أهالي ضاحية بيروت الجنوبية يرفضون استفزازات "حزب الله" الطائفية
نساء عين الرمانة والشياح دعوْن لمسيرة تجوب أرجاء المنطقة رفضا لمظاهر العنف والطائفية التي شهدها الشارع خلال اليومين الماضيين
أطلق أهالي الضاحية الجنوبية في بيروت، الأربعاء، صرخة رافضة لعودة البلاد لفترة الحرب الأهلية، إثر المواجهات التي وقعت ليل الثلاثاء/الأربعاء في المنطقة بين عين الرمانة والشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت.
- احتجاجات لبنان.. أنصار "حزب الله" يواصلون استفزاز المتظاهرين
- أنصار "حزب الله" يهاجمون المعتصمين في صور وسماع إطلاق نار ببيروت
وساد التوتر مختلف مناطق لبنان إثر اعتداء أنصار مليشيا "حزب الله" و"حركة أمل" من جهة، على المتظاهرين في الضاحية الجنوبية لبيروت من جهة أخرى، في المناطق التي تسمى (خطوط التماس) بين عين الرمانة والشياح.
وبدأت المواجهات في عين الرمانة (ذات الغالبية المسيحية) والشياح (ذات الغالبية الشيعية) إثر قيام مناصرين من "حركة أمل" و"حزب الله" بالتجول على دراجات نارية محاولين دخول عين الرمانة، ما استدعى استنفارا من الأهالي الذين ينتمي قسم كبير منهم إلى "حزب القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" (الداعمين للتحركات الشعبية) ووقعت مواجهات بين الطرفين حتى تدخل الجيش للفصل بينهما.
والحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت 13 أبريل 1975 واستمرت حتى 13 أكتوبر 1990، دامت لأكثر من 16 عاما و7 أشهر، وأسفرت عن مقتل أكثر 120 ألف شخص، وتشريد الملايين، بحسب إحصاءات رسمية.
ودعت نساء عين الرمانة والشياح إلى تنظيم مسيرة تجوب أرجاء المنطقة، رفضا لمظاهر العنف والطائفية التي شهدها الشارع خلال اليومين الأخيرين، جراء اعتداء أنصار حزب الله، وحركة أمل على المتظاهرين.
وأصدرت النساء بيانا جاء فيه: "رفضا للتقسيم، والتخويف والحرب، وحفاظا على ما حققته الانتفاضة الشعبية خلال 40 يوما من وحدة اللبنانيين، ندعو جميع الأمهات والسيدات للاعتصام في منطقة عين الرمانة - الشياح كي نحمي أولادنا، والوطن من أجواء الفتنة، وكي نقول في صوت واحد: لا للحرب، لا للعنف، لا للطائفية".
وأجمع أهالي الضاحية الجنوبية على رفض الفتنة المذهبية، مستنكرين المشاهد التي شهدتها منطقتهم، وسط دعوات لمسيرة وتجمعات رفضا لتكرار ما حصل.
وقال الناشط يوسف تكريتي لـ"العين الإخبارية": "لن نرضى تكرار ما حصل، ونحن نصر على سلمية تحركاتنا، ولن نسمح للمندسين بتشويه ما نقوم به".
وأضاف الناشط أن الدعوة لتنظيم مسيرة ووقفة تضامنية بالملابس البيضاء تأكيدا على سلمية التحركات، وبعدما كانت الدعوة ظهرا لحملة تنظيف لإزالة مخلفات الليلة الماضية، وشارك فيها عشرات الشباب، وجمعوا تبرعات للمحلات التي تضرّرت، ومنها المطعم الذي كان يقدم مأكولات للمتظاهرين بأسعار رمزية.
وبعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، وقعت مشاحنات في ساحة النور بطرابلس، حيث أطلقت قنابل مسيلة للدموع من جانب قوى الأمن لتفريق المتظاهرين، بعدما حاول عدد منهم الدخول لمركز للتيار الوطني الحر.
وأوضح الجيش اللبناني أن المشاحنات التي وقعت في مناطق تم احتواؤها، خاصة بعد التعرض للممتلكات العامة، وعدد من المصارف وأحد المباني الحزبية، حيث ألقي قنبلة يدوية لم تنفجر، وقنابل مولوتوف باتجاه العسكريين، ورشقهم بالحجارة، ما أدّى لإصابة 33 عسكرياً.
وعلى طريق صيدا القديم بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، أصيب 10 عسكريين جرّاء التراشق بالحجارة بين عدد من الأشخاص.
ونفذ المتظاهرون اعتصاما لمدة 24 ساعة، الثلاثاء، أمام مصرف لبنان المركزي، احتجاجا على استمراره بالدفاع عن المصارف، وليس عن الناس، والتقاعس عن تحمل مسؤولية الدين العام، وانهيار سعر صرف الليرة، مرددين شعارات منددة بسياسة المصرف، ومطالبة برحيل رئيسه.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز