انفجار مرفأ بيروت.. لبنانيون يرسمون وشوماً على ندوب الجراح
رمزي بعقليني، المدرب الشخصي اللبناني كان يقف خارج صالة التمارين الرياضية التي يديرها والمقابلة لمرفأ بيروت عندما انفجرت كميات هائلة مُخزنة من نترات الأمونيا في 4 أغسطس/آب العام الماضي مما قذف به على الأرض.
وتسبب أثر الانفجار وسقوط قطع ضخمة من الخرسانة في إصابات عديدة لرمزي الذي يبلغ من العمر الآن 30 عاماً وغطى ندوب الإصابات بوشوم، وقال إنه مُنح فرصة أخرى للمقاومة والبدء من جديد.
وعما تسبب فيه الانفجار من خسارة في حياته قال متحدثاً بالإنجليزية: "في دقيقة واحدة، تدمرت عشر سنوات من حياتي.. تحطمت تماماً.. وكل أحلامي تبددت".
ولم يستغرق الأمر منه سوى شهرين بعد الانفجار لاتخاذ قرار بمغادرة لبنان والسعي وراء عمل وحياة جديدة في دولة الإمارات.
ويصف الوشوم التي رسمها على جسده ويقول عن أحدثها وهو كلمة (ريبورن) بالإنجليزية: "اللي يعني خلقت من جديد.. ورا أكيد أرزة لبنان لأن معروفة أرزة لبنان قد إيه قوية، فبشوف حالي في ها التاتو"، مشيراً لوشم شجرة الأرز الشهيرة في بلاده والتي يعتز بها ويعتبرها رمزاً للقوة.
واختار الكثير من اللبنانيين مثله أن يضعوا ذكريات ثابتة عبر الوشوم لما حدث في بيروت في الرابع من أغسطس/آب على أجسادهم.
وتقول فنانة الوشوم جوا أنطون إنها رسمت أكثر من 30 وشماً لكلمة بيروت بتصاميم مختلفة إضافة لأسماء ورسوم تخص ضحايا الانفجار على جسد ذويهم وأحبائهم الذين فقدوهم في ذلك الانفجار المروع.
وعن ذلك تحدثت جوا قائلة: "بعد الانفجار كان فيه كتير عالم (ناس) عم تعمل كلمة بيروت، هيدي ما اختلفنا عليها، يعني عملت فوق الثلاثين تاتو كلمة بيروت، بطرق كتير مختلفة".
ذكرى فجيعة الانفجار
أما عن رأيها في شيوع تلك الطريقة في حفر ذكرى فجيعة الانفجار فقالت: "لمعظم الناس كان مثل (ثيربي-علاج نفسي) لأن يتخطوا هيدي المرحلة".
وتسبب انفجار مرفأ بيروت في مقتل أكثر من مئتي شخص وأصاب الآلاف ودمر مساحات شاسعة من العاصمة اللبنانية.
وكان جو نون من بين الضحايا الذين قُتلوا مع رجال إطفاء آخرين وهم يكافحون ألسنة اللهب التي استعرت في الميناء.
وعلى ذراع روي سماحة أحد أقاربه استقر وشم لوجه جو الباسم وكتب تحته بالإنجليزية "أسطورة في الجنة".
وقال سماحة إن الكثيرين من معارفة رسموا وشوماً في ذكرى جو.
وبالنسبة لمدير المبيعات محمد غريبة، المحب للوشوم، كان الحصول على أحدها من أجل بيروت هو الأمر الوحيد الذي خطر بباله بعد الانفجار مع مساعدة أصدقائه الذين تدمرت منازلهم.
وعن الصدمة التي شعر بيها إثر الانفجار يقول: "فجأة خسرت بيروت، تغيرت كل معالمها، تغيرت كل شي، كل شي كنت بتعرفه عن بيروت تغير بهيدي اللحظة".
وتغطي جسد غريبة العديد من الوشوم لكنه قرر أيضاً أن يضيف وشماً ضخما لانفجار بيروت على جانب جسده يصور الدخان متصاعداً من بناية في بيروت على شكل سحابة فطر تسبب فيها الانفجار وكل ذلك في فنجان قهوة مكسور ومعه كلمات عربية تقول: "بيروت.. اختبار الله" وهي كلمات للشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش.