كل المنازل قد تهدمت وأصبحت غير صالحة للمعيشة بسبب الأعصار، وتقدر تكلفة بناء المنزل الواحد 10 آلاف دولار.
ضرب إعصار إيداي المدمر مدينة بيرا بموزمبيق ليلة الجمعة الـ١٤ من مارس/آذار، ليخلف أكثر من ألف ضحية ويدمر مدينة بيرا، ويترك الأهالي عالقين بسبب تجمعات المياه الضحلة هناك.
يقطن مدينة بيرا المئات من أبناء الجالية العربية من مصر ولبنان والمغرب وموريتانيا، وانقطع الاتصال بينهم وبين سفاراتهم وذويهم لخمس أيام متواصلة بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات.
فور عودة الاتصالات أجلى أبناء الجالية اللبنانية النساء والأطفال تحسبا لتدهور الأوضاع، خاصة بعد توارد أنباء عن تفشي وباء الكوليرا الذي ارتفعت معدلات الإصابة به لتصل ١٤٠٠ مصاب.
- بالصور .. الإمارات تغيث 75 ألف متضرّر من إعصار "إيداي" في موزمبيق
- توابع إعصار إيداي.. إصابة 271 بالكوليرا في موزمبيق
انتقل إلى مدينة بيرا المنكوبة سفير لبنان بجنوب أفريقيا السفير قبلان فرنجيه، وقالت السفارة إن حجم الدمار الذي خلفه الإعصار يفوق المتوقع، حيث لم تبقَ طرق أو مدارس أو مستشفيات فقد دمر الإعصار كل شيء تقريباً".
وقابل فرنجيه السيدة الأولى بموزمبيق ورغم ذلك لم يستطع فرنجيه أو مكتب الصليب الأحمر بتحديد تكلفة إعادة الإعمار ببيرا المنكوبة لأن عمليات الإنقاذ والإغاثة مستمرة حتى اليوم.
الجالية اللبنانية انتقلت لموزمبيق في التسعينيات وعلى رغم من عدم وجود أي خسائر في الأرواح إلا أن السفارة صرحت بأن خسائر الجالية المادية قُدرت بنحو 2.5 مليون دولار على أقل تقدير.
وتعمل الجالية اللبنانية في مجال التجارة والمستودعات والمخازن التي تدمرت بالكامل، إثر هذا الإعصار، إلى جانب أن كل المنازل قد تهدمت وأصبحت غير صالحة للمعيشة وتكلفة بنائها تصل إلى 10 آلاف دولار للمنزل الواحد.
وحاول فرنجيه بالتنسيق مع اللبنانيين في مابوتو دعم الجالية اللبنانية ببيرا ومساندتها في تلك المرحلة العصيبة التي سيتحتم عليهم البدء من جديد على صعيد العمل والسكن، بالإضافة إلى ما تواجه بيرا من مشكلات صحية وانتشار وباء الكوليرا بنسب كبيرة دون وجود مستشفيات مجهزة بسبب دمارها الكامل عقب الإعصار والاعتماد الكلي على المستشفيات الميدانية المتوفرة من قبل الصليب الأحمر ومنظمات المجتمع المدني.
يشار إلى أن مدينة بيرا كانت تحتوي على الميناء البحري الرئيسي لكل من موزمبيق وزيمبابوي، ما يجعلها الشريان الاقتصادي والتجاري الأساسي لتلك الدول ورغم أن الطريق الذي يصل بين الميناء البحري والعاصمة مابوتو عاد للعمل مرة أخرى إلا أن هناك شكوكا اقتصادية ولوجيستية حول إمكانية عودة التدفق التجاري كما في السابق لانهيار مستويات كفاءة الطرق وشبكات المواصلات في بيرا.