لبنان يدور في الفراغ.. الجلسة الـ10 تفشل بانتخاب الرئيس
للمرة العاشرة، انتهت جلسة مجلس النواب اللبناني، الخميس، دون انتخاب رئيس جديد للبلاد، فيما يشبه الدوران بالحلقة المفرغة.
ورفع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الخميس، جلسة انتخاب الرئيس بعد انتهاء الدورة الأولى دون أن يُحدّد موعداً للجلسة المقبلة المملة، وسط استمرار لحالة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.
- الشغور الرئاسي.. لبنان يبحث عن مرشح قادر على هزيمة "الورقة البيضاء"
- كلاكيت المرة العاشرة.. هل يقطف برلمان لبنان حصاد الرئيس؟
ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية لم تختلف نتيجة فرز أصوات النواب المقترعين لانتخاب رئيس للجمهورية كثيرا عن الجلسة السابقة، وجاءت على النحو التالي، ميشال معوض: 38، والأوراق البيضاء: 37، وعصام خليفة: 8 أصوات، وصلاح حنين: 2، وزياد بارود: 2، وأوراق ملغاة: 19، وأسماء أخرى: 3.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن "الشغور في رأس الدولة لا يزال قائما والخلافات تعصف بين مختلف القوى والتيارات".
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن "القلق على الحاضر والمستقبل حالة معممة في كل المناطق، وضغط الملفات الاجتماعية يتحمله جميع اللبنانيين".
وفي تعبيره عن استمرار فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد، غرد النائب إلياس حنكش عبر حسابه على "تويتر"، موجها حديثه للإعلاميين قائلا: "للإعلام الذي يغطي جلسات انتخاب الرئيس يعطيكم 1000 عافية، وأتمنى أن تكفّوا عن تغطية هذه المسرحية، وأن تذكروا بالاسم النواب المعطّلين عند خروجهم في الدورة الثانية".
وفي تعليقه، قال الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد ريشار داغر، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "لا نزال أمام الطريق المسدود الذي شاهدناه خلال الجلسات الماضية، والتي لم تفض لأي نتيجة بسبب واقع التوازنات داخل المجلس النيابي والسقوف العالية لمختلف الأطراف".
وأكد داغر أن "احتمال التوصل إلى صيغة تسوية يبدو بعيدا، وإن كان غير مستحيل، فقد تعود الأطراف إلى الواقعية السياسية في التعامل مع هذا الاستحقاق".
وحول إمكانية وصول مرشح بعض أطراف المعارضة ميشال معوض، لسدة الحكم، قال الخبير الاستراتيحي اللبناني: "نحن في المربع ذاته الذي بدأ قبل شهرين، فهناك كتلة معينة تتبنى ترشيح معوض، وأخرى لا تزال تقترح الورقة البيضاء وهناك توازن بينهما، وليس من المنتظر أن يحدث تحولات كبيرة في موازين القوى تلك".
وأردف: "هناك صعوبات أمام ترشيح معوض، بينها التوازن بين القوي الأساسية السيادية وقوى الممانعة، وهناك فريق ثالث يقف في المنتصف، ومن المستبعد أن ينحاز لترشيح معوض، إضافة إلى أن أمام وصول معوض ورقة التعطيل التي لا تزال تستخدمها قوى الممانعة في كل الجلسات التي عقدت حتى الآن".
وفي ظل المعطيات الحالية، قال داغر: "نحن أمام فراغ دستوري سيمتد، إلا إذا حدثت مفاجآت معينة لكن حتى الآن ليس هناك أفق لذلك".
وبشأن طرح اسم قائد الجيش كمرشح توافقي للرئاسة، قال داغر: "هذا الخيار بات مطروحا بقوة أقله في الأوساط الخارجية، وأوساط الدول المؤثرة والمهتمة بالشأن اللبناني، وهناك صعوبات واضحة حول هذا الأمر".
وأوضح: "هناك صعوبة دستورية في تمرير انتخاب قائد الجيش، وهي ضرورة إجراء تعديل دستوري يسمح بانتخابه وهذا التعديل يتطلب موافقة ثلثي المجلس النيابي".
واستدرك قائلا: "لكن في حال حدثت تفاهمات دولية حقيقية بين القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في المسألة اللبنانية حول تسوية كاملة تتضمن انتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية، يمكن في هذه اللحظة أن تمارس تلك القوى ضغوطا على حلفائها في الداخل لدفعهم لتبني ترشيحه وانتخابه، وحتى الآن هذا لا يبدو متوفرا أو محققا".
وتعقد جلسات البرلمان على وقع حالة انقسام حاد بين الفرقاء السياسيين، بين محور 8 آذار الذي يقوده "حزب الله" المدعوم من إيران، والمحور السيادي التغييري، ومستقلين، دون أن يتمكن أي معسكر منهم من الوصول لاتفاق على مرشح واحد.
aXA6IDUyLjE1LjIyMy4yMzkg جزيرة ام اند امز