشاركون في هذا الاعتصام في الخطب والكلمات المتتالية التي تلقى.
وطالب المتظاهرون بـ"رحيل الطقم السياسي الحاكم ومعاقبة المسؤولين عن الفساد والهدر"، مؤكدين "رفضهم كل الضرائب التي يحاولون فرضها على الشعب الفقير".
وشدد المتحدثون على سلمية تحركهم وعلى احترامهم وتقديرهم للجيش والقوى الأمنية.
وقام المعتصمون عند مستديرة العبدة في عكار، وفي بادرة تقدير واحترام، بتوزيع الورود على ضباط وعناصر الجيش في المنطقة، وسط تصفيق حار من المشاركين في الاعتصام.
وفي حلبا واصل المتظاهرون احتجاجهم أمام الخيمة التي نصبت في منتصف الشارع العام تحت ساحة حلبا، وازدادت أعداد المحتجين المطالبين بـ"إسقاط النظام من أعلى الهرم حتى أسفله"، والمنددين بـ"السياسة الضريبية التفقيرية للشعب" وبـ"حقوق عكار المهدورة"، وذلك على وقع أناشيد وطنية.
كما قدم أطفال حلبا الموجودون مع أهاليهم في الحركة الاحتجاجية الورود البيضاء لعناصر الجيش الموجودين قربهم.
قطع طرق
وشهد اليوم الثالث من الاحتجاجات من عمليات قطع الطرق؛ حيث قام المحتجون بقطع طريق مثلث كنيسة مار مخايل في الشياح بالإطارات المشتعلة، وأعادوا قطع طريق قصقص- مستديرة الطيونة بمستوعبات النفايات التي أحرقت في وسط الشارع.
كما قطع المحتجون الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بعكار عند مفترق عزمي، بالإطارات المشتعلة والعوائق الحديدية.
وفي طرابلس قطع المحتجون في منطقة جبل محسن طريق الجبل - المللولة بالإطارات المشتعلة.
وفي كسروان قطع المتظاهرون من أبناء بلدة عشقوت والبلدات المجاورة الطريق عند مستديرة البلدة التي تربط ريفون وفيطرون وبزمار.
وفي قضاء المتن لا يزال يستمر قطع طريق أوتوستراد ميرنا الشالوحي- الصالومي، وسط انتشار أمني في المنطقة، فضلاً عن الاستمرار في قطع جسر الدورة في الاتجاهين.
كما لا يزال المحتجون يقطعون الطريق الدولية في صوفر عند مفترق الأوتوستراد العربي، بالإطارات المشتعلة.
كذلك قطع حوالي 600 شخص من المحتجين الطريق الدولية عند مستديرة مدينة عاليه، إلا أن اللافت هو عدم إحراق الإطارات كما جرت العادة.
ويحاول اللبنانيون المتوجهون إلى البقاع أو بيروت، إيجاد طرق فرعية توصلهم إلى مناطقهم.
وفي البقاع الغربي قطع المتظاهرون طريق مجدل بلهيص كوكبا بالإطارات المشتعلة وطريق المنصورة قب الياس، التي تم غلقها بالسيارات من قبل معتصمين، فيما تعمل الأجهزة الأمنية والجيش على إعادة فتح هذين الشريانين الحيويين.
حركة أمل تعتدي على المتظاهرين
كما شهدت مدينة صور بجنوب لبنان، ذات الأغلبية المحسوبة على "حركة أمل" و"حزب الله"، مظاهرات ضد رئيس البرلمان اللبناني "رئيس حركة أمل" نبيه بري، ونواب ووزراء مليشيا حزب الله، مطالبين إياهم بالاستقالة.
وطالب المتظاهرون بأدنى الحقوق المعيشية، وانتشرت مقاطع فيديو تظهر قيام شبان بتمزيق صور لنبيه بري ومؤسس "حركة أمل" موسى الصدر.
على الجانب الآخر عمد عدد من مناصري "حركة أمل" إلى التظاهر، السبت، دعماً لرئيس البرلمان، ما أدى إلى مواجهة بين الطرفين وتوتر، أدى إلى تدخل القوى الأمنية على الخط بينهما.
وقال المتظاهرون إن عناصر "حركة أمل" المسلحين قاموا بإطلاق النار والاعتداء عليهم بالعصي، ما أدى إلى مواجهة وكر وفر، وهو ما أظهرته صور ومقاطع فيديو تم تداولها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
واتهم البعض الآخر قوات الجيش اللبناني بمساندة المعتدين، وهو ما نفته نفياً قاطعاً مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، مؤكدة أن الجيش يقوم بدوره ويقف في الوسط منعاً لحدوث أي اشتباك بين الطرفين.
أزمة مستمرة
ورغم اشتعال الموقف على المستوى الميداني، فإن الأزمة السياسية لا تزال تهيمن على الأوضاع في لبنان حتى بعد 24 ساعة على خطاب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الذي منح مهلة 72 ساعة للقوى السياسية والحكومة، لإيجاد حلول للأزمة الحالية.
وواصلت عدد من القوى السياسية حشد أنصارها لمشاركة المحتجين في الساحات والميادين، منها أحزاب الكتائب اللبنانية، والقوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي.
ويرى بعض المسؤولين اللبنانيين أن مليشيا حزب الله هي المسؤول الأول عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، لسيطرتها على الحكومة اللبنانية ومفاصل الدولة.
ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، الذي قال إن تغيير الحكومة اللبنانية مع بقاء السلطة بيد مليشيا حزب الله، لن يحل الأزمة التي تشهدها البلاد.
وأكد السنيورة، في تصريحات لقناة سكاي نيوز عربية، أن الأزمة التي يشهدها لبنان تأتي بسبب قبضة حزب الله، على الحكومة اللبنانية ومفاصل الدولة.
وأوضح أن استقالة الحكومة لا تعني تغييراً حقيقياً كما يريده الناس، بل يجب إلغاء سلطة حزب الله على الدولة اللبنانية، وعلى القرار الرسمي.
ولفت السنيورة إلى انعدام الثقة بين الشعب اللبناني والمجتمع السياسي، موضحاً أن المخرج لهذه الأزمة هو تغيير الرئيس ميشال عون أداءه، والاعتراف بالخلل الحاصل.
وشدد على أن المطلوب من الرئيس اللبناني احترام اتفاق الطائف والدستور، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب عون، الذي اعتمد سياسة تهميش الحكومة ورئيسها.
ومن جانبه أعلن مجلس الوزراء اللبناني عقد جلسة، غدا الأحد، لمناقشة الخروج من الأزمة التي شكلتها المظاهرات الاحتجاجية منذ الخميس الماضي.
بدوره، قال رئيس لبنان ميشال عون في تغريدة عبر حسابه على تويتر إنه سيكون هناك "حل مطمئن" للأزمة الاقتصادية.
وكان رئيس الوزراء سعد الحريري قد طالب السبت، في كلمة للتعليق على الاحتجاجات بمنحه مهلة 72 ساعة لتجاوز الأزمة في لبنان والتوافق على حلول مع الكتل الحكومية التي ألمح إلى أن بعضها (في إشارة لحزب الله) يرفض تمريرها أو طرح بدائل لها.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز