تصويت لبنانيي الخارج.. رشاوى حزب الله و"برلين صارت شياح"
لم يخل تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية اللبنانية، اليوم الأحد، من تجاوزات وخلافات بين الناخبين على خلفية انتماءاتهم السياسية.
وسجّل في هذا السياق مشاحنات بين مناصري "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه النائب جبران باسيل (صهر الرئيس ميشال عون) ومعارضين للسلطة.
كما تداول لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمناصرين لرئيس البرلمان نبيه بري وهم يرددون بصوت مرتفه "بالروح بالدم نفديك يا نبيه.. يا نبيه ارتاح ارتاح برلين صارت شياح".
و"الشياح" هي منطقة في الضاحية الجنوبية لبيروت تعرف على أنها خاضعة لسيطرة حركة أمل التي يتزعمها بري وأغلب سكانها مناصرون أو مؤيدون له.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية عن وقوع إشكال بين مناصرين لـ "التيار الوطني الحر" وهم يحاولون التحدث مع الناخبين ما أدى إلى امتعاض عدد من الشباب اللبنانيين الذي رفضوا وجودهم، متوجهين إليهم بالقول "أنتم من أوصل البلد إلى الانهيار ".
وهو ما علّق عليه أحد الشباب في نقل مباشر عبر إحدى الشاشات اللبنانية قائلا: "ما أزعجنا أنهم هم السبب في ما وصلت إليه البلد اليوم وأجبرونا على الهجرة وترك بلدنا ولا يزالون يحاولون الترويج لأنفسهم ويطلبون من الناس انتخابهم"، مضيفا: "ما نريده اليوم هو هذه السلطة ولن ننتخبهم مجددا".
كما انتشر تسجيل مصور يظهر أحد المسؤولين في حزب الله في مالمو بالسويد يعطى رشوة لموظفة في السفارة لتسجيل إحدى الناخبات لم يرد اسمها على الأسماء.
مشهد التأييد للسلطة الذي استفز أيضا لبنانيين في الداخل والخارج، تجسّد أيضا عبر فيديو تم تداوله بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر مجموعة من اللبنانيين في أحد مراكز الاقتراع في برلين وهم يرددون شعارات مؤيدة لرئيس البرلمان نبيه بري، ويغنون "يا برلين ارتاح ارتاح برلين صارت شياح".
ومن المعروف أن برلين تضم عددا كبيرا من المغتربين من الطائفة الشيعية المناصرين لحركة أمل وحزب الله.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية عن وقوع إشكالات بين مناصري الخصمين اللدودين "حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" أمام أقلام الاقتراع على خلفية الانتماء السياسي وتبادل اتهامات بينهما.
ولاقى الفيدو ردود فعل مستنكرة ورافضة في لبنان من قبل ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما وأن اللبنانيين يعولون على هذه الانتخابات للتغيير وبشكل خاص المغتربين الذي اضطروا لترك بلدهم والهجرة بسبب هذه السلطة، وبالتالي يعتبرون أنه من المفترض أن يقترعوا ضدّها وليس مع أحزابها.
وكتب ناشط يدعى جوي حداد على حسابه على "تويتر" قائلا: "بدل أن تصرخوا من برلين للشياح عودوا إلى الشياح وارتكوا برلين".
وعلّقت بدورها الناشطة زويا عطوي على حسابها وكتبت "المطلوب أن تصبح الشياح برلين وليس العكس".
وكتبت الصحافية فاطمة رضا على حسابها ساخرة "في هذه الأثناء تشهد الشياح إقبالا كثيفا من قبل طالبي اللجوء".
وعلّق أيضا محمد ترو على حسابه بالقول: "كل التضامن مع برلين على أقوى أزمة ستقع فيها بعد أزمة الحرب العالمية الثانية".
وانطلقت، صباح اليوم الأحد، المرحلة الثانية والأخيرة من تصويت المغتربين اللبنانيين في الانتخابات النيابية بالخارج.
ويدلي 194348 مغتربا لبنانيا لهم حق التصويت في 48 دولة تجري فيها الانتخابات بمختلف قارات العالم، وهي الدول التي تعتمد الأحد كإجازة رسمية أسبوعية.
وتشمل قائمة الدول التي ستشهد التصويت بالمرحلة الثانية الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم أكبر عدد من المغتربين اللبنانيين المسجلين للمشاركة في الانتخابات، حيث سجل فيها 27982 شخصا يحق له الاقتراع.
يلي الولايات المتحدة، فرنسا بـ 27813 ناخبا، ثم كندا التي سجل بها أكثر من 27447 مغتربا، ثم الإمارات العربية المتحدة بكتلة تصويتية تبلغ 25066 ناخبا موزعين على 3 مراكز اقتراع تضم 52 لجنة فرعية.
كما تضم أستراليا 20661 مغتربا مسجلا، وألمانيا 16171 ناخبا وبريطانيا 6535 ناخبا، وكوت ديفوار 6070 ناخبا، والبرازيل 2861 ناخبا، وإيطاليا 2128، وغانا 1012 ناخباً، فيما باقي الدول بها أقل من 1000 ناخب.
يبلغ إجمالي عدد مراكز الاقتراع الرئيسية في بلدان المرحلة الثانية 192 مركزا فيها 521 لجنة فرعية.
وانتهت الجمعة، المرحلة من تصويت المغتربين اللبنانيين في الدول التي تعتمد الجمعة عطلة نهاية الأسبوع وتوزعوا على 10 بلدان هي السعودية، ومصر، وإيران، وقطر، والأردن، وسلطنة عمان، والكويت، والعراق، والبحرين، وسوريا، ضمن 13 مركز اقتراع، بنسبة مشاركة بلغت نحو 60 %.
وتجري الانتخابات في الداخل اللبناني الأحد القادم.