ليرة لبنان تتخطى عتبة 75 ألفا مقابل الدولار.. ثورة في أسعار الطاقة والغذاء
تتجه الأوضاع الاقتصادية في لبنان نحو الأسوأ مع الانهيار المستمر للعملة المحلية، وتزايد الضغوط التضخمية بالبلاد.
تخطت الليرة مستوى 75 ألفا مقابل الدولار، لتسجل العملة اللبنانية اليوم الأربعاء انهيارا جديدا أمام العملة الأمريكية في السوق السوداء، وفقا لشركات صرافة.
تأثرت أسواق الطاقة والغذاء في بيروت بتراجع الليرة، حيث ارتفعت أسعار المحروقات والمواد الغذائية، يأتي ذلك بعد أن رفعت الحكومة في عام 2021 الدعم عن المحروقات وبعض السلع الرئيسية مثل الأدوية والطحين.
فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها، منذ الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد في عام 2019، حيث بات 80% من السكان تحت خط الفقر.
في مطلع فبراير/شباط الجاري، اعتمد لبنان سعر صرف رسمي جديد يبلغ 15 ألفا مقابل الدولار مقارنة مع 1507 ليرات سابقا.
تأني هذه الخطوة في ظل أزمة سيولة طاحنة بالبلاد، وتوقف المصارف اللبنانية عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.
ومع الانهيار الجديد للعملة المحلية، صعد سعر صفيحة البنزين (20 لترا) في لبنان نحو 1.4 مليون ليرة (نحو 19 دولارا)، وهو ما يعادل ثلث راتب جندي، وفقا لبيانات "فرانس برس".
رد الفعل في الشارع جاء سريعا بعد ارتفاع أسعار الطاقة، حيث أغلق العشرات من سائقي الأجرة الطريق أمام مقر وزارة الداخلية في بيروت احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية، خصوصاً وأن تعرفة سيارة الأجرة تبلغ 100 ألف ليرة (1.3 دولار).
أيضا، توقفت المحال التجارية الكبرى خلال الأيام القليلة الماضية عن تسعير المواد الغذائية، في بلد يعتمد بشكل أساسي على الواردات.
الأزمة الاقتصادية المستمرة في لبنان هي الأسوأ في تاريخ البلاد، الأسوأ كونها وتترافق مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور وتحسّن من نوعية حياة السكان.
ويزيد الشلل السياسي الوضع سوءاً، في ظل فراغ رئاسي منذ أشهر تدير خلاله البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، بينها إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف النزيف الحاصل.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، إذ لا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح.
وحذّر ممثلو 5 دول، هي فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر، عقدت مؤخرا اجتماعا بشأن لبنان في باريس، من تداعيات التأخر في انتخاب رئيس للجمهورية، وفق بيان صدر عن رئاسة الحكومة اللبنانية الإثنين.
وأكد هؤلاء، بحسب البيان، أن "عدم انتخاب رئيس جديد سيرتّب إعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان".