عرض لبناني بشأن حقل كاريش.. هل ينهي التوتر مع إسرائيل؟
بعد أيام من بيانات تصعيدية بين لبنان وإسرائيل، بدا البلدان، الثلاثاء، عند أقرب نقطة للتفاهم، بعرض قدمته بيروت وبجولة للوسيط الأمريكي.
ذلك التصعيد خرج للعلن، غداة وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي ستبدأ إسرائيل باستخراج الغاز منه، في أزمة أثارت بيانات لبنانية تصعيدية ردت عليها تل أبيب بقولها إن حقل كاريش يقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها.
إلا أن الأزمة بدأت تشق طريقها نحو الحل، بعد وصول الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، الذي عقد اليوم الثلاثاء، جولة مفاوضات في لبنان، خرج منها بمقترح جديد سيحمله إلى إسرائيل، التي إن وافقت عليه، سيمهد إلى استئناف المفاوضات.
عرض جديد
وقال مسؤول لبناني في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إن بلاده قدمت الثلاثاء للوسيط الأمريكي آموس هوكستين، عرضاً جديداً لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، لا يتطرق الى حقل كاريش للغاز الذي اعتبرت بيروت في وقت سابق أن أجزاء منه تقع في منطقة متنازع عليها.
وأوضح المسؤول المواكب للاجتماعات التي عقدها هوكستين في بيروت منذ وصوله الإثنين "طرحنا زيادة المساحة البحرية من 860 كيلومتراً مربعاً إلى حوالى 1200" بما يشمل حقل قانا الذي يمر به الخط 23، لكنها لا تتضمن حقل كاريش.
وتابع:"نحن بالأساس نريد حقل قانا كاملاً، وهذا يؤدي إلى تعديل الخط 23"، مضيفاً:"نريد أولاً أن نضمن حقل قانا والخط 23 الذي ترفضه إسرائيل والباقي يأتي لاحقاً".
وسيحمل هوكستين الصيغة الجديدة إلى إسرائيل، بحسب المسؤول اللبناني، الذي قال إنه حال موافقة الجانب الإسرائيلي على الطرح الجديد، يفترض أن يُصار الى استئناف التفاوض، وفق المصدر ذاته.
وتمنّى رئيس لبنان ميشال عون على هوكستين "العودة سريعاً إلى لبنان ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي".
مفاوضات متوقعة
من جانبه، قال المسؤول الأمريكي الذي يتوسط في النزاع، اليوم الثلاثاء، إن الاقتراح الذي تلقاه من مسؤولين لبنانيين خلال زيارة لبيروت "سيُمَكن من المضي قدما في المفاوضات".
وأضاف مبعوث الطاقة الأمريكي آموس هوكشتاين، أن المسؤولين اللبنانيين اتخذوا "خطوة قوية للغاية إلى الأمام اليوم من خلال تقديم نهج موحد على نحو أكبر".
وشملت زيارة هوكستين لقاءات مع مسؤولين آخرين بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش جوزف عون.
وكان مسؤولون لبنانيون حذروا من أن أي نشاط إسرائيلي في المناطق البحرية المتنازع عليها يشكل "استفزازاً" و"عملاً عدوانياً".
أصول استراتيجية
في المقابل، حضّت إسرائيل على تسريع المفاوضات، معتبرة أن حقل كاريش "من الأصول الاستراتيجية للدولة العبرية".
ودعت السلطات اللبنانية مطلع الأسبوع الماضي "هوكستين" للمجيء الى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وذلك غداة وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش.
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار العام الماضي، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
تقديرات خاطئة
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.
لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت لتقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.
وكان الوسيط الأمركيي طرح سابقاً تعديلات على الخط 23 لم يوافق عليها لبنان.
ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز