ذكرى الحرب الأهلية بلبنان.. سلاح "حزب الله" يهدد بعودتها
الذكرى الـ45 لاندلاع الحرب الأهلية بلبنان لم تخلُ من مطالب بأن يكون سلاح الجيش اللبناني هو الشرعي الوحيد
الذكرى الـ45 للحرب الأهلية بلبنان، التي صادفت أمس الإثنين 13 أبريل/نيسان، أعادت فتح قضية سلاح مليشيا حزب الله، وسط مخاوف من عودتها، في ظل استقواء الحزب بسلاحه للسيطرة على البلاد.
وشهد لبنان حربا أهلية طاحنة من 1975 إلى 1990 قُتل فيها الآلاف، كما غزا الاحتلال الإسرائيلي البلاد خلال هذه الفترة، ووصل إلى العاصمة بيروت قبل أن ينسحب ويحتل الجنوب حتى عام 2000.
وطالب اتفاق الطائف الذي أعاد السلم إلى لبنان بعد 15 عاما من الحرب الأهلية بنزع سلاح المليشيات، لكن حزب الله وفي محاولة منه لعدم الالتزام به، عمد إلى تقديم جناحه العسكري على أنه مقاومة تهدف لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبلاد، ما سمح له بالإبقاء على تسليحه.
ومنذ تحرير الجنوب عام 2000، تطالب أصوات معارضة للحزب بنزع سلاحه لكن دون جدوى فيما هو يجاهر بالدعم الذي يحصل عليه من إيران.
وفي هذا الإطار، يرى النائب في حزب "القوات اللبنانية" وهبي قاطيشا أن حزب الله ليس بحاجة لأن يفتعل حربا أهلية في لبنان ما دام مسيطرا على كل مفاصل الدولة، لكن وعند محاولة أي طرف الوقوف بوجهه ورفض هذا الواقع يهدد بهذا السلاح.
ويضيف لـ"العين الإخبارية": هو يريد لبنان جمهورية تابعة لولاية الفقيه ونحن نواجه بطريقتنا لأننا لا نريد أن نعيد لبنان إلى الحرب الأهلية، لكن لن يبقى الأمر على ما هو عليه إذا طال الوقت وبقي متمسكا بسياسته".
وأشار إلى أنه "بعد ذلك كل فريق سيرفع السلاح لا يحتاج الوقت الكثير ليصل إلى الجميع في لبنان، وسيكون عندها هو السبب في اندلاع حرب أهلية جديدة وسيكون أيضا الخاسر الأكبر".
ويتفق الخبير العسكري والعميد المتقاعد خليل الحلو مع النائب قاطيشا، معتبرا في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن سلاح حزب الله إذا لم يسلّم للدولة قد يكون فتيلا لحرب أهلية جديدة".
ويوضح: "عندما يكون هناك فريق مسلّح ومنظم وأهدافه دائما هي السيطرة على الدولة والقرار في لبنان يخلق شعورا معاكسا لدى الأفرقاء الآخرين ويشكل خطر اندلاع حرب أهلية، التي وإن كانت مستبعدة حاليا، بقاء الوضع على المدى الطويل، على ما هو عليه، قد يؤدي إلى انفجارها من جديد".
ويلفت الحلو إلى القول بأن سلاح حزب الله مخصص لمحاربة إسرائيل غير صحيح لأن حزب الله استخدمه في الداخل لمواجهة معارضيه، ويستخدمه عند جلوسه على طاولة المفاوضات مع الأفرقاء الآخرين مستقويا به، وهو ما حصل عندما عطل جلسات البرلمان إلى حين انتخاب مرشحه لرئاسة الجمهورية ميشال عون.
أما الوزير السابق معين المرعبي فاعتبر أن لبنان لم يخرج ولا لحظة من الحرب وإن كانت غير عسكرية، بين الشعب اللبناني من جهة والنظام الإيراني المتمثل بحزب الله الذي يسيطر على لبنان.
لكنه يرى أن احتمال الحرب الأهلية العسكرية غير وارد إلا إذا قرّر الحزب، الطرف الوحيد الذي يملك السلاح في لبنان، هذا الأمر.
ويضيف "أعتقد أنه ليس من مصلحة الحزب الدخول في حرب أهلية لأنه لا يريد أن يحكم بلدا مدمّرا، وهو يستخدم سلاحه للترهيب سياسيا واقتصاديا وغير ذلك لتحقيق ما يريد أو لتحقيق المصلحة الإيرانية في الداخل اللبناني".
ويشير المرعبي إلى أن حزب الله في كل محطة يشهر سلاحه مهددا، عمليا أو معنويا، أي أنه دائما يستقوي بهذا السلاح للوصول إلى مبتغاه، لكن في المقابل، نحن نقاتل في حرب مستمرة بين الشعب اللبناني والنظام الإيراني عبر هذا الحزب.
وفي الخارج لا يستبعد المرعبي أن يزج حزب الله لبنان في حرب إذا كانت المصلحة الإيرانية تتطلب ذلك، مذكرا بتصريح سابق لأمينه العام حسن نصرالله بأنه لن يكون على الحياد إذا شنّت الحرب على إيران.
وأكد الوزير السابق أنه من هنا فإن قرار الحرب والسلم بيد حزب الله وقد يزج لبنان بحرب من دون تكليف من أحد.
الذكرى الـ45 لاندلاع الحرب الأهلية لم تخلُ أيضا من مطالب بأن يكون سلاح الجيش اللبناني هو الشرعي الوحيد، في إشارة إلى تفرد حزب الله بالسلاح.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية السابق ريشار قيومجيان على حسابه بتويتر "تعالوا نبني دولة حقيقية قبل أن يداهمنا 13 أبريل/نيسان آخر، دولة سيادة وقانون وعدالة واستقرار".
وتابع: "حيث لا سلاح إلا سلاحها الشرعي، ولا سلطة إلا للقانون، ولا عدالة إلا بالمساواة في الحقوق والواجبات، ولا استقرار إلا بنظام سياسي اقتصادي متطور خال من الفساد ونهب الدولة باسم الطائفة. التغيير حتماً".
أما النائب السابق فارس سعيد فقال إن "الفريق المسيحي تعلم من أخطائه وعلم أن الدستور وحده واتفاق الطائف خلاص لبنان كذلك بعض من السنّة تعلّم أن مساندة منظمة التحرير وسوريا يخرجهم من لبنان وقالوا لبنان أولاً، وتساءل: "هل يتعلّم الشيعة؟" (في إشارة إلى حزب الله).
وأضاف في تغريدات له: "الانهيار المالي والاقتصادي نتيجته أن هناك فريقاً يعتبر أنه قادر على تركيب البلد على صورته ومثاله وكما هو يريد كما يريد ويغلّب المصلحة الطائفية على المصلحة الوطنية.
وحمّل سعيد مسؤولية ما وصل إليه البلد على مختلف الأصعدة الاقتصادية والصحية إلى حزب الله الذي يتحكم بالبلد.
وأكد أن الوحدة الداخلية والدستور اللبناني وقيام الدولة اللبنانية التي تتخطى الطوائف وحدها تقوم بلبنان.
بدوره كتب منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، في الذكرى مخاطبا أطراف السلطة "جعلتمونا نترحم على 13 أبريل/نيسان 1975، لا حباً بالحرب الأهلية بل توقاً إلى من يقاوم السلاح غير الشرعي ويواجه محاولة ابتلاعه للدولة!".
aXA6IDMuMTMzLjE0NC4xNDcg جزيرة ام اند امز