الشغور الرئاسي.. لبنان يبحث عن مرشح قادر على هزيمة "الورقة البيضاء"
بات الفراغ الرئاسي واقعا مألوفا في لبنان، رغم محاولات القوى السياسية المختلفة لتجاوزه.
ويعقد مجلس النواب اللبناني يوم الخميس المقبل ثامن جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت فترته الرئاسية في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولا يتوقع أن تختلف الجلسة الثامنة عن سابقاتها نظرا لاستمرار الانقسامات بين القوى السياسية حول المرشحين، الأمر الذي يدفع "الورقة البيضاء" إلى الاستمرار في الفوز.
وفي آخر جلسة عقدها البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد يوم الخميس الماضي، جاءت نتيجة الاقتراع كالآتي: ميشال معوض: 42، ورقة بيضاء: 50، عصام خليفة: 6، زياد بارود:2، أسماء أخرى: 1، أوراق ملغاة: 9.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
وبينما ترغب أحزاب "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" و"الكتائب" و"مستقلون" نحو انتخاب النائب ميشال معوض مؤسس حزب حركة الاستقلال السياسي ورئيسها، ونجل الرئيس الراحل رينيه معوض، يقوم الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" بتعطيل الانتخاب رغبة منهما في دعم سليمان فرنجية رئيس تيار "المردة"، الذي يرفضه أيضا "التيار الوطني الحر"، حليف حزب الله.
وأسفر الانقسام بين القوى السياسية اللبنانية عن فوز "الورقة البيضاء" في الجلسات السابقة التي لم تأت بجديد.
وعاش لبنان فراغا رئاسيا عدة مرات كان آخرها لمدة عامين قبل انتخاب الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون في 2016.
من جانبه، دعا نبيه بري رئيس مجلس النواب القوى السياسية المختلفة إلى حوار موسع قبل جلسة الخميس المقبل، إلا أن رفض بعض الأحزاب والقوى المشاركة فيه دفع بري إلى إجراء حوارات منفردة مع الكتل، بحثا عن مساحة للاتفاق حول إنهاء الشغور الرئاسي.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فقد التقى بري وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وجبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، وممثلين عن حزب الله وحزب القوات اللبنانية وقوى التغيير بالإضافة إلى المستقلين.
ويأمل اللبنانيون في إنهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت، خاصة أنه يتقاطع مع أزمة اقتصادية طاحنة تضرب البلاد، أدت إلى انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، وارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية والوقود، إلى جانب أزمة سياسية عطلت نجيب ميقاتي رئيس الوزراء المكلف من إعلان تشكيلة حكومته منذ مايو/أيار الماضي.
من جانبه، أكد سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانيّة، أن حزبه لا مشكلة لديه مع أي فريق أو شخصيّة قادرة على القيام بأي أمرٍ في سبيل إنقاذ البلاد.
واعتبر جعجع، في تصريحات صحفية له، أن المقياس الوحيد لاختيار الرئيس الجديد للبلاد هو أن "يستطيع القيام بأي عمل جدي يصبّ في مصلحة لبنان".
وأوضح أن حزبه يريد رئيسا قادرا على القيام بالخطوات المطلوبة من أجل إنقاذ البلد، بصرف النظر عن كونه من الجيل الجديد أم القديم أو ابن عائلة سياسيّة أو غير سياسيّة.
جعجع قال إن "التحديات صعبة والمواجهة كبيرة جداً، باعتبار أننا نواجه مجموعة قوى، بعضها غير سيادي لا يريد قيام الدولة في لبنان، فيما البعض الآخر جل ما يهمه مصالحه الشخصيّة".
وأضاف "هناك بعض القوى التقليديّة التي لا هم لديها سوى التمسّك بالمقاعد، في الوقت الذي هي غير قادرة فيه على إنقاذ البلاد أو دفعها نحو التقدّم".
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز