رسالة الراعي.. تحذير من مخطط مشبوه و3 خطوات للإصلاح بلبنان
حذر البطريرك بشارة الراعي من مخطط لتغيير كيانِ لبنان ونظامِه وهويتِه وصيغتِه وتقاليدِه، محددا 3 نقاط لتجاوز أزمات البلاد.
وشن البطريرك الماروني هجوماً في رسالة عيد الفصح، على "مَن يتلاعبون بمصير الوطن وسوء الأداء السياسي والأخلاقي"، وسط أزمة سياسية طاحنة تعيشها البلاد منذ 5 أشهر.
وجدد الراعي دعوته إلى تشكيل حكومة من الاختصاصيين لا يملك فيها أي طرف الثلث المعطل، وإعلان حياد لبنان، وعقد مؤتمر أممي للنظر في أزماته.
وأوضح الراعي: "كم يؤلمنا أن نرى الجماعة الحاكمة ومن حولها يتلاعبون بمصير الوطن كيانًا وشعبًا وأرضًا وكرامة! ويؤلمنا بالأكثر أنّها لا تدرك أخطاء خياراتها وسياساتها، بل تمعن فيها على حساب البلاد والشعب! وكم يؤلمنا أيضًا أنّ بعضًا من هذه الجماعة يتمسّك بولائه لغير لبنان وعلى حساب لبنان واللبنانيّين".
وأضاف "ما القول عن الّذين يُعرقلون قصدًا تأليفَ الحكومة ويشلّون الدولةِ، وهم يَفعلون ذلك ليُوهموا الشعبَ أنَّ المشكلةَ في الدستورِ، فيما الدستورُ هو الحلّ، وسوء الأَداء السياسيّ والأخلاقيّ والوطنيّ هو المشكلةُ؟"
ورأى الراعي أنه "صار واضحًا أنّنا أمامَ مخطّطٍ يَهدِفُ إلى تغييرِ لبنان بكيانِه ونظامِه وهوِّيتِه وصيغتِه وتقاليدِه.. هناك أطرافٌ تَعتمدُ منهجيّةَ هدمِ المؤسّساتِ الدستوريّةِ والماليّةِ والمصرفيّةِ والعسكريّةِ والقضائيّةِ، واحدةً تلو الأخرى. وهناك أطرافٌ تعتمدُ منهجيّةَ افتعالِ المشاكلَ أيضًا لتَمنعَ الحلولَ، والتسويات".
ومضى قائلا: "فليدرك الجميع أنّ الحياة الوطنيّة ليست حِصصًا، بل هي تكاملُ قيمٍ ولقاءُ إرادات وربحٌ مشترك. فليخرج الجميع من متاريسهم السياسيّةِ ويلتقوا إخْوةً، في رحابِ الوطن وشرعيّةِ الدولة وتعدّديّةِ المجتمع. إنَّ معيار إعادةِ النظرِ بالنظامِ هو الحاجةُ إلى مواكبةِ العصرِ والتقدِّم وتحقيقِ الأمنِ الاجتماعيّ، لا العودةُ إلى الوراء وتحقيقُ المكاسب الفئويّةِ والسياسيّةِ والطائفيّةِ والمذهبيّة والحزبية".
الراعي قال أيضا إنّ "حقوقَ الطوائف وحِصَصَها تتبخّر أمامَ حقوقِ المواطنين في الأمنِ والغذاءِ والتعليمِ والطبابةِ والعملِ والازدهارِ والسلام".
وجدد البطريرك الماروني، المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لحل مشاكله، قائلا: "من هذه المنطلقات الحضاريّةِ والإنسانيّة والوطنيّة طَرحْنا مشروعَي إعلانِ حيادِ لبنان وانعقادِ المؤتمرِ الدوليِّ الخاصِّ به. فلبنان الحياديُّ هو لبنانُ الاستقرار والسلام. أمّا لبنانُ المنحاز فهو لبنانُ الاضطراب والحربِ.. نحن نريد السلامَ لا الحرب. الحياد هو لمصلحة الجميع، وينقذ الجميع".
وتابع "أما المؤتمرُ الدوليُّ، فيزيل النقاط الخلافيّة المتراكمة، وهو خَشبةُ خلاصٍ لأنه سيعطي لبنان عمرًا جديدًا من خلال تثبيتِ كيانِه، وحدودِه الدوليّة، وتجديدِ الشراكةِ الوطنيِّة، وتعزيزِ السيادةِ والاستقلال، وإحياءِ الشرعيّة، وتقويةِ الجيش، وتنفيذ القرارات الدولية، وحلِّ موضوعَيْ النازحين السوريّين واللاجئين الفِلسطينيّين".
وكرر مطالبته الإسراع بتشكيل الحكومة، وقال: "نعلي الصوت مع جميع اللبنانيّين بتأليف حكومة تعيدُ إنعاشَ المؤسّساتِ، وتُطلقُ ورشةَ الإصلاحِ لتأتيَنا المساعداتُ العربيّةُ والدوليّة الموعودة. ونتساءل: لماذا هذا التأخير طالما الجميعُ يعلنون، إذا صحّت النوايا، أي لا نقول الشيء ونفعل نقيضه، أنّهم يريدون حكومةً اختصاصيين غير حزبيين لا يملك أي طرف ثلثا معطلا فيها، وتستند للدستور وتنطلق من حاجات الناس".
ويأتي حديث الراعي في ظل العرقلة المستمرة لتشكيل الحكومة نتيجة السباق على الحصص، إذ يرفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مطالب رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل بالثلث المعطل، فيما يعتبر عون أن الحريري يريد الاستئثار بالحصة المسيحية.
وبعد محاولات ومبادرات عدة فاشلة لتشكيل الحكومة، برزت في اليومين الأخيرين مبادرة من رئيس البرلمان نبيه بري تقضي بتشكيل حكومة من 24 وزيرا من دون ثلث معطل لا يزال البحث جاريا بشأنها.
وفي وقت تتعطل فيه جهود تشكيل الحكومة منذ 5 أشهر، يعيش لبنان وضعا اقتصاديا في غاية الصعوبة نتيجة انهيار قيمة العملة المحلية.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز