المغتربون اللبنانيون يكافحون لإرسال أموال لأهلهم
التحويلات النقدية للمغتربين اللبنانيين تمثل شريان حياة للعائلات ومصدرا مهما لتمويل الاقتصاد اللبناني وتغطي ما يقرب من نصف العجز التجاري
بعض المغتربين اللبنانيين الذين يعيشون في لندن إضافة إلى ملايين آخرين في الخارج يقولون إنهم غير قادرين على إرسال أموال لدعم أهلهم.
فالبنوك في لبنان مغلقة منذ أيام، مع خروج مئات الآلاف للشوارع للاحتجاج على حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وقالت جمعية مصارف لبنان إن البنوك مغلقة بسبب مخاوف تتعلق بسلامة العملاء والموظفين، لليوم السادس على التوالي.
وأضافت في بيان، الخميس، أن البنوك مستعدة لاستئناف العمليات فور استقرار الوضع.
والتحويلات النقدية تمثل شريان حياة للعائلات ومصدرا مهما لتمويل الاقتصاد اللبناني، وتغطي ما يقرب من نصف العجز التجاري.
وللبنانيين في الخارج تأثير كبير على ثروات بلدهم الأم.
فبعد فرار كثيرين من الحرب الأهلية بين 1975 و1990، تفيد التقديرات الآن أن عدد اللبنانيين في الشتات يصل إلى 14 مليون نسمة، أي أكثر من ضعف عدد سكان لبنان.
وقالت لبنانية مغتربة في لندن تدعى روني سينو "كل عائلة في لبنان منها أشخاص يعيشون في الخارج منذ عام 1975، منذ الحرب الأهلية.
يعملون في الخارج ويهتمون بعائلاتهم في لبنان، حيث لا يوجد عمل بلبنان، فأبناء وبنات أخوتي وأخواتي أنهوا دراساتهم الجامعية ولم يجدوا عملا. أحدهم ظل عاطلا في لبنان 5 سنوات إلى أن ساعده صديق له بفرصة عمل في الخارج.
وبريطانيا من بين أكبر 10 دول تخرج منها تحويلات مالية إلى لبنان، ويذكر إحصاء عام 2011 أن أكثر من 15 ألف لبناني يعيشون في بريطانيا.
وأضافت "الوضع سيئ للغاية، فأقرباؤها متعلمون بشكل جيد لكنهم لا يستطيعون البقاء في البلد، بينما أبناء السياسيين يعيشون حياة مرفهة جدا جداً.. أراهم في لندن وفي باريس".
ويرى مفيد شمس، 49 عاما، الذي غادر لبنان عام 1989 بعد أن مل العنف والفساد آنذاك، أن الفساد المستمر مسألة بارزة في الاضطرابات الحالية.
وعلى الصعيد العالمي تعثرت التحويلات المالية إلى لبنان في الآونة الأخيرة.
وقال لبناني مغترب في لندن يدعى علي ساهر "الدخل الأول في لبنان مصدره المغتربون بالخارج، من ثم إذا توقفوا عن إرسال المال فستحل نهاية البلد، يقينا يرسل الجميع مالا لأهلهم وسنواصل ذلك.. هذا أمر طبيعي".
وأضاف ساهر "يجب أن تقلق، لأنك إذا أرسلت المال لعائلتك فربما لا توجد طريقة ليصل المال لهم، معظم الوسائل مغلقة حاليا، والبنوك مغلقة.. هذه هي المشكلة".
ويقول خبراء الاقتصاد إن أحد أسباب ذلك يعزى لقلق بعض المغتربين من خطر انهيار اقتصادي يلوح في الأفق.
كما أن هناك منطقة الخليج، حيث يعمل مئات آلاف اللبنانيين، وأضرت أسعار النفط التي تميل إلى الانخفاض بسوق العمل فيها.
ومع ذلك وبنظرة تفاؤلية حذرة للمستقبل قال مفيد شمس، وهو صاحب مطعم في لندن، "نعم.. سيتحسن (الوضع) لكن إذا فعلنا ذلك بالطريقة الصحيحة، أنت تعلم ذلك، يجب أن نعطي رئيس الوزراء الفرصة لفعل ما يفعله وسننتظر كما تعلم".
وبعد أن بلغت تحويلات المغتربين اللبنانيين لبلدهم ذروتها عند 9.6 مليار دولار في 2014، انخفضت إلى 7.7 مليار دولار في 2018 وربما تنخفض إلى 6.5 مليار دولار العام المقبل، وفقا لتقديرات جاربيس إراديان من معهد التمويل الدولي.
وحذرت ستاندرد آند بورز جلوبال الشهر الماضي من أن لبنان يواجه خفضا جديدا للتصنيف الائتماني، واختبارا محتملا لربط عملته إذا تسارعت وتيرة استنزاف احتياطياته المحدودة من النقد الأجنبي.
وبينما يمثل إغلاق البنوك عائقا عمليا أمام إرسال الأموال، يعبر بعض المغتربين عن قلقهم من تأثير التخفيض المحتمل للعملة اللبنانية وزيادة عدم الاستقرار المالي على مدخراتهم واستثماراتهم.
ويقولون إن أحد الدوافع وراء الاحتجاجات كانت مبالغ كبيرة من المال العام الذي هربه فاسدون للخارج.
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg جزيرة ام اند امز