صحف أمريكية: غضب اللبنانيين يسرع "لحظة الحساب"
تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في الشارع اللبناني بعد أسبوع من كارثة ميناء بيروت التي فجرت شرارة الغضب وسرعت لحظة الحساب للنخبة الحاكمة
تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في الشارع اللبناني بعد كارثة ميناء بيروت التي فجرت شرارة الغضب، وسرعت لحظة الحساب للنخبة الحاكمة التي تغض الطرف عن الفساد.
يأتي ذلك بعد أسبوع على الانفجار الهائل الذي دمر أجزاء من بيروت، وأودى بحياة العشرات وجرح الآلاف، حسب إعلام أمريكي.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الحكومة اللبنانية تواجه أزمة كبيرة مع استقالة وزراء رئيسيين بعد الانفجار الهائل، واستمرار خروج المتظاهرين الغاضبين من النخبة الحاكمة في البلاد إلى الشوارع.
وأشارت الصحيفة إلى استقالة وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، ووزير البيئة داميانوس قطار، وعدد من أعضاء البرلمان، لكن الإجراءات كانت أقل بكثير من مطالب المحتجين الغاضبين من النخبة السياسية في البلاد.
وأثار الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وأودى بحياة نحو 165 شخصًا على الأقل، وجرح الآلاف وشرد مئات الآلاف، دعوات إلى تغيير كامل في النظام السياسي في لبنان، الذي تهيمن عليه أسر حاكمة لم تتغير كثيرًا طيلة عقود منذ الحرب الأهلية في البلاد منذ 15 عامًا.
وأوضحت الصحيفة أن الانفجار أشعل الغضب من الفساد الرسمي وعدم الكفاءة والإهمال الذي سمح ببقاء 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، وهي مادة كيميائية تستخدم في صناعة القنابل، دون رقابة أو تأمين في الميناء لمدة 6 سنوات.
ووفقا للصحيفة، خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأحد، حث رئيس الوزراء حسان دياب الوزراء الذين يفكرون في الاستقالة على الانتظار، وفقًا لما ذكره شخص حاضر تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
ومع اندلاع احتجاجات عنيفة اجتاحت بيروت ليلة السبت، عرض دياب إجراء انتخابات مبكرة، وقال إنه احتاج شهرين للتوصل إلى اتفاق مع الفصائل في البلاد.
وبالنسبة للبنانيين الذين يعانون من انهيار اقتصادي كارثي ومنازل محطمة، فإن مناقشة الاتفاقات السياسية الجديدة لا تلبي مطالبهم.
في هذا الإطار، قالت رندة سليم، الباحثة البارزة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، إن الانتخابات المبكرة التي عرضها دياب من غير المرجح أن تتحقق.
وتوقعت أنهم حتى لو فعلوا ذلك، فمن شبه المؤكد أن أي انتخابات تجرى قريبًا ستفيد المؤسسة الحاكمة، ويبدو أن العرض يهدف بشكل أكبر لإرضاء المجتمع الدولي.
وأضافت: "أنه فخ. وهو يعلم أن الانتخابات المبكرة ستحيي النظام الحالي".
متفقة معها، قالت مها يحيى، مديرة مركز "كارنيجي" للشرق الأوسط، إن حكومة دياب تتأرجح بشكل واضح.
وأضافت يحيى: "إنها حكومة تبدو كبطة عرجاء غير قادرة على فعل أي شيء ولا يثق بها المجتمع الدولي ولا يثق بها الشعب ولا يثق بها حتى من وصلوا بها إلى السلطة".
وما يزيد من حدة الغضب العديد هو التساؤلات المفتوحة حول الانفجار، بما في ذلك سبب اندلاع حريق وانفجار أولي قبل انفجار نترات الأمونيوم التي نتج عنها سحابة عيش الغراب، وكيف تُركت في الميناء غير آمنة لسنوات.
ويشتبه بعض اللبنانيين في وجود ذخائر في الميناء الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يستخدم من قبل "حزب الله" الإرهابي، وهو حزب سياسي وميليشيا مدججة بالسلاح.
من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن انفجار بيروت ضرب 3 أحياء متفرقة، ولكنها متحدة الآن في الغضب وسط تزايد المطالب بتغيير القيادة اللبنانية.
وذكرت أن الانفجار خلف 3 أحياء مدمرة، حي للطبقة وسطى، وحي للطبقة فقيرة، وحي للطبقة الراقية، لكن الكارثة وحّدت الجميع في الغضب ضد حكومة يُنظر إليها على أنها فاسدة ومفككة وظيفيًا وغير فعالة.
ولفتت إلى أن سكان هذه المناطق الذين ينتمون إلى طبقات مختلفة كانوا بالفعل غاضبين من إخفاقات الدولة في القيادة ويطالبون الآن بالتغيير بقوة أكبر من ذي قبل؛ لا سيما بعد غرق لبنان في مستنقع من الأزمات المتشابكة ستجعل التعافي أكثر صعوبة.
وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 160 شخصا وإصابة 6 آلاف آخرين على الأقل، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة بيروت وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
انفجار "الثلاثاء الأسود" أطلق عليه "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية.
ودفع الحادث دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.
ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة.
وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ عام 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.
aXA6IDMuMTUuMTQ4LjIwMyA= جزيرة ام اند امز