نزاع الحدود بين لبنان وإسرائيل.. تل أبيب تعتزم طرح خطة للحل
في محاولة لحل النزاع على الحدود البحرية مع لبنان، اجتمع مفاوضون إسرائيليون مع الوسيط الأمريكي، لمناقشة الأزمة التي تهدد بتفاقم التوتر.
وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية في بيان اليوم السبت: "استمع الفريق إلى أحدث المستجدات بعد زيارة الوسيط للبنان، وناقش الطرفان صياغة توجهات بناءة للمضي قدما في المفاوضات"، مضيفا أنها ستحافظ على المصالح الاقتصادية والأمنية لإسرائيل لكنها تعتزم "حل القضية في المستقبل القريب".
وأدى الخلاف بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية إلى عرقلة التنقيب عن موارد الطاقة في أجزاء من شرق البحر المتوسط، كما يهدد بتفاقم التوتر بين البلدين.
أزمة الحدود
وشهدت أزمة الحدود بين لبنان وإسرائيل تصعيدا خلال الأيام الماضية، غداة وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي ستبدأ إسرائيل باستخراج الغاز منه.
إلا أن الأزمة بدأت تشق طريقها نحو الحل، بعد وصول الوسيط الأمريكي آموس هوكستين الذي عقد الثلاثاء الماضي، جولة مفاوضات في لبنان، خرج منها بمقترح جديد يبدو أنه حمله إلى إسرائيل.
وقال مسؤول لبناني، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إن بلاده قدمت الأسبوع الماضي للوسيط الأمريكي آموس هوكستين عرضاً جديداً لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، لا يتطرق إلى حقل كاريش للغاز، الذي اعتبرت بيروت في وقت سابق أن أجزاء منه تقع في منطقة متنازع عليها.
وأوضح المسؤول المواكب للاجتماعات التي عقدها هوكستين في بيروت: "طرحنا زيادة المساحة البحرية من 860 كيلومتراً مربعاً إلى حوالي 1200" بما يشمل حقل قانا الذي يمر به الخط 23، لكنها لا تتضمن حقل كاريش.
وتابع "نحن بالأساس نريد حقل قانا كاملاً، وهذا يؤدي إلى تعديل الخط 23"، مضيفاً "نريد أولاً أن نضمن حقل قانا والخط 23 الذي ترفضه إسرائيل والباقي يأتي لاحقاً".
وكان مسؤولون لبنانيون حذروا من أن أي نشاط إسرائيلي في المناطق البحرية المتنازع عليها يشكل "استفزازاً" و"عملاً عدوانياً".
تسريع المفاوضات
في المقابل، حضّت إسرائيل على تسريع المفاوضات، معتبرة أن حقل كاريش "من الأصول الاستراتيجية للدولة العبرية".
ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمياً، وخاض حزب الله، القوة النافذة في السياسة اللبنانية، في 2006 حرباً دامية ضد إسرائيل استمرت 33 يوماً.
ودعت السلطات اللبنانية مطلع الأسبوع الماضي هوكستين للمجيء إلى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، غداة وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي ستبدأ إسرائيل باستخراج الغاز منه. وتقول إسرائيل إن حقل كاريش يقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها.
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
الخط 23
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.
وكان الوسيط الأمريكي طرح سابقاً تعديلات على الخط 23 لم يوافق عليها لبنان. ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.