رغم التخفيضات.. السياحة اللبنانية على منحدر الأزمة الاقتصادية
أحد المنتجعات السياحية خفض أسعاره 30% لجذب المتزلجين، ورغم اعتدال الطقس لا تزال نسبة الوافدين منخفضة بشدة على أثر الأزمة الاقتصادية.
يعاني لبنان من تراجع قوي في عدد السائحين الوافدين للاستمتاع بجمال الطبيعة الساحرة ومنحدرات التزلج والجبال الشاهقة.
وانخفض معدل النمو في قطاع السياحة، الذي يمثل 22% من الاقتصاد اللبناني، ويعد أكبر مصادر الدخل والعملة الصعبة في لبنان، إلى نحو النصف في عام 2018.
وبلغت نسبة الزيادة في أعداد السياح الوافدين 5.8% عام 2018.
وتقول نيكول واكيم فريحة، مديرة التسويق والتطوير في منتجع مزار للتزلج: "لا تزال الأعمال بطيئة، لكن الطقس رائع والثلوج أيضا لذلك ندعو الجميع للحضور"، وخفض المنتجع أسعاره 30% لجذب المتزلجين، بحسب رويترز.
ويوجد في مزار بعض أفضل منحدرات التزلج التي تمتد على مدى البصر إلى البحر المتوسط غربا وصوب سوريا إلى الشرق، لكن عددا من المنحدرات مازال مغلقا منذ تساقط الثلوج بغزارة في ديسمبر/كانون الأول، تمشيا مع حجم الطلب.
والسياحة جزء مهم من الاقتصاد اللبناني الذي يشهد أسوا أزمة منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
ويعاني لبنان من تراجع كبير في الاحتياطي النقدي القابل للاستخدام في العامين الأخيرين؛ إذ بلغ 19 مليار دولار في عام 2019، مقابل 25.5 مليار دولار في عام 2018.
ويرجع الخبراء هذا التراجع إلى تراجع ودائع الأفراد نتيجة عدم الثقة في الاقتصاد المحلي، بجانب تراجع الاستثمارات الخليجية.
ويأتي ذلك مقرونا بزيادة في الدين العام، الذي بلغ 86 مليار دولار، ما يعادل 150% من إجمالي الناتج المحلي. وهو ثالث أكبر نسبة دين للناتج المحلي في العالم.
ويقول البنك الدولي إن لبنان حصل على 2.17 مليار دولار من المساعدات منذ 18 مارس/آذار 2018، وشملت 15 قطاعا من بينها المياه والنقل والتعليم والصحة والقضاء على الفقر والبيئة وتوفير الوظائف.
ودفعت الأزمة البنوك لفرض قيود صارمة على المبالغ التي يمكن للمودعين سحبها، ما دفع حتى من لديهم سيولة للتفكر مليا قبل إنفاقها.
وقال بسام دالي المرشد السياحي: "هذا العام يبدو أقل ازدحاما، كانت الحركة على الطريق أقل عند قدومنا.. هذا واضح ونعلم جميعا السبب".
وقال مرشد فنلندي ينظم رحلات في المنطقة إن ثلث سائحي شمال أوروبا الذين حجزوا معه هذا العام ألغوا حجوزاتهم.
وتابع "إنه مكان رائع وجبال بديعة.. الجليد كثيف والشمس ساطعة والطقس دافئ والناس ودودون للغاية، فهو مزار الأحلام".
واستمتع المتزلج جابي طبال بيومه رغم إغلاق بعض المنحدرات وقال إن البعض مازال يأتي للتزلج رغم تراجع الأعداد، مضيفا أن "الطقس بديع والثلوج جميلة".