رغم إحالتها لـ"التفتيش".. القاضية اللبنانية غادة عون مستمرة في تمردها
لم يمنع قرار إحالة مدع عام جبل لبنان القاضية غادة عون إلى التفتيش القضائي، تمردها أو يكف يدها عن التحقيق في القضايا المالية.
وهاجمت غادة عون، المحسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون، شركة مكتف لشحن الأموال للمرة الثالثة على التوالي، رغم تأكيد مجلس القضاء الأعلى، الثلاثاء، قرار رئيسها مدعى عام التمييز اللبناني بكف يدها عن الملف.
وفي التفاصيل، توجهت القاضية غادة عون إلى عوكر، محاولة دخول حرم شركة "مكتف" للصيرفة بسيارتها، لكنها جوبهت بالرفض، مما دفعها لمحاولة الدخول سيرا على الأقدام، لكنها لم تتمكن.
ثم أصدرت دعوات لمناصري التيار الوطني الحر للتوجه إلى شركة مكتف فقاموا بكسر البوابة الخارجية وإدخالها عنوة إلى باحة الشركة، قبل أن تقوم هي وأنصارها بكسر الأبواب الداخلية للشركة عبر استعمال معدات للخلع.
وبعد مناشدات من صاحب الشركة أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر "تويتر" أنها ستتخذ تدابير حفظ الأمن والنظام لإبعاد المدنيين عن الممتلكات الخاصة العائدة لـ"ميشال مكتف" في عوكر.
وبالفعل أرسلت قوة كبيرة من مكافحة الشغب استطاعت بعد تدافع من إبعاد مناصري عون من أمام الشركة.
وقضية "مكتف" كانت ضمن القضايا التي تتولاها عون، بما فيها تلك المتعلقة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والصيارفة على خلفية التلاعب بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، إضافة إلى قضايا الأموال المهربة من لبنان.
بدوره، أكد المدير العام لشركة مكتّف ميشال مكتّف، أنه "يشتري عملة نقدية من المصارف والصرافين ويشحنها إلى الخارج بناءً على العرض ولا يتعاطى مع المودعين إنّما فقط مع المصارف".
وأضاف مكتّف في حديث تلفزيوني: "نصرّح عن كلّ حساباتنا للجنة الرقابة ومصرف لبنان وكلّ أرقامنا تذهب إلى الدولة اللبنانية لأننا نصرح بها ولا يُمكن أن نحوّل أموال أشخاص إلى الخارج".
وتابع: "لا نُخفي شيئاً فقد قدّمنا كلّ ما يُمكن تقديمه في ما يخصّ أرقام الشركة والحقيقة ستظهر عاجلاً أم آجلاً."
وعن اقتحام القاضية غادة عون الشركة بمساعدة عدد من الأشخاص المتواجدين معها، قال إنّ "المشهد محزن وليس هذا البلد الذي نعرفه، وليس هكذا تُتّخذ الحقوق وهناك حقد وتعاطٍ سخيف مع الموضوع كذلك هناك افتراء لأنّ لا علاقة لنا بموضوع تهريب أموال النافذين إلى الخارج".
كما أشار مكتف إلى أنّ "هذه التصرفات جعلتني في نظر البعض متهماً وفي الحقيقة أنا لست كذلك وقد أصبح كلّ شيء مستباحاً مع قيام أفراد لا صفة لهم بخلع أبواب مؤسسة خاصة وأنا أخاف من أن يكون هذا الأمر تحضيراً لشيء أكبر بكثير ويجب أن يتم وضع حدّ لهذا الأمر".
واعتبر مدير العام شركة مكتّف أنّ القضاء يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع والقضية سياسية بامتياز وهذا الأمر دمّر صورة لبنان أكثر في الخارج.
وأشار مكتف إلى أن "كل شيء أصبح مستباحاً مع قيام أفراد لا صفة لهم بخلع أبواب مؤسسة خاصة".
والثلاثاء، أحال مجلس القضاء الأعلى اللبناني، ملف النائب العام الاستئنافي، غادة عون، إلى التفتيش القضائي، بعد تمردها على قرار كف يدها عن الجرائم المالية.
وطلب مجلس القضاء الأعلى من القاضية عون "الالتزام بقرار النائب العام لدى محكمة التمييز غسان عويدات، والذي قضى بكف يدها عن النظر في جرائم الاتجار بالبشر والمخدرات وجرائم القتل".
وخلال الأيام الماضية، دخلت قضية القاضية عون على مسار الاستقطاب الحالي في البلاد، إذ دعمها الحزب المحسوب على الرئيس ميشال عون؛ التيار الوطني الحر، فيما هاجمها خصوم الرئاسة"، محملين التيار الوطني الحر مسؤولية ما يحدث.