نائب لبناني لـ"العين الإخبارية": دعوات حزب الله للحوار بشأن انتخاب الرئيس "مناورة"
مع دخول أزمة الشغور الرئاسي في لبنان أسبوعها الرابع ووسط فشل البرلمان في حلحلتها، اتجهت الأنظار لحزب الله، الذي بات يتحين الفرصة للفوز بالمنصب الرفيع.
وفيما وجه حزب الله دعوة غير مباشرة للحوار مع الفرقاء السياسين بشأن الاستحقاق الرئاسي، اعتبرت قوى سياسية تلك الدعوة غير جادة، فيما نظرت إليها بموقف الريبة، محملة الحزب مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد.
تلك النظرة يدعمها البرلماني اللبناني فادي كرم، والذي قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن دعوة حزب الله للحوار بشأن الاستحقاق الرئاسي لا تعكس رغبة جدية وحقيقية للتوافق، بل هي مجرد مناورة، انتظارا لظروف معينة تسمح لهم بإجراء تسوية داخلية وخارجية، وتسمح بوصول رئيس خاضع لشروطه، ومتعاون مع دويلة الحزب، ولا تسمح لهذا الرئيس بإعادة بناء الدولة اللبنانية.
وكان النائب عن تكتل الوفاء والمقاومة التابع لحزب الله علي عمار قال إن لبنان "مأزوم اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً ونخشى إذا استمر هذا الوضع أن يندفع الواقع إلى الانفجار"، مشيرًا إلى أن هناك ضرورة للإسراع إلى الحوار الذي يؤدي بدوره إلى الوفاق".
مناورة من حزب الله
الأمر نفسه، أشار إليه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والذي قال: "إذا كانت المقاومة نقطة خلافية أحيلوها إلى الحوار، ولنأت برئيس لديه قدرة على العمل الإنقاذي، ويكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، ولنر إلى أي نتيجة سنصل".
إلا أن تلك الدعوات التي انطلقت من أطراف عدة تابعة لحزب الله، اعتبرها النائب اللبناني فادي كرم "مناورة"، استخدمها سابقا حزب الله مع فريق 14 آذار السياسي، واستطاع أن يهزمه بعد أن أدخله في "عملية مناورات مدعومة بالسلاح، والتهديد بالاغتيالات".
وأشار إلى أن أي طرف سياسي يفقد التوازن عندما يجلس مع حزب الله للتفاهم معه على ورقة الرئاسة.
وأضاف البرلماني اللبناني أن "الحزب يسعى اليوم لنزاع مع كافة الأطراف الداخليين والإقليميين لإجراء اتفاقية حول رئيس جمهورية ضعيف مشلول خاضع لشروط، لن تسمح لهذا الرئيس بإعادة بناء الدولة اللبنانية وقابل لتعاون مع دويلة حزب الله"، مناشدًا الأطراف اللبنانية بألا يحققوا له مراده.
الاستحواذ على الرئاسة
كرم أكد أن فريق حزب الله بانتظار ظروف معينة تسمح لهم بإجراء تسوية داخلية وخارجية أيضا، تسمح لهم بالاستحواذ على الرئاسة اللبنانية عبر رئيس تابع، ثم على الحكومة، والاستمرار في وضع أياديهم على القرار اللبناني.
وحمل النائب عن تكتل الجمهورية القوية مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد إلى حزب الله وحلفائه قائلا: إن المسؤول عن التعطيل هي حسابات حزب الله المرتبطة بالمحور الإيراني في المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك نية واضحة لدى إيران في استخدام لبنان ورقة بيديه، سواء في المفاوضات أو في لعبة النفوذ بالمنطقة.
وتابع: هناك مجلس جديد انتخب منذ 6 أشهر، لا يخضع لحزب الله بشكل واضح كما كان فى المجلس السابق، لكن للأسف فهناك بعض الفرقاء الجدد الذين وصلوا نتيجة ثورة 17 تشرين 2017 لم يصبحوا فعالين بوجه حزب الله حتى الآن، وهذا ما يسمح لحزب الله أن يملي شروطه.
ورغم ذلك، إلا أن النائب البرلماني قال إن حزب الله في أزمة حقيقية اليوم، حيث إنه لا يستطيع التخلي عن النائب جبران باسيل كحليف، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح رئاسي، فيما يسعى للقيام بتسوية كبيرة للخروج من هذا المأزق.
وأوضح أن الأزمة التى يمر بها حزب الله هي أن الحلفاء سواء من التيار بقيادة باسيل أو تيار المردة غير متفقين، وهناك تنافس بينهم، ما يفرض عليه كتكل وضع أوراق بيضاء في جلسات انتخاب الرئيس على مدار الجلسات السابقة.
متى يتم اختيار رئيس؟
وبشأن ما رددته وسائل إعلام محلية من أن انتخاب رئيس جديد للبلاد لن يكون قبل فبراير/شباط المقبل، وفقا للمعطيات السياسية الحالية، قال النائب اللبناني إن المسألة غير مرتبطة بالتوقيت وإنما بالظروف، مشيرا إلى أن حزب الله والمتعاونين معه من أطراف محور الممانعة دأبوا على تعطيل اللعبة الديمقراطية ولم يحترموا الدستور والديمقراطية اللبنانية.
ونبه النائب فادي كرم بأن تكتل القوات النيابي وفريق السيادة فى لبنان يسعى اليوم إلى إحداث التوازن اللازم مع حزب الله لإبقاء التسوية التى يسعى لها، التي اعتبرها غير قابلة للإتمام.
توحيد المعارضة
وشدد على أن القوات اللبنانية تسعى إلى توحيد المعارضة لتحقق التوازن مع حزب الله، فإما أن تفرض وجود جلسة انتخاب ديمقراطية، ويفوز من يفوز، ويتحمل كل نائب مسؤولية اختياره، وإما أن نصل من خلال التوازن لفرض ظروف وطنية لبنانية، ومواصفات حقيقية لإعادة بناء الدولة.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيقوم بجولة استشارات نيابية مع الكتل النيابية بعيدا عن الإعلام، لإعداد قائمة من اسمين أو ثلاثة للاتفاق لاحقا فيما بينهم على اسم الرئيس.
وحول ذلك، قال النائب عن تكتل الجمهورية القوية إن محاولات الرئيس بري للتسوية ليست جديدة، لكنها مرتبطة بشروط حزب الله، مشيرًا إلى أن الاتصالات التي يقوم بها تستهدف إما الوصول لرئيس خاضع لشروطه بشكل كامل، وإما لأحد الشخصيات الضعيفة التي لن تقف بوجه مشاريعه التي ضربت الاقتصاد اللبناني وسيادته ووضعت البلاد في مكان لا يناسبه.