القاضي "وليد عيدو".. صفحة بكتاب الاغتيالات يستدعيها حاضر لبنان
في الذكرى الخامسة عشرة لاغتياله يستذكر اللبنانيون نائب بيروت وليد عيدو الذي قتل بتفجير سيارته عام 2007.
تكتسب الذكرى هذا العام أهمية خاصة، نتيجة ترافقها مع تطورات سياسية معقدة تشهدها الساحة اللبنانية، من خلال تعطيل المؤسسات الدستورية والقضائية خصوصاً بما يتعلق بقضية انفجار مرفأ بيروت وتوقيف الملاحقات القضائية، من قبل فريق "حزب الله" وحلفائه.
وتعيد هذه الحالة للأذهان عرقلة الفريق نفسه للمحكمة الدولية التي كانت تحقق في سلسلة اغتيالات طالت شخصيات سياسية معارضة لحزب الله في حينها.
كتاب الاغتيالات
النائب القاضي الراحل وليد عيدو هو أحد أبرز نواب بيروت، وحليف رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير/شباط 2005، وتلته سلسلة اغتيالات في تلك الفترة طالت شخصيات معارضة لحزب الله وسوريا.
"عيدو" هو الشخصية السادسة التي اغتيلت خلال أقل من سنتين من بعد الوزير باسل فليحان الذي استهدف بنفس انفجار رفيق الحريري وتوفي متأثرا بجروحه البليغة في مستشفى بيرسي العسكري بباريس بعد صراع 64 يوماً مع الحروق التي طالت 65% من جسمه.
وكذلك الصحفي المعارض سمير قصير الذي اغتيل في 2 يونيو/حزيران 2005 عن طريق قنبلة وضعت في سيارته.
وبالمثل القيادي الشيوعي جورج حاوي أحد منظري "ثورة الأرز" التي اندلعت في عام 2005 وطالبت بخروج الجيش السوري من لبنان، والذي اغتيل بتفجير عبوة ناسفة بسيارته في منطقة وطى المصيطبة في بيروت بتاريخ 21 يونيو/حزيران 2005.
والنائب والصحفي جبران تويني أحد أبرز معارضي حزب الله"الذي اغتيل في 12 ديسمبر/كانون الأول 2005 في اعتداء بسيارة مفخخة في ضاحية المكلس شرق بيروت.
وأخيرا الوزير، بيار الجميل، الذي اغتيل في 21 نوفمبر 2006/تشرين الثاني بعد أن أطلق ثلاثة مجهولون النار على سيارته في منطقة الجديدة في ضاحية بيروت الشمالية.
عملية اغتيال "عيدو" كانت أول عملية اغتيال لشخصية لبنانية بعد إقرار المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رفيق الحريري التي أقرها مجلس الأمن تحت الفصل السابع الملزم من ميثاق الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في العاشر من يونيو/حزيران 2007، بما يشير إلى ترابط القضيتين.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الدولية التي باشرت عملها رغم اعتراضات حزب الله وتعطيله للحكومة أصدرت قرارها بتجريم أحد قياديي الحزب المدعو سليم عياش بعملية الاغتيال، لكن الحزب رفض تسليمه إلى العدالة، فبقيت هذه كما قضية غيره من الشخصيات السياسية من دون محاسبة.
تفاعل وإحياء للذكرى
في تذكير لنضال عيدو من أجل إقرار المحكمة لتحقيق العدالة بمقتل رفيق الحريري استذكر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في تغريدة عيدو، وكتب عبر موقعه على "تويتر": "وليد عيدو … شهيد العدالة، لن ننسى".
وهاجم النائب أشرف ريفي حزب الله قائلا: "في ذكرى استشهاد وليد عيدو وابنه خالد نؤكد على حفظ أمانة شهداء الاستقلال، وعلى مواجهة قوى الاغتيال والإجرام، حتى تحقيق العدالة وتحرير لبنان من الوصاية".
وأضاف عبر "تويتر": "عهدٌ علينا أيها الشهيد الكبير أن نكمل الطريق ليبقى لبنان".
وغرّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، قائلاً: "وفاؤك للبنان كلّفك الروح ولشهادتك أوفياء ثابتون".
وأضاف: "13 حزيران، ذكرى استشهاد وليد عيدو".
بدوره قال النائب فؤاد المخزومي إن 13 حزيران (يونيو) ذكرى اغتيال الشهيد وليد عيدو الذي انضم إلى شهداء مسيرة تحرير لبنان من الوصاية والارتهان والخضوع ووضعه على طريق الحرية والاستقلال.
وأضاف: "ستبقى ذكراك خالدة مع كوكبة شهداء الحق والسيادة والعدالة".
وغرد النائب السابق مصطفى علوش قائلاً في ذكرى استشهاد وليد عيدو ورفاقه: "شتان بين من يضحي بحياته من أجل ما يؤمن به، وذاك الذي يتاجر بدماء الشهداء".
من هو وليد عيدو؟
وليد عيدو كان قاضياً، دخل السلك القضائي اللبناني عام 1967 واستقال منه في 31 يناير/كانون الثاني 2000، وتدرج طوال تلك الفترة بعده مناصب قضائيةعدة.
ترشح عام 200 للانتخابات النيابية ضمن لائحة رفيق الحريري وفاز لاحقا ليظهر كأبرز ناشطي الأكثرية النيابية من كتلة ''تيار المستقبل'' بزعامة النائب سعد الحريري.
قتل في 13 يونيو/حزيران في انفجار ضخم لسيارة مفخخة منطقة المنارة الساحلية في العاصمة اللبنانية بيروت ولقي مصرعه على الفور مع نجله الأكبر خالد عيدو واثنين من حراسه، وستة مدنيين آخرين تناثرت جثثهم بفعل الانفجارالذي كان من القوة لدرجة أنه قذف بجثمان النائب وابنه إلى مسافة بعيدة حيث ملعب نادي النجمة وتسبب في قتل اثنين من لاعبي النادي.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز