ساسة لبنانيون: "مذابح الأرمن" وصمة عار تلاحق تركيا
الرئيس ميشال عون ولبنانيون بمختلف انتماءاتهم أحيوا الخميس الذكرى الـ105 للإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن
حض لبنانيون تركيا على الاعتراف بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الأرمن وسواهم من الأقليات المسيحية على يد العثمانيين في 24 أبريل/نيسان 1915، وذلك عشية الذكرى الـ105 لـ"مذابح الأرمن".
وأحيا الرئيس ميشال عون ولبنانيون بمختلف انتماءاتهم، الخميس، الذكرى الـ105 للإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن.
وأكد لبنانيون، في تصريحات وتغريدات رصدتها "العين الإخبارية"، أن الأرمن جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني، مشيرين إلى أن الجرائم باقية دون عقاب رغم مرور عقود من الزمن.
وغرد عون عبر حسابه على تويتر، قائلا: "تظل ذكرى المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني وصمة عار في ضمير الإنسانية، تذكرنا بأن الإنسان قادر على ارتكاب الشرور إذا كان هناك تفلّت من العقاب والمحاسبة".
وفي كلمة مباشرة له الخميس، قال رئيس حزب القوات اللبناني سمير جعجع: "إن القضية الأرمنية التي تلاقي المزيد من التعاطف والتفهم في العالم ستبقى دائما شعلة لا تنطفئ، بما تختزن من عبر نستنير بها، وندعو كل سلطة إلى التعلّم من دروسها، كي لا تذهب تضحيات الشهداء سدى".
وأضاف: "درج حزب القوات اللبنانية في الأعوام الأخيرة على الاحتفال في معراب بذكرى الإبادة الأرمنية، ويعز علينا هذا العام أن يغيب الاحتفال قسرا بسبب وباء كورونا".
واستدرك قائلا: "لكن غياب الاحتفال لا يعني أبدا غياب القضية الأرمنية والسريانية والأشورية والكلدانية عن وجداننا وقلوبنا وذاكرتنا الحيّة، وعن وعينا بضرورة الاتعاظ من تجارب التاريخ، لا سيما بالنسبة للشعوب الصغيرة كالشعب اللبناني".
وصمة عار
من جهته، قال النائب أنيس نصار، عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات)، عبر حسابه على تويتر مخاطبا شهداء المجازر: "دماؤكم التي سالت زرعتكم بذور قمح عطاء ونضال في أصقاع الأرض، فيما هم وصمة عار على سجل التاريخ.. ذكرى المجازر الأرمنية".
وفي ذكرى إبادة الأرمن، شدد النائب زياد الحواط، عضو تكتل الجمهورية القوية، على أن "شهداء الإبادة صورة عن الشرق الجريح".
وقال في تغريدة: "هم قصة الجريمة الباقية من دون عقاب، والحق الضائع رغم مرور عقود من الزمن".
بدوره، ذكر ألكسندر ماتوسيان، نائب في مجلس النواب اللبناني، عبر تويتر، أن "24 نيسان ذكرى لا تخص الأرمن وحدهم. هي الانتصار للحق والانتفاض على الظلم وإدانة المجازر. 105 سنوات والقضية الأرمنية حيّة في ضمير كل أحرار العالم. فتحية إلى الشهداء الأبطال وإلى شعب (كلما التقى اثنان منهم في أي مكان من العالم يخلقون أرمينيا جديدة)".
أما سوزي عامور فغردت قائلة: "ذكرى مجزرة الأرمن التي ارتكبتها الأيادي القذرة الملوثة بدماء طاهرة سوف يحملونها الأتراك القتلة إلى قبورهم داخل عظامه".
وترجع إبادة الأرمن إلى عام 1915 إبان انهيار الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
ويتهم الأرمن العثمانيين بتهجير أجدادهم وقتلهم، وتقدر أعداد الضحايا في هذه الأحداث بنحو 1.5 مليون أرمني.
وتصنف أكثر من 20 دولة المجزرة التي ارتكبها الأتراك بـ"المذبحة". وفي ديسمبر/كانون الأول 2011، أقر البرلمان الفرنسي قانونا ينص على اعتبار إنكار مذبحة الأرمن جريمة تستوجب عقوبة السجن لمدة عام، بالإضافة إلى غرامة 45 ألف يورو (50 ألف دولار).
وفيما تقر تركيا بأن الكثير من الأرمن المسيحيين الذين كانوا يعيشون تحت حكم الإمبراطورية العثمانية قتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها ترفض الاعتراف بمقتل مئات الآلاف منهم أو الاعتراف بأن ما حدث كان حملة منظمة لإبادتهم.