وزير لبناني سابق: إجراءات كورونا غير كافية.. و"حزب الله" يتحكم بالبلاد
حاصباني قال إنه رغم محاولات حكومة دياب إظهار استقلالها فإنه بدا واضحا سيطرة مليشيا حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهما عليها.
قال نائب رئيس الوزراء اللبناني وزير الصحة السابق، غسان حاصباني، إن زيادة فحوصات كورونا ضرورية لمعرفة الواقع الحقيقي للوباء، فيما توقع فشل خطة حكومة حسان دياب الإصلاحية كونها غير مستقلة وتتحكم بها مليشيا "حزب الله".
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أوضح حاصباني أنه رغم محاولات حكومة دياب إظهار استقلالها فإنه بدا واضحاً "سيطرة الأفرقاء" أنفسهم على هذه الحكومة على غرار الوزارة السابقة، في إشارة إلى حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهما.
ولذلك، توقع الوزير اللبناني السابق أن حكومة دياب ستفشل بلا شك في أي إصلاح وفي أحسن الأحوال ستستبدل الإصلاحات بمصالح خاصة بها.
واعتبر أنه من المبكر القول إن لبنان بدأ مرحلة التعافي من فيروس كورونا، قائلا: "لا شك أن قرار الحجر المنزلي جيد لكن تقييم وضع الوباء يجب أن يعتمد على عدد الفحوصات التي تجرى، وبالتالي فإن تراجع عدد الإصابات المسجلة والتي كانت يوم أمس اثنين فقط، لا تعني أننا تغلبنا على الوباء".
وأوضح أن "فحوصات كورونا لا توزع مناطقيا لتطال أكبر عدد من اللبنانيين، بل لا تزال مركزية باستثناء بعض المبادرات الفردية في مواقع محددة".
وأشار إلى أنه "لمعرفة الواقع الحقيقي للوباء وعما إذا وصلنا إلى مرحلة الذروة علينا إجراء أكبر عدد ممكن من الفحوصات ليبنى عليها توقعات المرحلة المقبلة للحجر المنزلي والإجراءات المتتالية للخروج من الأزمة".
وسجلت لبنان حتى أمس الثلاثاء 21 حالة وفاة و641 إصابة جديدة بفيروس كورونا وسط تدابير مشددة بالتزام جميع المواطنين حالة التعبئة العامة والبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى.
وبالعودة لأداء الحكومة بعد شهرين من نيلها الثقة، قال حاصباني إنه "كان المطلوب منها أن تثبت أنها مستقلة، لكن سياستها وأداءها برهنا عكس ذلك، وخير مثال على هذا الأمر التعيينات الإدارية منها والقضائية والمالية التي تم تمريرها عندما اتفق الأفرقاء المسيطرون على الحكومة على المحاصصة فيما بينهم وتوقفت التعيينات عندما اختلفوا على توزيعها".
وأشار إلى أن الأفرقاء أنفسهم -حزب الله والتيار الحر- لا يزالون يتحكمون في قرارات حكومة حسان دياب كما كانوا يفعلون في الوزارة السابقة.
وحذر حاصباني من أن الواقع والإرباك الحالي في المشهد الحالي يؤكدان عدم قدرة حكومة دياب على تنفيذ أي إصلاحات وعدت بها في ظل سيطرة فريق أو اثنين عليها (في إشارة إلى حزب الله والتيار الوطني الحر) على غرار الحكومة السابقة التي لطالما كانا متحكمين بقراراتها.
ولفت إلى أنه "حتى إنه في الحكومة كان هناك أفرقاء معارضون لهما يمارسون نوعا من الرقابة، لكنهما اليوم يتحكمان بكل قراراتها".
وتابع: "لذا وزارة دياب التي أعطيت الفرصة لتثبت استقلاليتها وفشلت، ستفشل بالتأكيد في تحقيق أي إصلاح، أو أنها ستستبدل الإصلاحات بتحقيق مصالح مكوناتها وفق المعايير التي يفرضونها".
وحول الذكرى الـ45 للحرب اللبنانية والتي تصادف يوم 13 أبريل/نيسان من كل عام، رأى حاصباني أن اللبنانيين لم يتخطوا هذه المرحلة نهائيا حتى الآن.
وأوضح أنه "بعد الحروب تجرى عادة مصالحات وتأتي الاستثمارات تحت إشراف المؤسسات وتحفظ حقوق الجميع، لكن ما حصل في لبنان كان عبارة عن تسويات وتدفقت الأموال للنهضة بالبلاد لكن بقيت مسببات الحرب أي التفكير الطائفي والمناطقي بقي في النفوس".
وأضاف الوزير السابق: "كذلك وبعد 45 سنة على انتهاء الحرب لم يطبق الدستور لغاية الآن".
وأشار إلى أنه "لا يزال هناك كثير من الجمر تحت الرماد الذي قد يعود ليخرج عند أي أزمة، وها نحن اليوم أمام أزمة الجوع وتدمير المؤسسات والقطاع المصرفي وغيرها، ما سيؤدي إلى تدمير بنية لبنان الاجتماعية ويقضي على كل الآمال".
واختتم حديثه لـ"العين الإخبارية" بالتأكيد على ضرورة استعادة لبنان لروح التعاون ليكون هناك مقاربة متكاملة يستفيد منها هذا البلد كوطن وليس استفادة وسيطرة فئة على الآخرين؛ لأن مثل هذه التجارب فشلت في السابق وستفشل في المستقبل.
وشهد لبنان احتجاجات بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ من التكنوقراط وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.
وعلى إثرها، استقال رئيس الحكومة سعد الحريري وحكومته في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتعثر تشكيل أخرى جديدة لنحو شهرين.
وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة وسط رفض شعبي لها كونهم طالبوا بالبعد عن المحاصصة، وأن تكون الكفاءة أساسا للاختيار فيما جاءت كلها من لون واحد (حزب الله وحلفائه).
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg
جزيرة ام اند امز